محللون يقرأون تداعيات حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل

محللون يقرأون تداعيات حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل

رصد – البوصلة

ما زالت حادثة سقوط صاروخ على مجدل شمس في الجولان المحتل وسقوط قتلى، تثير جدلاً حول هوية الجهة التي تتحمّل المسؤولية، فضلا عن تداعيات هذا الحادث الذي بات ينذر في دخول حرب مفتوحة بين حزب الله الذي أعلن عدم مسؤوليته عن الحادث، والاحتلال الصهيوني.

وقال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد إنّ ما يقلق الكيان الإسرائيلي هو رد فعل حزب الله والمقاومة اللبنانية على اي هجوم إسرائيلي على لبنان  تحت عنوان الانتقام لحادثة الجولان المزعومة.

وأكد عياد في تدوينة له على منصة إكس إنّه قلق وحسابات معقدة تضمن احتفاظ حزب الله بزمام المبادرة على نحو يضعف الرد الإسرائيلي ويحد من قيمته وأهميته.

قراءة للحادث

أما الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة فقال في تدوينة له حملت عنوان: عن حادثة “مجدل شمس”.. نفي حزب الله وردّ الصهاينة.

وأضاف قائلا: من المؤكّد أن الحزب لم ينفذ الهجوم (إذا كان هجوما) بشكل مقصود، فهو يتصرّف ضمن خطوط معروفة لا تفضي لتوسّع الحرب، ومثل هذه العملية ستفتح باب الاحتمالات من جديد.

وتابع الزعاترة: إما أن تكون العملية قد وقعت بالخطأ من أحد الطرفين (صاروخ للقبة الحديدية في الحالة الإسرائيلية وقذيفة أو صاروخ خاطئ من جانب حزب الله. وهنا ينشأ سؤال حول عدم اعتراض الصاروخ من قبل “الكيان”، وتحضر هوية القتلى على نحو طبيعي، كونهم من الدروز وليسوا يهودا.

ولفت إلى أنّ ردة فعل الأخير تشير إلى أنه كان ينتظر حادثة من هذا النوع الثقيل (11 قتيلا ونحو 30 جريحا) كي يردّ عليها بطريقته، وسيكون الأمر برسم المساومة هنا، ليس مع الحزب ومن ورائه إيران فقط، بل مع واشنطن على نحو أهم، لا سيما أن حرصها على عدم توسّع الحرب يبلغ حد الهستيريا، تبعا لرفضها التورّط في مستنقع المنطقة من جديد، وترك أولويتها الاستراتيجية أمام التحدّي الصيني، ومن بعده الروسي.

وأوضح أنه قد يبقى الردّ في حدود الهجمات الجوية والاغتيالات، وهذا هو المرجّح في ظل وضع جيش الاحتلال المنهك، وقد يتطوّر إلى مستوى الحرب الأوسع.

وأشار إلى أنّه إذا لم يكن الاحتمال الثاني، فإن تأثيرات ذلك على حرب غزة، ستبقى في إطار محدود.

الدروز والنسيج الوطني السوري

الصحفي إبراهيم المدهون قال: في الآونة الأخيرة، أثارت مجزرة مجدل شمس الكثير من الجدل حول دروز الجولان، حيث يرى البعض أنهم يشبهون دروز شمال فلسطين ولا يوجد فرق بينهم. رغم تشابههم في العقائد والتقاليد الدينية والطائفية، إلا أن هناك اختلافًا كبيرًا في انتماءاتهم الوطنية والسياسية.

وتابع في تدوينة له على منصة إكس: إنّ دروز الجولان يشكلون جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري. غالبية دروز الجولان ترفض الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر نفسها جزءًا من الأمة العربية السورية والفلسطينية. موقفهم الوطني يظهر بوضوح في رفضهم القاطع لمحاولات الاحتلال لفرض الجنسية الإسرائيلية عليهم، وتمسكهم بهويتهم السورية. منذ أن تم ضم الجولان إلى إسرائيل عام 1981، أظهر دروز الجولان صمودًا كبيرًا ضد الاحتلال، ورفضوا الاعتراف بهذا الضم بشكل قاطع، مؤكدين على انتمائهم لأرضهم وهويتهم الأصلية.

واستدرك المدهون بالقول: في المقابل، يعيش دروز شمال فلسطين ضمن المجتمع الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي  عام 1948. هذا الوضع فرض عليهم واقعًا مختلفًا، حيث خضعوا لسياسات الاحتلال التي شملت الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية للكيان الإسرائيلي.

وشدد على أنّه ومن منظور وطني فلسطيني، فإنّ دروز الجولان يمثلون نموذجًا للتمسك بالهوية الوطنية والمقاومة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي. رفضهم للهوية الإسرائيلية وإصرارهم على الحفاظ على جذورهم السورية والفلسطينية يعكس إصرار الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير والتمسك بأرضه وهويته.

12 قتيلا في مجدل شمس المحتلة.. وحزب الله ينفي مسؤوليته

قتل 12 شخصًا وأصيب العشرات – مساء السبت- جراء سقوط صاروخ على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، في وقت نفى فيه حزب الله مسؤوليته عن الهجوم.

وأكد غالب سيف رئيس المبادرة الدرزية أن الصواريخ التي تسقط على القرى الدرزية والجليل هي صواريخ اعتراضية إسرائيلية، ودائما توقع أضرار فادحة في الأماكن والأرواح.

وقال وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق: إنّه، في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حدث، يجب على الجميع التنبه لـِما يعمل عليه العدو من فِتَن، داعياً الجميع في لبنان والجولان المحتل إلى الحذر من “أيّ انزلاق أو تحريضٍ في سياق مشروع العدو التدميري”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: