ما رسائل الاحتلال من حملات الاعتقال “القصيرة” بالضفة؟

ما رسائل الاحتلال من حملات الاعتقال “القصيرة” بالضفة؟

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة تطال قيادات مقدسية

منذ نحو شهر، تمارس قوات الاحتلال حملات اعتقال في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة بشكل واسع، ثم تعاود الإفراج عن المعتقلين بعد ساعات أو أيام.

وعلى غير العادة، شنّت قوات الاحتلال حملات اعتقال تركزت في الخليل ورام الله ونابلس، واستهدفت العشرات من نشطاء وقيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونواب في المجلس التشريعي، وجميعهم أسرى محررون، دون وجود فعل انتفاضي على الأرض يستدعي حملات اعتقال كبيرة.

ويؤكد نادي الأسير أن حملات الاعتقال التي نفذت مؤخرًا واستهدفت أسرى سابقين واجهوا عمليات اعتقال متكررة، يشكل جريمة في ظل انتشار وباء كورونا، وهو ما يعرض حياتهم للخطر.

ويشير النادي إلى أن اعتقال المزيد من المواطنين إمعان في تحويل الوباء إلى أداة وقمع وتنكيل بحقهم.

“خلخلة الوحدة”

ويقول المحرر أدهم أبو عرقوب من بلدة بير زيت لوكالة “صفا” إن هدف الاعتقال القصير، الذي ربما يكون لساعات أو أيام، رسالة من الاحتلال لتثبيت وجوده وتذكير النشطاء بالاستمرار في ملاحقتهم ومراقبتهم.

ويضيف أبو عرقوب، والذي اعتقل ليوم واحد، أن الحملة تستهدف اقتحام المنازل وتفتيشها وترويع سكانها بحجة البحث عن أسلحة، وإيصال رسالة بأن الشخص تحت الأنظار وسيتم اعتقاله بعد أي تصرف أو نشاط.

لكن أبو عرقوب يلفت إلى أن مخابرات الاحتلال تطرح في مقابلاتها مع الأسرى قضية تطبيع الإمارات مع إسرائيل بصورة كبيرة، مع الحديث عن وجود عدد من الدول العربية في طريقها للتطبيع، وأن الفلسطينيين سبقوا تلك الدول، في محاولة لضرب ما يجري على الأرض من تقارب بين الفصائل الفلسطينية.

ويقول: “تكون المقابلة وعلى غير عادتها بحضور ضباط كبار في مخابرات الاحتلال، والذين يتساءلون عن إمكانية حصول مصالحة، وأنهم دائمي التدقيق بقضية رفض الفصائل للتطبيع والموقف الموحد في التصدي لصفقة القرن”.

وبحسب أبو عرقوب، فإن الاحتلال يسعى من هذا الاعتقال إلى توجيه رسالة بتنفيذ ضربات استباقية للنشطاء، وتحديدا المحسوبين على التيارات الإسلامية من منطلق تثبيت وجود الاحتلال بشكل سريع في أي مواجهة تحصل على الأرض.

“نحن هنا”

أما المختص في شؤون الأسرى فؤاد الخفش، فيرى أن الاحتلال أصبح ينتهج منذ عامين سياسة جديدة عنوانها “الأحداث على الأرض”.

ويقول الخفش لوكالة “صفا”: “أصبحت عمليات الاعتقال وفق حسابات جديدة وأسلوب جديد تحت عنوان عريض مفاده “نحن هنا”، وهذه الرسالة التي يحاول الاحتلال إيصالها لكل النشطاء الذين يتوقع منهم العودة للعمل المقاوم في حال تغيرت الظروف في الضفة الغربية والتركيز على المهيئين للعمل، وتحديدا المحسوبين على حركة حماس”.

ويضيف الخفش “يستخدم الاحتلال طريقتين، الأولى هي الاتصالات الدورية من ضباط المخابرات على الناشطين في المناطق الفلسطينية وهم دائمي السؤال عن المصالحة ويحمل الاتصال رسائل تهديد، أما في الثانية، اقتحام البيوت والتفتيش والترهيب”.

ويلفت الخفش، بناء على روايات من جرى اعتقالهم مؤخرًا، إلى أن الأسلوب الثاني هو لإرجاع الأسير إلى حالة الاعتقال والإبعاد عن أهله، ووضعه في ظروف نفسية صعبة والتذكير بأشهر وسنوات الاعتقال الطويل، حتى لا يحاول الشخص التفكير بالعودة إلى أي نشاط

وعن علاقة الاعتقالات بالتقارب بين الفصائل، يشير الخفش إلى أنه في بعض الأحداث كالحرب على غزة أو التقدم في المصالحة دائمًا ما يتخذ الاحتلال منها ذريعة للدخول على الخط وينفذ اعتقالات مركزة في رسالة منه أنه موجود.

وبحسب الخفش فإن “ما حدث في الخليل تحديدا بمثابة رسالة للمصالحة، ونشطاء حماس بأننا  بالمرصاد، ولاسيما لمن يتوقع أن يكون لديهم نشاط مستقبلي”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: