حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لماذا نحشد ضد بعضنا؟

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هل تبددت فرصة «التوافقات» في مجتمعنا، وهل أُغلقت – بالتالي – أبواب الحوار والتفاهم، ووجدنا أنفسنا أمام واقع ملتبس يتحايل البعض على «تزيينه» وتسويقه فيما يبالغ البعض في «النفخ» فيه وتأجيجه وتوظيفه؟

أرجو أولا أن لا تأخذنا القراءات العاجلة الى استنتاجات متسرعة أو قرارات خاطئة، فأسوأ ما يمكن ان نفعله هو استدعاء مبررات «الاستعداء» والصدام بدل البحث عن إمكانيات اللقاء وموجبات التوافق وسيناريوهات الحل.

والتحذير هنا واجب لكل الذين يفكرون «بإشعال» الحرائق السياسية، سواء من جهة بعض المسؤولين الذين «يتبنون» خطاب «العزل» السياسي لكل من يعارضهم ، أو من جهة بعض النخب التي تريد أن تركب الموجة وترد الصاع صاعين باستخدام «لهجة» استفزازية وخطاب تصعيدي،  وكأننا في ساحة «نزال» يبحث فيها كل طرف عن انتصار يسجله باسمه فيما لا يهمه إذا ما خرج البلد خاسرا بامتياز.

أخشى ما أخشاه  هنا أن يصبح «التحشيد» جزءا من ممارساتنا السياسية،  وان يتحول فيما بعد إلى «لغة» للتخاطب والتواصل، ثم نستمرئ هذه الحالة فندفع بمجتمعنا إلى مزيد من الانقسام، وببلدنا إلى أزمات واحتقانات تأخذنا إلى المجهول، في وقت أحوج ما نكون فيه الى «صفر» مشاكل ، وجبهة داخلية قوية ، وأمل مفتوح على تجاوز ما خلفته لنا الأزمات السابقة من تراجعات وخيبات .

لا يقتصر التحشيد على  الذين يدعون للخروج الى الشارع في مسيرات «حاشدة»،  وإنما ثمة ألوان أخرى لا تقل خطرا، منها ما يتعلق بالصدى الإعلامي الذي يتوجه الى عواطف الناس بدل عقولهم، ويحاول ان يؤجج نيران الخلافات بدل أن يطفئها، ويبحث في «بؤر» الصدام والشك بدل ان يتولى توجيه النقاش العام حول قضايا البلد وأولوياته المهمة، ويساعد في الوصول إلى حلول عادلة  تضع حدا لحالة الاحتقان والتأزيم التي نعاني منها ، ومن صور التحشيد ما يتعلق بمقررات «مستعجلة» وإجراءات «نيّة» تدفع الناس للشعور بالخيبة وغياب العدالة او تثير لديهم الإحساس بالغضب، او بالاستهداف غير المبرر.

كان يمكن –بالطبع- أن نستثمر «التحشيد» لبناء توافقات وطنية، او تدشين حوارات جدية نطرح فيها بالهواء الطلق ما يدور في أذهان الناس من أسئلة وما يجب ان نقدمه من إجابات، وكان يمكن ان ننحاز لمنطق العقل من اجل تفعيل طاقات الناس وإحياء «الهمة الوطنية» وإشاعة الأمل بينهم، لكن للأسف لم ننتبه إلى إيجاد مثل هذه القنوات لتصريف ما نعانيه من احتقانات، ووجدنا أنفسنا امام «حالة» من التجاذب والشد والاستقواء، وكأننا في «معركة» فاصلة، او كأن «بلدنا» محصّن مما حدث حولنا من زلازل.

مثلما نقول لمن يعمل على تحشيد الشارع: أنت مخطئ، يجب ان نقول للمسؤول الذي يدفع الناس «من خلال التمترس خلف  قرارات غير مدروسة» إلى الجدار: أنت مخطئ أيضا، ونقول للذين يذهبون الى تخوين الآخرين والتشكيك في نواياهم وتجربتهم والتأليب ضدهم: انتم مخطئون أيضا.

لماذا نحشد ضد بعضنا البعض؟ ولماذا نضع بلدنا في هذا الامتحان الصعب؟ الا يوجد صوت عاقل يبشرنا بأن مصلحة بلدنا اهم من كل هذه «الصراعات  وباننا اليوم بحاجة لمن ينزع منه «صواعق» التحشيد، وبحاجة أكثر من أي وقت مضى الى طاولة الحوار، ومنطق المصلحة المشتركة «لكي لا نقول المحبة والوئام» هذه كلها فريضة الوقت التي يجب على الجميع القيام بها لكي لا تأخذنا «العواطف» الى جزر أخرى مسكونة بالخوف والندم والخسارة لا قدّر الله.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts