مستعدون للدفاع.. طرابلس ترفض تهديدات السيسي والقاهرة ترد

مستعدون للدفاع.. طرابلس ترفض تهديدات السيسي والقاهرة ترد

تواصلت المواقف الصادرة عن مسؤولين في حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، والرافضة لتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي هدد فيها بالتدخل العسكري في ليبيا. بالمقابل، هاجمت الخارجية المصرية حكومة الوفاق.

وغرد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا عبر تويتر بقوله إن القيادة السياسية في الشقيقة مصر تناست أن الشعب الليبي يشترك مع مصر في التاريخ والعقيدة والمصير.

وأضاف أن الليبيين لا يقبلون المساس بأمن مصر، ولا يقبلون التهديد، و”الخطوط الحمراء معبدة بدماء ليبيين جانحين للسلام لمن أراد السلام، ومستعدون للقتال دفاعا لا عدوانا”.

وقالت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق مساء الأحد إن تصريحات السيسي بشأن الأوضاع في بلادها مخالفة للميثاق الأممي.

وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة محمد القبلاوي نشرته صفحة عملية بركان الغضب التابعة للحكومة أن ميثاق الأمم المتحدة يمنع استخدام القوة أو التلويح بها بين الدول الأعضاء، وما لوّح به الرئيس المصري مخالف لهذا الميثاق.

وأضاف البيان أن حق الدفاع مكفول لنا بموجب المادة 54 من ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي أحدث التطورات، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري في ليبيا من جانب كل الأطراف، داعيا الفرقاء إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات فورا.

وأضاف أنه يجب البناء على التقدم الذي تم إحرازه في محادثات مجموعة 5+5 ومبادرة القاهرة وعملية برلين.

أين صوتكم؟

من جانبه، رفض مندوب ليبيا في الأمم المتحدة طاهر السني أمس الأحد تلميح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا، متسائلا “أين صوتكم عندما قُتل أبرياء طرابلس؟”.

وشنت مليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر بدعم من دول عربية وأوروبية عدوانا على طرابلس منذ 4 أبريل/نيسان 2019، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب دمار مادي واسع، قبل أن يتكبد خسائر واسعة، وبدأت دعوات حاليا للحل السياسي.

وقال السني في سلسلة تغريدات عبر حسابه الموثق في تويتر “منذ سنوات نصحنا الحكومة المصرية بألا تراهن على مجرم الحرب (حفتر)”.

وقال آمر غرفة عمليات تحرير سرت-الجفرة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية العميد إبراهيم بيت المال للجزيرة إن تهديد السيسي بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا تصريحات للاستهلاك المحلي داخل مصر.

وأكد بيت المال أن الرئيس المصري غير قادر على تنفيذ تهديده بالتدخل العسكري في ليبيا.

هجوم مصري

وردا على موقف حكومة الوفاق الرافض لتصريحات السيسي، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا عبرت فيه على لسان مصدر مسؤول عن استهجان البيان الصادر عن المجلس الرئاسي.

وقالت إنه يعد استعدادا لإهدار الفرصة مجددا لإنهاء الأزمة الليبية، وتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق.

وأضاف المصدر المصري أنه من المعروف أن المجلس الرئاسي الليبي منقوص العضوية، ويعاني خللا جسيما في تمثيل الشرق والجنوب الليبي ومعظم مناطق الغرب الليبي.

وأشار إلى أن مصر ستكون في منتهى الحزم بمواجهة أي تعدٍ على مصالحها وأمنها القومي.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وصف تصريحات السيسي بالأمر المرفوض والمستهجن، وأنها عمل عدائي وإعلان حرب.

ورفض المجلس في بيان له التعدي على السيادة الليبية، سواء من خلال تصريحات السيسي أو دعم من وصفهم بالانقلابيين والمليشيات والمرتزقة.

في المقابل، رحب رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح بتصريحات السيسي قائلا إن كلمة السيسي جاءت استجابة لدعوته أمام البرلمان المصري في بداية العام إلى تدخل الجيش المصري في ليبيا، للمساندة فيما وصفه بالتدخل الأجنبي والحرب على الإرهاب.

وكان السيسي هدد بتدخل بلاده عسكريا في ليبيا، وقال إن “تجاوز خط سرت أو الجفرة يعتبر بالنسبة لنا خطا أحمر”.

تأجيل اجتماع للجامعة العربية

وفي سياق تداعيات الأزمة الليبية، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن جامعة الدول العربية قررت تأجيل الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في ليبيا إلى يوم غد الثلاثاء بدلا من اليوم لأسباب تقنية.

وكانت الجامعة قد قالت في بيان إن الاجتماع سيعقد برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي -الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة- بناء على طلب من مصر، لبحث تطورات الوضع في ليبيا.

وقد رفضت حكومة الوفاق المشاركة في الاجتماع، وقالت إنه يخالف الإجراءات لعدم استشارة الجانب الليبي. وقال إنها تحتفظ بحقها في الطعن في أي وثيقة قد تصدر عن أي اجتماع للجامعة العربية مخالف للقواعد.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الليبية محمد القبلاوي للجزيرة أن حكومة الوفاق الوطني لا ترفض من حيث المبدأ المشاركة في اجتماع الجامعة العربية بشأن ليبيا، ولكنها تعترض على أن يتم الاجتماع عبر تقنية الفيديو، وتدعو إلى لقاءات مباشرة تسبق اجتماعا حضوريا للدول الأعضاء من أجل مناقشة القضايا الخلافية الجوهرية في الأزمة الليبية بشكل مباشر.

الجزيرة + وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: