منظمة الصحة العالمية تكافح لمحو آثار فيضانات ليبيا

منظمة الصحة العالمية تكافح لمحو آثار فيضانات ليبيا

البوصلة – تكثف منظمة الصحة العالمية جهودها في ليبيا للتصدي لآثار الفيضانات الكارثية التي أصابت الأجزاء الشرقية من البلاد وأدت إلى وفاة وفقدان الآلاف.

وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.

مارغريت هاريس، متحدثة منظمة الصحة العالمية، لخصت للأناضول أعمال المنظمة في “تحديد الأمراض التي بدأت في الانتشار عقب الكارثة ومنع تفشيها”.

وأوضحت هاريس أن “أهم الأولويات الصحية الرئيسية في المنطقة حاليا هي الحاجة الملحة للحصول على المياه النظيفة”، كونها “ضرورية لصحة المجتمعات المتضررة”.

وأضافت أن “القضايا الكبرى المتعلقة بالصحة هي ضمان حصول الجميع في أقرب وقت ممكن على المياه النظيفة، إضافة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية”.

وتابعت: “مع نزوح العديد من السكان من منازلهم، فإن الحصول على خدمات الرعاية الصحية يعد أمر مهما”.

وشددت هاريس على “أهمية تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والمراقبة لمنع ومكافحة تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه والغذاء”.

وأشارت إلى أن “آثار الفيضانات يمكن أن تؤدي إلى خلق ظروف مواتية لانتشار الأمراض المعدية، ما يجعل المراقبة الاستباقية أمرا بالغ الأهمية”.

** تطعيم وعلاج النفسي

وأوضحت متحدثة الصحة العالمية أن “خدمات التطعيم تعد أيضا أولوية قصوى بالنسبة للمنظمة”، مشددة على “الحاجة الفورية لتوفير اللقاحات للأطفال لحمايتهم من أمراض مثل الحصبة والدفتيريا”.

وأضافت أن “هذه الأمراض قاتلة للأطفال، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة للغاية التي مروا فيها بتجربة مروعة”.

وحول معالجة الآثار النفسية للكارثة على المواطنين، أشارت هاريس إلى أن “دعم الصحة العقلية لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية”.

وأوضحت أن “منظمة الصحة العالمية تهدف إلى تقديم الرعاية الطبية الأولية في مجال الصحة العقلية لمن يعيشون أزمات نفسية، ومساعدتهم على بدء عملية التعافي نفسيا”.

** مستشفيات ميدانية

وفق هاريس فإن “الكارثة أثرت أيضا على المستشفيات في المنطقة”، موضحة أنه “حتى قبل وقوع الكارثة، كانت هناك احتياجات إنسانية كبيرة في المنطقة، ولم تكن نصف المستشفيات تعمل بكامل طاقتها نتيجة افتقارها إلى الإمدادات الطبية الكافية والعاملين الصحيين”.

وعقب الكارثة زادت احتياجات المستشفيات في المنطقة بشكل أكبر، خصوصا مع تدمير الفيضانات للعديد منها، حيث قال متحدث وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية محيي الدين نويجي، أن “هناك 8 مستشفيات ميدانية تابعة للوزارة تعمل حاليا في المناطق المتضررة، إضافة إلى عدد من الوحدات الصحية”.

وأكد النويجي في بيان نشرته منصة “حكومتنا” (تابعة للحكومة) في 19 سبتمبر الجاري، على “استمرار الفرق الميدانية التابعة للوزارة، في تقييم ما تحتاجه باقي المستشفيات من أعمال صيانة وترميم لافتتاحها في أقرب الآجال”.

وأوضحت هاريس أن ما تقوم به منظمة الصحة العالمية هو “إنشاء مستشفيات ميدانية وإعداد فرق طوارئ طبية لتقديم الرعاية اللازمة للناس في أقرب مكان ممكن”.

** مصير المفقودين

وأشارت هاريس إلى أنه “من الصعب تحديد عدد الضحايا والمفقودين في مثل هذه الحالات الطارئة”، لكنهم “قاموا بإبلاغ مسؤولي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) للتعرف على هويات المتوفين وضمان دفنهم بشكل آمن وكريم”.

وقالت هاريس إن “الفرق الوطنية والدولية أنقذت 450 شخصا في الأيام القليلة الماضية”، مؤكدة “استمرار البحث عن المفقودين”.

وبعد أيام من تداول إحصاءات متعددة بشأن ضحايا الإعصار المدمر، أفادت منظمة الصحة العالمية في 16 سبتمبر بمصرع 3958 شخصا وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.

فيما تعود أحدث حصيلة ليبية إلى 13 سبتمبر، حين أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية مقتل أكثر من 6 آلاف شخص. وتوجد ترجيحات بزيادة عدد الضحايا مع استمرار انتشال الجثث، لا سيما في درنة.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: