وفاة إليزابيث تعيد التذكير بالجرائم الاستعمارية لـ “التاج البريطاني”

وفاة إليزابيث تعيد التذكير بالجرائم الاستعمارية لـ “التاج البريطاني”

عمّان – البوصلة

أعادت وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث تسليط الضوء على جرائم بريطانيا الاستعمارية، وما خلفه “التاج البريطاني” من دمار خلال حقبة استعمارية مظلمة ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم وعلى رأسها إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عبر وعود “بلفور”.

وأكدت نخب سياسية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن صحفٍ أجنبية وبريطانية، على أنّ وفاة ملكة بريطانيا يذكر بجرائم لا تسقط بالتقادم ويجب على بريطانيا إعادة الحقوق لأصحابها وتقديم التعويضات لكل الدول التي تضررت من استعمارها.

لهذا لن نحزن على إليزابيث

نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب قال: إنّي لن أحزن على إليزابيث، ولن يشغلني كثرة اللاطمين وذارفي الدموع وكاتبي الرثاء ومنمقي المنشورات والتعزيات التي ازدحمت بها وسائل التواصل ونشرات التلفزيون والبيانات الرسمية وتنكيس الأعلام من أصحاب الجلالة والفخامة على موت الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، فليذكرها كلٌ بما يشاء.

وأضاف الخطيب: أما أنا، فلن أذكر إليزابيث إلا بكون أجدادها من العائلة المالكة كانوا جزءً رئيسيًا من اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الولايات الإسلامية التي كانت تحت حكم الخلافة العثمانية، عام١٩١٦ وبذلك فقد أصبحت فلسطين ومصر والعراق وشرقيّ الأردن وبعض إمارات الخليج مستعمرات بريطانية.

وتابع حديثه: ولن أذكر إليزابيث إلا بكون جدّها هينري الخامس هو من وافق على وعد بلفور الذي أصدره وزير خارجيتهم عام 1917م به أعطوا اليهود وعدًا وحقًا مزعومًا لإقامة دولة لهم على أرض فلسطين.

وأكد بالقول: لن أذكر من إليزابيث إلا ظلم جيشها لشعبنا الفلسطيني وقهره والبطش به وهو يسعى للإستقلال والخلاص من الاستعمار، حيث كان جنود التاج البريطاني يجبرون وتحت تهديد السلاح، أجدادنا وجداتنا على السير حُفاة على ألواح الصبر، فينغرس شوكه في أقدامهم ثم تتهاوى أجسادهم على شوك ألواح الصبر.

وختم حديثه قائلا: “ومع ذلك تظل إليزابيث الملكة التي خدمت شعبها وقدمت له واحترمته، ولذلك فإن شعبها قابلها حبًا بحبّ، واحترامًا باحترام، ومن حقه أن يحزن عليها. أما أنتم يا أصحاب الجلالة والفخامة العرب، وأنتم حتمًا ستموتون مثل إليزابيث ولكنني أجزم أنه لن يكون عند شعوبكم ما يجعلها تبكيكم، وإنما ستفرح الشعوب برحيلكم أو ترحيلكم”.

جرائم التاج الملعون

وقال الكاتب حلمي الأسمر: لو لم ينتج التاج الملعون غير وعد بلفور لكفاه، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ “كل مشاكلنا أصلها من التاج البريطاني”.

وعبّر عن أسفه بالقول: “لا يستفزني شيء كما يستفزني أولئك الذين يدافعون عن حدود سايكس وبيكو دفاعهم عن عقيدة مقدسة”.

وأضاف: “كم انتم بؤساء وتستحقون الشفقة يا من تقدسون ذلك “الدين” الوضعي الذي كتب تعاليمه زنديقان من فرنسا وبريطانيا(العظمى!)”.

أما الكاتب ياسر الزعاترة فنقل بحسابه على “تويتر” تغريدة قال فيها: من تقرير لـ”الغارديان” عن مواقف أخرى:

“رغم حزن الملايين في أنحاء العالم، فإن كثيرين رأوا أيضا في وفاة الملكة تذكيرا مريرا باستغلال الإمبراطورية البريطانية العنيف للبلدان عبر التاريخ – ما أسفر عن عقود من المعاناة والموت والدمار الاقتصادي والاجتماعي- ومناسبة لتجديد دعوات التعويض”.

إرث الاستعمار البريطاني من التعذيب والعنف

وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن وفاة الملكة إليزابيث الثانية أثارت انتقادات طويلة للعنف والقهر الذي استخدمته بريطانيا خلال استعمارها للدول الأفريقية والآسيوية وغيرها، منوهة إلى أنّ المعلقين والأكاديميين والدبلوماسيين ومستخدمي مواقع التواصل هاجموا “الملكية البريطانية” ودعوا لمواجهة استمرار نفوذها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه وعلى الرغم من حزن الملايين في جميع أنحاء العالم، إلا أن الكثيرين اعتبروا وفاة الملكة بمثابة تذكير مرير بالاستغلال العنيف للإمبراطورية البريطانية للبلدان عبر التاريخ، مما أدى إلى عقود من المعاناة والموت والدمار الاقتصادي والاجتماعي، واعتبرو وفاتها وقتًا مناسبًا لتجديد الدعوات لمطالبة بريطانيا بتعويض الدول التي تضررت من استعمارها.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: