بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أزمة أخلاق

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

   كثيرةٌ هي المشاهد التي باتت تُشاهَد بشكلٍ متكرر وملحوظ، والتي إن دلَّت على شيء، فإنها تدلُّ على خلل في التربية الأُسريَّة داخل البيوت، وخلل في التربية قبل التعليم داخل المؤسسات التربوية والتعليمية، سواءً كانت حكومية أو خاصَّة!

   قبل أيام انتهت إمتحانات الثانوية العامة، وبدأت الفوضى في الشوارع وأمام مراكز الإمتحان المختلفة، لنرى صبايا ترقص وتغني وتطلق الزغاريد في الشوارع وأمام الجميع – وخصوصاً إذا كانت هناك كاميرات تلتقط المشهد إعلامياً – ، مع الأسف بوجود عدد لا بأس به من الأمهات برفقة هؤلاء الصبايا، تُصفِّق لهنَّ على هذه الفوضى التي لا تدل على تربية ولا على تعليم!! تُرى ما هو الإنجاز الخطير الذي تحقق بعد انتهاء عام دراسيّ أو بعد انتهاء فترة الإمتحانات؟؟

   من خلال خبرة كبيرة أقول أنَّ من يصنع هذه الفوضى، سواءً بعد انتهاء فترة الإمتحانات أو عند إعلان النتائج، هم من الفئة التي ربما تحصل على علامة النجاح، وقد يتأثر بهؤلاء بعضٌ من الطلبة المتفوقين، لكنهم قليل!! لا يهمني مقدار التحصيل في مجموع العلامات، فلم يعد ذلك مؤشراً على التحصيل العلمي ولم يعد مؤشراً على مقدار الوعي الذي من المفروض أن يمتلكه طلبة الثانوية العامة أو طلبة الجامعات!!

    إنَّ ما يحدث من فوضى داخل الجامعات عند مناقشة مشروع التخرج – على سبيل المثال لا الحصر -، إطلاق ألعاب نارية وبعض الألعاب التي تكلِّف أصحابها مئات الدنانير، ويتركون المكان في حالةٍ يُرثى لها، ليأتي عمَّال النظافة داخل الجامعة أو في الشارع لينحني ويقوم بتنظيف المكان، وقد نسي هؤلاء الطلبة أو تناسوا بأن يعطي هؤلاء العمال حفنة دنانير قد تكون قوتاً لأبنائهم ذلك اليوم!!! أليست هذه المشاهد تدل على عدم وجود تربية أو تعليم؟؟ ولماذا تسمح المدارس والجامعات بممارسة هذه الفوضى المجتمعية اللاأخلاقية داخل ما يُسمَّى بالحرم المدرسيّ أو الجامعيّ على حدٍّ سواء؟؟

   أصبح الكثير من الناس يخشى يوم ظهور نتائج الثانوية العامة، ذلك لأن كبير السنّ والمريض لن يستطيع النوم، والأطفال تصحو مذعورة!!! ناهيك عن حوادث المرور التي تودي بحياة فئة من الناس لا ذنب لها سوى أنها تعيش في مجتمع لا يحترم الكبير قبل الصغير، هذا المجتمع الذي باتت فيه القيم منبوذة، واحترام الوقت نادر الوجود، مجتمع لا توفى فيه الوعود وتُنقض فيه العهود، إنها حقاً أزمة أخلاق!!

   وإذا خرجنا من الأزمة الأخلاقية في المدارس والجامعات إلى فئات مختلفة في المجتمع، سنرى مشاهد يندى لها الجبين، ترى خدمة ما قبل البيع لأي سلعة، سواء كانت عقار أو مفروشات أو أي شيء، ترى وجهين من البشر، وجه مبتسم متسامح يعطي وعوداً قبل البيع، لينقلبَ بعد البيع لترى منه وجهاً آخر تفوحُ منه رائحة الخداع والكذب ونكث الوعود، إنها أزمة أخلاق إضافةً إلى أزمة رجولة!! وليعذرني الرجال الأحرار الذين باتوا عملةً نادرةً في هذا الزمان، لأن الشاطر – برأي هؤلاء المخادعين – من يكسب زبائن أكثر ومن يجني ربحاً أكبر ومن يجني أموالاً على أساس من الغش والخداع، ولا يدركون أنهم إنما يأكلون في بطونهم ناراً، وسيصلون سعيراً!!

   هذه الفئة هي النموذج القادم لطلبة الثانوية العامة والجامعات، ذلك لأنهم خريجي تلك المؤسسات، ربما لم يرقصوا في الشوارع، ولكنهم أصبحوا بارعين في الغش في البضائع !!!

   أضف إلى ذلك أزمة الأخلاق في الشوارع والمولات وحتى في المحلات التجارية الصغيرة، فترى مجموعة فتيات تدخل السوبرماركت تضحك بصوتٍ عالٍ ولا تعرف أصلاً لماذا دخلت، هذه الفئة تريد لفت إنتباه الشباب ليس أكثر!! والأسوأ أن منهنَّ من تضع غطاءً للرأس، لكنها لم تضع غطاءً للحياء!!

   وترى آخر يدخل ليتسوق وفي يده سيجارة يسمِّم فيها المكان، وعندما يلفت نظره أحدهم أن التدخين ممنوع في الأماكن العامة، يبدأ بالتعريف عن نفسه أنه أستاذ جامعي أكاديمي!!! أليست هذه مصيبة أخرى تؤكد أنَّ هناك أزمة أخلاق؟

   إذاً هي أزمة أخلاق، أزمة تربية، أزمة تعليم، أزمة مجتمع بأكمله، لذلك لا تفرحوا بالنتائج المذهلة في الثانوية العامة، لأنها لا تزيد عن أنها مجرد أرقام!! أرقام في عدد الخريجين، وأرقام تدل على علامات غير حقيقية لفئةٍ تتخرج وهي ما زالت لا تعرف القراءة والكتابة بالشكل الصحيح، ناهيك عن أنها فئة لا تحترم المجتمع بكل ما تحوي هذه العبارة من معنى!!

   لذلك علينا جميعاً التصدي لهذه السلوكيات التي تنتشر في المجتمع، وتعمل على تلويث القيم والمبادئ، وبالتالي تصبح كالتفاحة الفاسدة في صندوق من التفاح، لتعمل على إفساد بقية الصندوق، وقد ظهر الفسادُ بشكلٍ ظاهر للعيان فهل من ضمير يصحو؟؟؟  ربما!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts