قد تشكل عملية الكتابة تحديًا للعديد من الكتاب في مختلف مراحلها، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى الأفكار، أو الاضطرار إلى كتابة العديد من رسائل البريد الإلكتروني، مرورًا بالتحرير وتأكيد المعلومات والتدقيق أكثر من مرة.
وعندما وجدت تطبيق ChatGPT، أداة التكنولوجيا التجريبية المنتشرة على الإنترنت، كان علي أن أعرف كيفية تحقيق أقصى استفادة منه، عبر إدخال بعد الطلبات المتعلقة بالكتابة إلى التطبيق.. وهذه كانت النتيجة:
“اكتب مقالًا يُعلم الأفراد كيفية استخدام الذكاء الصناعي في مجال الكتابة”
توجد بعض المراحل من عملية الكتابة أستمتع بها أكثر من غيرها مثل أي كاتب. وعندما يتعلق الأمر بإنشاء مخطط تفصيلي، تفقد الكتابة متعتها. ولكن عندما طلبت من ChatGPT العمل على مخطط تفصيلي، هذا ما قاله برنامج الذكاء الصناعي:

المصدر: ChatGPT
اقترح ChatGPT مخططًا تفصيليًا كاملًا يتكون من خمسة عناوين رئيسية في أقل من 30 ثانية، بينما كنت أراقبه وأنا أحتسي القهوة.
شاهدت التكنولوجيا وهي تعفيني من أكثر مهمة مملة في مراحل الكتابة، ولكن بعد فحص النتائج بعناية، اتضح أن ChatGPT لم يركز سوى على عدد قليل من الكلمات الرئيسية، وحدد النقاط والزوايا التي سيتناول من خلالها المحتوى. وكان الناتج أبعد بكثير من المتوقع.
لم أكن راضيًا عن النتيجة، لذا أجريت بعض التغييرات وجعلت التعليمات أكثر تعقيدًا وصعوبة، وطلبت من برنامج الذكاء الصناعي نقد ما كتبه بشكل فني.. وهذا ما قاله ChatGPT:

المصدر: ChatGPT
يستطيع الذكاء الاصطناعي ربط النقاط، ويحاول تحديد العلاقة بين المدخلات الحالية والسابقة “حتى لو لم يكن هناك علاقة“. وبذلك لا يعد الذكاء الصناعي مثاليًا، ونسبة الخطأ قد تتراوح حسب كل حالة، وقد ينتج محتوى لا علاقة له بالموضوع.
“هل فاتنا أي نقاط مهمة؟”
طلبت من ChatGPT التحقق مما إذا كان قد فاته أي نقاط مهمة وبالفعل، حلل الذكاء الصناعي الناتج، وسلط الضوء على ما فاته بينما بدأت في التساؤل؛ لماذا لم تذكرها في المقام الأول؟
تختلف ردود ChatGPT في كل مرة، ومن الصعب توقع نتيجة ذات صلة، رغم ما يأمله المستخدمون، ولذا قررت زيادة التحدي وطلبت من ChatGPT أن ينتقد “نتائجه الخاصة”.. وهذا ما قاله ChatGPT:

المصدر: ChatGPT
“اكتب مقالة بناء على النقد الفني والمخطط المحدث”
طلبت من ChatGPT أخذ جميع التعليقات والمدخلات والمراجعة والنقد، والتوصل إلى مقال. هذا هو الجزء الذي يمكن أن يكون مثيرًا للاهتمام أو محيرًا تمامًا. كل ما علي فعله في هذه المرحلة هو إعطاء التعليمات والذهاب لصنع كوب آخر من القهوة:

المصدر: ChatGPT
هل كان الناتج مثلما توقعت؟ بالطبع لا. قام ChatGPT بتقديم سردية عامة للعناصر ذات الصلة، وفقًا لِما تم توفيره في المدخلات. ولكن ما حدث في الحقيقة أن الذكاء الصناعي لم يقدم مقالًا، ولكنه حاول فهم ناتجه عن طريق تحليله. تؤدي مطالبة الذكاء الصناعي بنقد الأعمال إلى تشتيت الموضوع عن المطلوب. ولكن بعد تكرار العملية، بدأت الاستجابة تبدو وكأنها مقالة.
الملاحظات الرئيسية
يحتاج المستخدمون إلى التعامل مع المدخلات والمخرجات بدرجة عالية من التدقيق، ويجب ألا يعتمدوا على النتائج “كما هي”، وفيما يلي أهم الملاحظات حتى الآن:
- يستطيع ChatGPT صنع محتوى بسرعة، ولكن قد لا يكون دائمًا دقيقًا أو ذي صلة بالتعليمات المطلوبة.
- لا يمكن للذكاء الصناعي أن يستبدل المحرر البشري أو الكاتب. ومن المهم مراجعة وتحرير المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة ChatGPT لضمان الدقة والملاءمة.
- قد لا يتمكن ChatGPT من إنشاء محتوى مخصص لغرض معين.
- يمكن أن يحد الاعتماد المفرط على ChatGPT من إبداعك ومهاراتك في التفكير الإبداعي.
- مثل أي تقنية ذكاء صناعي، قد يتأثر ناتج ChatGPT بالبيانات والبرمجة المستخدمة لتدريبه، ما قد يؤدي إلى نشوب تحيزات في المعطيات التي يقدمها.
- من الممكن أن يؤدي استخدام ChatGPT لإنشاء محتوى من دون الإسناد أو الاقتباس المناسب إلى اتهامات بالسرقة الأدبية.
- قد يسيء الأفراد استخدام ChatGPT لإنشاء معلومات مضللة أو خاطئة أو كلام يحض على الكراهية أو أي محتوى غير أخلاقي، وهو ما يعتبر إساءة استغلال للتكنولوجيا.
- رغم تمكن ChatGPT من ترجمة اللغات، إلا أنها قد لا تكون دقيقة مثل المترجم البشري.
- قد لا يتمكن ChatGPT من التعامل مع مواضيع معقدة، ومن الممكن أن يفشل في أداء التعليمات المتعلقة بذلك.
- قد يعرضك استخدام ChatGPT لمخاطر أمنية محتملة، مثل انتهاكات البيانات أو محاولات القرصنة، كما هو الحال مع أي أداة عبر الإنترنت.
لا يبدو أن ChatGPT يتمتع بهذا القدر من الذكاء والبراعة كما هو مزعوم، ولاسيما حين نسمع أنه برنامج قائم على”الذكاء الصناعي”. فيما يعد ChatGPT بلا شك برنامجًا سريعًا وفعالًا للمساعدة في تأدية المهام المتكررة التي لا تتطلب مهارة.
نجح ChatGPT في استخدام عقود من البحث والتطوير فيما يشير إليه المطورون باسم API، التي تعد في الأساس وسيلة للتواصل بين البرامج، وتوفر طريقة لجعل واجهة المستخدم سلسة في التعامل بقدر الإمكان.
الإنسان يدمن التكنولوجيا بينما تتعلم الآلة عن الحياة
يتوقف ذكاء الرد الصادر من ChatGPT على مدى جودة تعليمات مستخدمه. إذا تم إدخال بيانات عالية الجودة إلى ChatGPT، فمن المحتمل أن يقدم ردودًا ومعطيات ذات صلة مباشرة أو نتائج عامة ولكن ذات صلة.
وتقول مديرة Salesforce والـ Trialbrazer، ريم شعراوي: “على المطورين تجنب الاعتماد على البيانات القديمة، لأنها قد تحتوي على بعض الجوانب المتحيزة ضد فئة ما، فمعظم مهندسي الكمبيوتر السابقين، كانوا من الذكور. وقد يؤدي ذلك إلى وجود بعض التحيز ضد المهندسات”.
على الرغم من أن الذكاء الصناعي يمكنه تولي العديد من المهام بشكل كامل، إلا إنه لا يمكنه أن يستبدل البشر سوى بشكل جزئي في العديد من الوظائف عبر مختلف القطاعات.
ترى شعراوي أن الذكاء الصناعي يستطيع استبدال البشر في أغلب المهام عبر مختلف القطاعات، ولكن يتطلب قطاع المبيعات “العامل البشري لضمان استمرارية الأعمال عندما يواجه العملاء صعوبات في عملية البيع الآلي”.
وأضافت شعراوي: حتى لو حل الذكاء الصناعي محل البشر في أعمال المبيعات، فسيظل العامل البشري ضروريًا لعرض وتحليل العمليات ذات الصلة باستمرار “لتحديد الثغرات الرئيسية وتطوير الخوارزميات اللازمة لتعزيز تجربة المبيعات”.
وكالات