ماجد محمد الأنصاري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

محور الأزمات العشوائية: سياسات غير مدروسة ومشاريع فاشلة

ماجد محمد الأنصاري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

منذ نشأة الدول الحديثة العربية وهي في دوامة حروب ونزاعات لكنها اليوم أقرب لانهيار شامل مع توسيع دائرة الأزمات وتأجيج الخلافات البينية.

*     *     *

لم تعدم منطقة الشرق الأوسط يوماً اشتعال فتيل الأزمات المختلفة سياسياً وعسكرياً، فلا تكاد تخلو بقعة في المنطقة من خلاف حدودي أو نزاع سياسي داخلي أو حرب أهلية أو غير أهلية.

وفي كل بؤر الصراع هذه هناك أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة، ومع تزايد حدة الاستقطاب في المنطقة تتزايد حرارة هذه البؤر حتى تقترب من درجة الغليان ولكن ليس بسبب عوامل ذاتية بل خارجية هي في الأساس ترجمة لصراعات إقليمية ودولية.

إذا أردنا تصنيف أهم بؤر الصراع في المنطقة اليوم فهي تتلخص في بؤر تشهد مواجهات عسكرية في سوريا واليمن وليبيا وبؤر تشهد أعمالا عسكرية متقطعة مثل العراق وغزة.

وبؤر مؤهلة لأن تكون مسرح مواجهات مثل لبنان بما خلفه انفجار بيروت من دمار وانكشاف سياسي وشرق المتوسط في إطار النزاع بين تركيا واليونان والخليج العربي في إطار استمرار التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

اللافت أنه رغم تنوع سياقات هذه النزاعات إلا أن اللاعب الخارجي يبدو واحداً، وهذه المرة ليست القوى الغربية هي المحرك الأساسي بل هو محور إقليمي ينتهج سياسة التأزيم في المنطقة لتحقيق مكاسب ضيقة أو إضعاف خصومه ودون أن يكون ذلك عبر خريطة مصالح واضحة بل بشكل أقرب ما يكون للتلويح بعصا في محل خزف.

منذ إشعال حرب اليمن دأب محور أبوظبي والرياض على الذهاب باتجاه التأزيم في تعامله مع الملفات الإقليمية، في العلاقة مع إيران كان موقف هذا المحور داعماً لعمل عسكري ضدها كاد أن يحرق المنطقة، وفشل المحور في إنهاء حرب اليمن.

وعوض ذلك اتجه نحو تقسيم المقسم بافتعال نزاع عسكري بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية، في ليبيا يدعم هذا المحور تمرد حفتر على الشرعية بالمال والسلاح.

وظهر مؤخراً أن دوراً سعودياً كان من ضمن مبررات دخول روسيا في سوريا، ويسعى المحور إلى تعزيز أزمة غزة عبر محاولة إقحام دحلان في الحالة الفلسطينية ودعم الحصار المستمر على غزة والتطبيع الأخير الذي يجعل من حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عدواً مشتركاً للطرفين الإسرائيلي والإماراتي.

وفي العراق ولبنان تدخلات غير محسوبة تؤزم وضعاً هو على حافة الانهيار أصلاً، وفوق هذا كله تتحرك أبوظبي لدعم تشكل محور معاد لتركيا بين أرمينيا واليونان ومصر وأطراف أوروبية تعزيزاً لتفاقم الأزمة في المتوسط، ناهيك طبعاً عن حصار قطر وما تضمنه من تخطيط لاجتياح عسكري، عيدان ثقاب تجوب المنطقة دون تمييز ولا رؤية واضحة لما سيخلفه الركام.

قد يتصور من ينظر لكل هذه الأعمال أن هناك خطة أو مؤامرة كبرى وأجندة واضحة يعمل لصالحها هذا المحور، البعض يحاول أن يصور أن كل ذلك هو مشروع صهيوني مدروس أو مصالح أمريكية تمت هندستها منذ زمن كارتر أو حتى مشروع لأبوظبي يتجاوز ما نراه اليوم.

لكن ما شاهدناه من تضارب في الاتجاهات وكر وفر سياسي في العلاقة مع اللاعبين الإقليميين والدوليين يشير بالضرورة إلى غياب رؤية واضحة ومشروع متكامل خلف هذه التحركات.

الولايات المتحدة نفسها تتعامل مع ما يحدث بطريقة فوضوية وتكاد تكون غير قادرة على التعرف على أجندتها في إطار هذه الفوضى، أما مشروع أبوظبي فكان من المتصور أنه في إطار المحافظة على الوضع القائم والدولة العربية المركزية الوظيفية في مواجهة الربيع العربي.

ثم تطور ليكون مشروعاً يستهدف الإسلام السياسي ودعوات التغيير بشكل عام، ثم ارتفع السقف لمواجهة مع إيران وتركيا بنكهة عروبية ثم تراجع المشروع ضد إيران وتفاقم ضد تركيا ولكن هذه المرة بمعية محور غير عربي ولا إسلامي، تحركات هذا المحور مبنية على ما لا يريدون وليس ما يريدونه.

منذ نشأة الدول الحديثة في المنطقة العربية وهي في دوامة حروب ونزاعات، ولكنها اليوم أقرب لحالة انهيار شامل في ظل توسيع دائرة الأزمات وتأجيج الخلافات البينية، والعبث بأمن المسطحات المائية في شرق المتوسط والخليج قد يمثل القشة التي قصمت ظهر البعير لارتباط هذه الملفات بأمن الطاقة والملاحة عالميا.

وقد كنا يوماً نتمنى أن يسود العقل وتنكمش الأنا المتضخمة ويعود الاستقرار السلبي على الأقل في المنطقة، ولكن الوضع اليوم لا يحتمل انتظار ذلك، الحل اليوم هو أن تتحول القوى الداعمة للاستقرار في المنطقة إلى الفعل عوض ردات الفعل لكبح جماح الفوضى وفرض الاستقرار ومقوماته ميدانياً، لم يعد يجدي انتظار تدخلات الخارج ولا تراجع محور الأزمات العشوائية.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts