كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أحمد ياسين..في الذكرى ال19 لاستشهاده

كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كان أحد القادة الذين لا يجود الزمان بمثلهم إلا نادرا، فقد كان رمزا للجهاد والكفاح الفلسطيني، وعنوانا يلخص مسيرة النضال بأسطر قليلة، وكان شخصية جامعة فوق الاختلافات، بل كان مفتاحا لإنهاء كل الخلافات التي تعتري الحركات الجهادية بحجم حركة حماس.

السبب الرئيسي لإغتياله اسرائيليا أنه كان وراء العمليات التي استهدفت جنود الاحتلال وأثخنت فيهم قتلا، وكان ملهما لهذه العمليات اذا لم يكن وراءها تخطيطا وتنفيذا، وكانت عملية اسدود في 14 اذار 2004 والتي نفذها مجاهدان من كتائب القسام وقتل بسببها عشرة من الجنود المحتلين هي التي حسمت قرار الاغتيال، فلم يعد لدى قادة الاحتلال المأزومين بقضية الردع ضد هذه العمليات سوى توجيه ضربة تتجاوز الخطوط الحمراء المعتادة للسياسة الاحتلالية، ضنا منهم أن هذا الاغتيال سيجعل الردع في مكانة أفضل، وأن استشهاد أحمد ياسين سيخلق فراغا قياديا يصعب ملئه،ولما تم اختيار الرنتيسي خلفا لياسين في مدة قصيرة جدا، لم يكن امامهم سوى التخلص منه، لانهم خرجوا من تحت الدلف الى اسفل المزراب.

ونحن نتذكر سيرة هذا القائد الفذ، نخجل من أنفسنا كثيرا، فهذا المصاب بالشلل الرباعي يمللآ سمع الدنيا وبصرها، وذوو الاجسام السليمة يصولون ويجولون بلا طائل، هذا القائد الذي يرى بعين واحدة ويسمع بنصف اذن، ومصاب بالعديد من الامراض القاتلة كالتهاب الرئة وغيره يرعب الاحتلال ويقض مضجعه، ويجتمع الكيان باكمله على ضرورة التخلص منه إلا أصواتا خافتة حاصرها الاحتلال ومنعها من الكلام، وعندما تم اغتياله كان الاطباء يتوقعون وفاته في أقل من شهرين، ولكن الله أراد له الكرامة، فمنحه الشهادة التي كان يتوق إليها وهو على كرسيه الذي أزرى بعروش كثيرة لا فائدة منها.

كان الشيخ أبا روحيا للمقاومة والجهاد، رغم أنه لم يطلق رصاصة واحدة على الاعداء، ولكن كل الرصاص الذي كان ينطلق يدوي صداه باسم أحمد الياسين، وكل العمليات الاستشهادية التي كانت تدوي يرجع صداها قساما وياسين، فياسين كان ملهم الشعب الفلسطيني، وكان مرجعيتهم في مواقف البطولة والرجولة والفداء والبذل .

دخل السجن وظن الصهاينة أنهم يوهنون من عزيمته بسبب العجز والمرض، ولكنه خرج في كل مرة أشد مضاءا من السيف، وأكثر تصميما من الحتف حين يحين، وظل يتحدث عن الحق الفلسطيني بعبارته البسيطة التي تصل الى السامع بسرعة البرق، ولا يحتاج الى كثير من التمنطق ليؤكد حقه وحق شعبه في الجهاد والنضال حتى يتحقق موعود الله بالنصر والعودة الظافرة، وكان ينبه باستمرار الى مكر العدو الصهيوني ومخاتلته للمفاوضين والمنبطحين، ويضرب لهم مثال بقرة بني اسرائيل التي تمثل شخصيتهم التي لم تنفك عن ذلك المثال الصارخ في الزوغان والخداع والمماطلة، فقد تشكلت صورة الشخصية اليهودية عنده من خلال نظرته القرآنية التي لا تخطيء هدفها مطلقا، ونصح المهرولين والحالمين والراكضين وراء السراب ولكنهم لم ينتصحوا وظلوا في هرولتهم سادرين .

تمر ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين، ونحن ننظر إلى الحركة التي أسسها ورسخ قواعدها واطلقها لتقوم بدورها الأهم وهو توجيه بوصلة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية إلى الحل الوحيد لقضية فلسطين وهو الجهاد الذي يجوز أن يتخلف عن مناهج التربية والتوجيه لهذه الامة، وأن يبقى مرفوع الراية حتى قيام الساعة . ثم نتفرس في حال الحركة لنقول لها إن منهج الجهاد هو البوصلة، وأن قيم الجهاد هي التي يجب أن تقود المسار، وأن أي خلافات تؤدي الى تعطيل مسيرته قبل إنجاز مهمته وهي التحريرهي خلافات محرمة لا يجوز الاقتراب منها، وحماس تواجه الآن تحديات كبيرة وهي أحوج ما تكون لاستحضار سيرة مؤسسها لتهتدي بها في سيرها نحو تحقيق أهدافها، ولا نستعجل أي مكاسب أخرى ولا نقدمها على فكرة التمسك والبذل والصمود والتحدي والشهادة، لآن هذا هو قدر حماس منذ تاسيسها ولا ينبغي أن تحيد عنه، وهنالك الالاف من الشباب الفلسطيني والعربي والمسلم مستعدون لتحقيق أهداف هذا المسار وها هي الضفة المشتعلة تشير الى صوابية هذا المسار وتقرر أنه الوحيد بعد كل هذا المسير المضني.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts