أزعور يتنحى مؤقتا عن مسؤولياته في صندوق النقد بعد تداول اسمه لرئاسة لبنان

أزعور يتنحى مؤقتا عن مسؤولياته في صندوق النقد بعد تداول اسمه لرئاسة لبنان

جهاد أزعور مرشح لرئاسة لبنان

يفترض أن يتظهّر سيناريو جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ12 أكثر فأكثر قبل الموعد المحدد يوم الأربعاء المقبل، غير أن موقف النواب المترددين ووقوفهم في المساحة الرمادية لا يسمح بحسم توجهات المعركة الانتخابية بين المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور ما يرجّح ألا تخرج الجلسة الانتخابية بنتيجة مع استبعاد حصول كل مرشح على الاصوات النيابية الـ65 في الدورة الأولى التي تؤهله لتثبيت حضوره.

وقد حسمت كتلة “اللقاء الديمقراطي” موقفها من التصويت لجهاد أزعور في اجتماعها المسائي برئاسة النائب تيمور جنبلاط وحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأكدت الكتلة في بيان “تأييدها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي”، وأشار اللقاء إلى “أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين إلى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر”. وأعادت الكتلة “تأكيد التزامها بالحوار وصولاً إلى التوافق المنشود”، مستغربة “اعتبار أزعور مرشح تحدّ”، وداعية “كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت”.

وفي انتظار معرفة تأثير موقف “اللقاء الديمقراطي” على النواب المترددين، فإن نواباً مستقلين وتغييريين لم يحسموا بعد قرارهم إضافة إلى “تكتل الاعتدال الوطني” الذي يضم نواباً سنّة ينتظرون كلمة سر سعودية، ما يعني أن هناك حوالي 15 نائباً يشكّلون مع “اللقاء الديمقراطي” بيضة القبّان لترجيح المعركة الانتخابية علماً أن 6 نواب من التغييريين هم بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة عون صليبا وفراس حمدان وياسين ياسين وابراهيم منيمنة لم يحسموا أمرهم لناحية التصويت لأزعور، خلافاً للنواب مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق، الذين يتقاطعون مع قوى المعارضة والتيار الوطني الحر عليه، فيما النواب التغييريون الثلاثة حليمة قعقور والياس جرادة وسينتيا زرازير لن يصوّتوا لأزعور ولا لفرنجية، كذلك سيفعل نواب صيدا وجزين الثلاثة عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد الذين يبحثون عن خيار ثالث. وهذا ما جعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يوجّه انتقاداً علنياً لهؤلاء النواب بقوله “أنا أحترم من سيصوّت لفرنجية فهذا رأيه شرط ألا يهدد الآخرين، كما أحترم من سيختار أزعور إلا أنني لا أتفهّم من لا يصوّت لأي من الخيارين بعد كل ما مررنا به”، متوقعاً “أن تكون الجلسة الـ12 “أنزع” من سابقاتها من خلال تعطيل النصاب في الدورة الأولى أو عدم حضور الجلسة من الأساس”.

وقبل أيام من الجلسة، تنحّى أزعور مؤقتاً عن منصبه كمدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، وفق ما أفادت مسؤولة في المؤسسة الدولية، في خطوة جاءت بعد إعلان كتل نيابية عدة في لبنان دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وقالت مديرة التواصل الاستراتيجي في الصندوق جولي كوزاك “من أجل تجنّب أي انطباع عن تضارب المصالح، تخلّى مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور مؤقتا عن مسؤولياته في صندوق النقد، وهو في إجازة من المؤسسة.

كذلك وقبل أيام من الجلسة، يزور موفدان للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عين التينة، يوم غد الجمعة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والتمني عليه عدم تعطيل الجلسة بل عقد جلسات متتالية والاحتكام إلى اللعبة البرلمانية الديمقراطية مع التأكيد على أن بكركي لا تريد رئيس تحد لأي فئة من اللبنانيين أو انتخاب رئيس وفق مقولة “غالب ومغلوب”. وسيوضح المطرانان بولس عبد الساتر ومارون العمار للرئيس بري الالتباس في قراءة موقف البطريرك الذي فُسّر على أنه انتقاد لرئيس المجلس وتحميله مسؤولية مخالفة الدستور.

بالموازاة، طرأ تطور فرنسي بعد زيارة البطريرك إلى باريس تمثّل بتعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان ممثلاً شخصياً له لمتابعة الملف اللبناني. وجاء في بيان لقصر الإليزيه “بروح من الصداقة التي تربط بين فرنسا ولبنان، يواصل رئيس الجمهورية العمل لصالح لبنان ومن أجل حل الأزمة المؤسساتية ووضع حيز التنفيذ الإصلاحات اللازمة لاستعادة هذا البلد عافيته فقد عيّن الوزير السابق جان ايف لودريان ممثله الشخصي من أجل التبادل مع جميع الذين يمكنهم في لبنان كما وفي الخارج المساهمة في إخراجه من الأزمة”، مضيفاً “تحقيقاً لهذه الغاية سيزور الوزير لودريان لبنان قريباً ثم يقدم تقريراً ومقترحات عملية إلى وزيرة الخارجية كاترين كولونا وإلى رئيس الجمهورية”.

ورأى فريق المعارضة في خطوة ماكرون تغييراً في أداء الإدارة الفرنسية تجاه الملف الرئاسي وتجاوباً مع زيارة البطريرك ومواقف الأحزاب المسيحية بإنهاء تلزيم الملف لمستشاره باتريك دوريل عرّاب التسوية مع الثنائي الشيعي حول انتخاب فرنجية رئيساً مقابل الإتيان بالسفير نواف سلام رئيساً للحكومة، ما يعني خلطاً للأوراق وفتح الباب أمام حوار مختلف. وقد أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لنظيرها اللبناني عبد الله بو حبيب على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة “داعش” في الرياض أن “ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل ما يهمها أن يصبح للبنان رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.

ومن جهته، اعتبر عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب فادي كرم “أن تكليف جان ايف لودريان بالملف اللبناني يصبّ في خانة إصلاح ما صدر عن الفريق الفرنسي السابق”، وأعرب عن اعتقاده “أن تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام طويت، والمقاربات والمواقف الجديدة تدل على ذلك”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: