أبو بكر لـ “البوصلة”: اعتقال الغنّوشي محاولة بائسة لتصفية رموز الربيع العربي

أبو بكر لـ “البوصلة”: اعتقال الغنّوشي محاولة بائسة لتصفية رموز الربيع العربي

عمّان – رائد صبيح

أكد القيادي في الحركة الإسلامية جميل أبو بكر في تصريحاته لـ “البوصلة” على أنّ ما أقدمت عليه “سلطات الانقلاب” في تونس من اعتقالٍ للشيخ راشد الغنّوشي أمرٌ مدانٌ ومرفوضٌ ويمثل انتهاكًا صارخًا وعدوانًا على الحقوق والحريات العامّة، لافتًا إلى أنّ “استهداف الغنوشي اليوم بشخصه ما هو إلا محاولة بائسة لتصفية كل آثار ورموز الربيع العربي، وليس له أي تفسير آخر، على حد تعبيره.

وقال أبو بكر: إن ما يجري في تونس محاولة لإرجاع الديكتاتوريات وتثبيتها، وهذا المخطط هو ما جرى في كل دول الربيع العربي، فصحيح أنّه جرى بطريقة دموية وقاسية بأكثر من بلدٍ عربيٍ، ولكنّه في تونس جرى بطريقة أقل قسوة لكن من الواضح أنه يسير بخطى ثابتة ومدعومة.

وعبّر عن أسفه الشديد من أنّ “العالم يتفرج على ما يجري، ولا نسمع إلا تصريحًا خجولاً هنا أو هناك لـ “رفع العتب” لا أكثر ولا أقل وكأنّ القضية متفقٌ عليها”.

الهدف وأد أحلام الشعوب العربية

وقال أبو بكر إنّ الهدف واضح لوأد الشعوب العربية وطموحاتها وإجهاض أي جهد تحرري إصلاحي تغييري حتى لو كان مدنيًا سلميًا وبأي شكلٍ من الأشكال، ولا يوجد أي تفسير آخر.

وتابع، ما يجري هو محاولة لإقناع الشعوب أن لا تحلم ولا تفكر بتغيير هذه الأحوال، وعليها القبول بالواقع المفروض عليها هذا من جانب.

واستدرك أبو بكر بالقول: من الجانب الآخر ما يجري محاولة لمنع الشعوب العربية من قبول بقيادة رموز وأفكار وحركات تحررية مخلصة صادقة سواءً كانت إسلامية أو غير إسلامية.

ولفت إلى أنّ “المخطط اليوم يستهدف الإسلاميين، ولكن قطعًا لن يُسمح بأي قدرٍ من الحرية لهذه الشعوب أن تنطلق بإرادتها كما تشاء”.

“علمًا بأنّ الإسلام هو مكون فطري وطبيعي، في ثقافة الشعوب العربية والإسلامية ولا يمكن أن يختفي ولا يمكن أن ينتهي، ولكن محاولات هكذا لأعداء الأمّة ومن يرفعون رايات الباطل، ولكن لن تنتهي الأمور على ما يخطط له”، على حد تعبير أبو بكر.

اعتقال مُدان لا يمكن قبوله

وأعاد التأكيك على أنّ “الإجراء الذي تمّ بحق الشيخ الغنوشي مدانٌ ولا يمكن قبوله بأي شكلٍ من الأشكال مع رجلٍ ثمانيني وهو رمز الاعتدال في العالم العربي إن لم يكن في العالم الإسلامي، ورجل لم يكن له من أي غاية سوى ترسيخ الحريات والديمقراطية في تونس وغيرها، وهو الأستاذ في هذه المدرسة، وكم كانت له جهود وأفكار واجتهادات في هذا المجال لترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحريات على الرغم ممّا تعرض له من رفض وانتقادات من كثيرٍ من الإسلاميين بسبب “التنازلات” التي قدمها واجتهد فيها ضمن الواقع الذي يعيش فيه.

وأضاف أبو بكر، ليس هناك تفسير آخر لما تم بحق الشيخ الغنّوشي، أمّا الادعاءات التي يسوقها النظام التونسي من حماية تونس فكلها “كلاشيهات” معروفة وعناوين معروفة ومكرورة لما جرى ولما يجري في العالم العربي والإسلامي، وهو واقعٌ مؤسف ومأساوي.

ليست الجولة الأخيرة

ويعبّر أبو بكر في تصريحاته لـ “البوصلة” عن اعتقاده الجازم بأنّ ما يجري اليوم في تونس وغيرها من الدول العربية يمثل جولة في سياق الصراع الذي تخوضه الشعوب العربية لنيل حقوقها وحرياتها، مشددًا على أنّ من يتوهمون أنهم يستطيعون منع الشعوب العربية من نيل حقوقها في التحرر لن يصلوا لمرادهم رغم محاولاتهم المستمرة خلال المائة عام الماضية لمنع التحول الديمقراطي وتحرر الإنسان العربي وتحقيق الإصلاح الحقيقي الذي تتمتع فيه الشعوب العربية بإرادتها وبحقوقها بأساليب مختلفة.

وختم حديثه بالقول: الآن يعيدون الكرّة مرة ثانية، ولتتعلم الأنظمة العربية من تركيا إن كان هناك من يريد أن يتعلم، لكن قدر الله سبحانه سيأتي وسيكون هناك فرج ومخرج، وسيكون هناك تغيير، وسيكون بإذن الله التغيير إسلاميًا رغم أنف كل من يحارب هذا التوجه.

الإخوان: اعتقال الغنّوشي امتداد لممارسات إقصائية للمعارضين

من جانبها استنكرت جماعة الإخوان المسلمين ما وصفته بـ “الاعتقال السياسي” للشيخ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، ورئيس البرلمان التونسي السابق.

واعتبرت الجماعة في بيان صادرٍ عنها، وصل “البوصلة“، هذا الاعتقال امتدادا لممارسات الإقصاء السياسي للمعارضين، بادعاءات متشابهة، وليس فى إطار منافسة  سياسية ديمقراطية، يحكمها ويحميها القانون.

‏‎وطالبت عقلاء الأمة بسرعة التدخل للإفراج عن الشيخ الغنوشي، لما له من مكانة فكرية وسياسية على امتداد العالم الإسلامي والمنطقة، وقد شارف على الثالثة والثمانين من عمره، كما دعت إلى ترشيد استخدام أدوات السلطة واحترام إرادة الشعوب.

وكانت الشرطة التونسية وفي إجراءٍ رفضته الأحزاب والقوى السياسية التونسية والمؤسسات الحقوقية الدولية، داهمت منزل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مساء أمس الإثنين، وقامت بتوقيفه بـمزاعم صدور مذكرة توقيف من النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب على خلفية إدلائه بتصريحات لم يُكشف عن فحواها.

حركة “النهضة”: نحمّل السلطة مسؤولية سلامة الغنوشي

وفي مؤتمر صحافي طارئ مساء الإثنين، أكدت حركة النهضة أنها تحمّل السلطة مسؤولية سلامة الغنوشي، مبينة أنها تندد بطريقة الاعتقال وتطالب بإطلاق سراحه فوراً.

وأوضحت أنّ اعتقال الغنوشي لن يفيد التونسيين في شيء، مضيفة أنّ الاعتقال لم يطل الغنوشي فقط، بل بعض مرافقيه كذلك.

وقال القيادي في “النهضة”، منذر الونيسي، خلال المؤتمر الصحافي، إنّ “الاعتقال تم بطريقة استعراضية، وتم تفتيش منزل الغنوشي، واقتياده إلى جهة غير معلومة إذ توجه محاموه إلى العوينة في البداية وتم نفي وجوده هناك ثم تأكد بعد ساعات أنه هناك”، مؤكداً أنه “تم منع المحامين من حضور التحقيق”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: