بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أجيالٌ خارج التغطية

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Out of reach generations

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

   لكل شيء في هذه الحياة ضريبة، يتم دفعها مادياً أو معنوياً، لكن أن يصل حالُ المجتمع إلى مستوى عالٍ من التِّيه، ضريبة كبيرة جداً نتيجة سوء استخدام الأدوات التكنولوجية، وأبسطها الهاتف المحمول ” الموبايل ” !!

   عندما ننظر حولنا نرى الكثير والمثير، ولنبدأ بأبنائنا الطلبة في المدارس حيث لا يمكن لأيٍّ منهم الإستغناء عن الموبايل، فتراهم يدرسون ويتابعون ما يصل إليهم من رسائل وفيديوهات وغيرها من الأشياء التي تعمل على فقدان التركيز، حتى لو سألت أحدهم سؤالاً، لن يستطيع الإجابة لأن عقله لم يستمع أصلاً وبالتالي يحتاج الشخص إلى إعادة السؤال حتى يسمعه بأذنيه، وليس بعقله، لذلك تأتي الإجابة – مشوَّهة – منقوصة، أو ربما لا علاقة لها بالسؤال !! ليس هذا فحسب، بل إن تفكيرهم محصور فيما يتعلق بالموجود على الموبايل، الأمر الذي يعمل بالضرورة على تراجعهم علمياً ومعرفياً وأكاديمياً واجتماعياً!!

   والفئة الثانية هي فئة المعلمين والمعلمات في كثير من المدارس الحكومية والخاصة، هذه الفئة تستخدم الموبايل أثناء الحصص، سواء القيام بإرسال رسائل عبر الواتس، بحجج ضعيفة واهية، فعلى سبيل المثال تُرسل المعلمة –  أثناء القيام بالمراقبة على امتحان معين –  رسالة لمعلمة أخرى تسأل فيها عن موضوع يتعلق بالإمتحان، ليأتي الرد من صفٍ مجاور برسالة أيضاً، تُرى كيف يمكن أن يقوم المعلم بالمهام المسؤول عنها وعقله مشتت؟ أضف إلى ذلك معلمات تقوم بعمل أنشطة – مزاجية – لا علاقة لها بالمنهاج، تقوم بتصويرها، ومن لا يرغب بالمشاركة بالصور يتم تسجيل موقف عليهم!! والأدهى فتح الموبايل أو اللابتوب لحضور مباريات كرة القدم داخل الغرف الصفية!! والسؤال الأهم لماذا تسمح إدارات المدارس للمعلمين والمعلمات باستخدام الموبايل داخل الغرف الصفية؟

   على جانبٍ آخر، عددٌ كبير من أولياء الأمور الذين لا يعرفون أصلاً أي مرحلة دراسية وصل أبناءهم!! موضوع مثير للعجب حقاً!! هل تقتصر مسؤولية وليّ الأمر على الإنجاب، ودفع أقساط المدرسة؟ أم أنهم أصبحوا خارج التغطية أيضاً؟

    أضف إلى ذلك مشاهدات يومية في الشوارع، تكاد لا ترى فتاة أو سيدة أو شاب يمشون في الشارع يتحدثون مكالمات منذ الصباح الباكر!! وكأن كلٌ منهم رجل أعمال، أو سيدة أعمال؟ ناهيك عن الذين يمشون في منتصف الشارع وبين السيارات، وهم يكتبون رسائل!!! تُرى ما هو الأمر الخطير الذي لا يمكنهم تأجيله دقائق؟ والأسوأ من يقود السيارة ويستخدم الموبايل في نفس الوقت، كيف يمكنهم التركيز؟ إن معظم هؤلاء يتسببون بحوادث سير لا تُحمد عقباها، لأننا نرى سيارة تتحرك وحدها دون وجود عقل يحركها، ذلك لأن السائق خارج التغطية أيضاً!!

   وانتقل الوضع إلى المحلات التجارية والصيدليات، فإذا دخلت أي مكان منها، تحتاج إلى وقت ليتنبه البائع أن هناك شخص يطلب الخدمة، إذ ترى كثيراً منهم يلهو بالموبايل، ولا يرى أو يسمع من دخل المكان، إنهم أيضاً خارج التغطية!!!

   أعتقد أنها أصبحت ظاهرة مقلقة في المجتمع، أجيالٌ خارج التغطية، هذه الظاهرة مقلقة لأنها تؤدي إلى كوارث مجتمعية، بدءاً من الطالب الذي سوف يبتعد بالضرورة عن فكرة التعلُّم، مروراً بالمعلمين المربّين، وأولياء الأمور، انتهاءً بشرائح مختلفة في المجتمع، هي حالة من الفوضى الفكرية التي يجب التصدي لها لأن الأخطار الناتجة عنها كبيرة وكثيرة، وهذا يقع على عاتق كل فرد وكل مؤسسة حتى يعود كل إنسان إلى وعيه قبل فوات الأوان!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts