حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

والصلح خير..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

إذا سألتني: ما الذي يحتاجه بلدنا في هذه المرحلة التي عصفت بها رياح الخوف والشك وانعدام الثقة بين الجميع، سأجيبك على الفور: المصالحة، لا شيء يتقدم على هذه الأولوية الآن، ولا مناص منها أبدا إذا أردنا أن نخرج من «معمعة» الاتهامات والاشتباكات والهواجس التي ما زلنا مشغولين بها منذ تسعة أعوام على الأقل.

على طريق الإصلاح الحقيقي، يمكن أن نمضى الى طاولة «المصالحات» الوطنية، فمجتمعنا على اختلاف أطيافه ومكوناته «ملّ» لعبة التراشق المتبادل، وتحول الى ما يشبه «الجسد» الثقيل الذي بدا عليه التعب، ونخبنا مهما اختلفت مواقفها ومسؤولياتها أصبحت مثل «الرأس» المصاب «بالدوخة» والدوار، وبالتالي فنحن أمام جسد يبحث عن رأس، ولا بد ان يتصالحا معا، وان يتحررا من ارث الماضي، وان يبدأ رحلة الخروج من «الأزمة» التي أضرت بالطرفين معا.

اعرف ان أية مصالحات جدية بحاجة الى جولة من المصارحات والمكاشفات، والى إطار مقنع من المحاسبات، لكن لا بأس، لقد اتضحت الصورة أمام الناس بكافة تفاصيلها، وتجاوزنا في الأعوام المنصرفة حالة «المكاشفة» وكدنا نغرق في التفاصيل الكثيرة، وفي الاعترافات التي جاءتنا من كل صوب، ولم تعد «الحقائق» غائبة عن أي مواطن، ومن واجبنا – الآن – أن نختار: إما أن نذهب إلى المصالحة بين الجسد والرأس، وبين أعضاء الجسد الواحد أيضا،  لنضمن عبورا آمنا نحو المستقبل، وإما أن نختار «المراوحة» التي ستضفي إلى المصادمة، ونبقى واقفين على «قلوبنا» لا نعرف إلى أين نمضي.. ولا ماذا تخبئ لنا الأقدار.

مع كل يوم يمر، نخسر «فرصة» التوافق، ونضيّع إمكانية التواصل والجلوس على «الطاولة»، وتفاجئنا الأحداث بما لا يسرنا، وتكتمل «سلسلة» القيود التي تحاول ان تخنقنا ونكتشف بان ثمة من يريد ان يشعل «الحريق» في مرابعنا، ومن أسف أن الأغلبية ما تزال تتفرج، وان محيطنا الملتهب لم يدفعنا إلى استقبال ذبذبات هذا «الحاضر المعاند « للتاريخ.

اذا،  لا بدّ ان نذهب إلى العنوان الصحيح، وان نبدد هذا الغبار الذي افقدنا الرؤية والتبصر، والمصالحة – هنا – هي الحل، لكنها لا تعني طيّ صفحة الأمس ونسيان أخطاء الذين أوصلونا الى هذه النتيجة. ولا تعني – أيضا – نبش «القبور» والبحث عن «قرابين» جدد لمجرد تزيين طاولة الحوار، ولا تعني «إنزال» الوصفات بالبراشوت وإلزام الجميع  بها، وإنما تعني تنقية الصدور من الضغائن والاجتماع على المصلحة العامة، واعتماد منطق التطهير قبل التغيير، ومنطق «الوفاق» كبديل للشقاق، ومنطق العفو عند المقدرة بدل القصاص من الجميع.

لقد تحمل هذا «الجسد» الأردني كل ما يمكن أن نتصوره من أعباء وضغوطات واستفزازات، وقدم على مدى أعوام طويلة  نموذجا في «السلمية» والوطنية والعقلانية، وهو الآن بانتظار «اليد» التي يفترض ان «تمدّ» ليصافحها، وبانتظار المبادرة التي تطمئنه على مستقبله لكي يتصالح معها.

والصلح خير، والتنازل من كافة الأطراف أفضل من «المكابرة» والخروج من لغة «الاستعلاء» الى «لغة» السواء أفضل طريق للتفاهم ووصل الخطوط المقطوعة وإدارة الاختلاف وتجاوز الوقوع في مصائد الكراهية والتنابذ وسوء المآلات.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts