بدت بلدة شفا بدران، الهادئة والجميلة، في مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها خارج السيطرة! فيما أعمدة الدخان تتصاعد من عدة بيوت وألسنة النيران تلتهم بعض المحال والسيارات، ناهيك عن أصوات الرصاص الذي خيم على ليلتها!!
مشاهد محزنة، ومن يراها من خارج الأردن يعتقد أن البلد يعيش فوضى عارمة، وأن لا أمن ولا أمان ولا استقرار في البلد. وهذا أمر مؤسف للغاية.
استعاد الأمن السيطرة على الوضع، لكن المشاهد ظلت وستظل متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فما الذي حدث هناك؟ جريمة قتل تبعها غضب عارم وفورة دم للأخذ بالثأر، وذلك دون السؤال عن سبب الجريمة ولا عن تفاصيلها، والأنكى أن الغضب ينفجر في وجوه أقرباء الجاني وأحيانا ينال جيرانه جانبا من هذا الغضب المذموم.
شفا بدران ليست استثناء في هذا، فكم من بلدة أردنية وادعة أصيبت بما أصيبت به شفا بدران، وأقولها وأنا حزين؛ فإن شفا بدران لن تكون الأخيرة، ما دامت الثقافة التي أدت إلى ذلك مستقرة ومتجذرة فينا.
التعصب للعشيرة، والالتجاء إليها حال الأزمات، يعني في ما يعنيه ضعف الدولة وقلة ثقة بها! وهذا أخطر ما في هذه الآفة.
ويبقى السؤال: ماذا قدمت الدولة وماذا أنجزت في سبيل معالجة هذه “الآفة”؟ وماذا عملت لتعزيز الهوية الوطنية على حساب الهوية الفرعية؟ وماذا فعلت حتى تزداد الثقة في مؤسساتها للجوء إليها بدل اللجوء إلى أخذ الحق باليد؟!
(السبيل)