أسعار جنونية للخضار في الأسواق.. خبراء يوضحون لـ”البوصلة” الأسباب

أسعار جنونية للخضار في الأسواق.. خبراء يوضحون لـ”البوصلة” الأسباب

هل لاتفاقية التطبيع الزراعي يدٌ في الأزمة؟

عمّان – البوصلة

ما زال ارتفاع أسعار أصنافٍ كثيرة من الخضراوات في السوق الأردنية وبشكلٍ جنونيٍ، يثير حفيظة وتساؤلات المواطنين الذين يعانون أوضاعًا اقتصادية صعبة للغاية، حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الارتفاعات؛ فيما تثار علامات استفهامٍ كبيرة وتشكيك بالرواية الحكومية التي توجه إصبع الاتهام لـ “الصقيع” باعتباره السبب الأبرز؛ لكن آراء آخرى تعزو هذه الارتفاعات لاتفاقية التطبيع الزراعي التي أعلنت عنها وزارة الزراعة مؤخرًا.

“البوصلة” توجهت للخبراء في هذا المجال بالسؤال، للوقوف على حقيقة الأمر، والإجابة على التساؤلات المشروعة للمواطنين الذين يقبلون ارتفاع الأسعار ويتفهمونه إن جاء في سياقات “طبيعية” بسبب الصقيع والبرد؛ ولكنّهم يرفضونه وبشدّة إن كان يأتي في سياقات “تطبيعية” روجت لها الحكومة مؤخرًا تحت شعار الاستفادة، وأي فائدة تتحقق إن منحت عدوّك منتوجاتك الزراعية، وبقي أبناء الوطن يعجزون عن الحصول على الحدّ الأدنى منها؟ يبقى سؤالًا مفتوحًا ومشروعًا.

“المهندسين الزراعيين” تكشف الأسباب وتطالب بإنقاذ القطاع

وأكد نقيب المهندسين الزراعيين الأردنيين م. عبدالهادي الفلاحات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أن سبب ارتفاع بعض المنتجات الزراعية اليوم يعود لجملة من الأسباب أحدها “البرد والصقيع” والفترة الانتقالية للمزروعات، وأخرى متعلقة بارتفاع كلف العمالة الوافدة وتخلي الحكومة عن القطاع الزراعي ودمعه، مناشدًا في الوقت ذاته الحكومة التدخل لإنقاذ ما تبقى من القطاع الزراعي في الأردن.

وقال الفلاحات: إن موجة ‏الصقيع التي ‏أصابت المحاصيل المكشوفة والتي أثرت على ‏أصناف الخيار والبطاطا، وتزامنها مع ‏الفترة الانتقالية لبعض الاصناف من الخضار والفواكه  وبرودة الطقس التي  تعمل على ‏وقف ‏نمو المحاصيل وتسبب قلة في الإنتاج ادت هذه الظروف مجتمعة الى ارتفاع كبير ‏في أسعار اصناف الخضار والفواكه.‏

‏وأشار الفلاحات إلى أن موجة الصقيع التي ضربت مناطق الأغوار قبل أسبوعين أثرت ‏على العديد من المزروعات مثل الباذنجان والكوسا والبطاطا وأدت الى ارتفاعات قياسية ‏في أسعارها.‏

‏وأضاف الفلاحات أن الفترة الانتقالية لبعض المزروعات والتي تؤدي ‏إلى انخفاض ‏كميات الإنتاج المعروضة عند الطلب يؤدي إلى ارتفاع ‏الأسعار التي لمس أثرها المواطن ‏الأردني.‏

‏وشدد الفلاحات على أن  تراجع المساحات المزروعة وتحول عدد ‏من المزارعين إلى ‏زراعات غير مكلفة مقارنة بالزراعات التقليدية ‏كالخيار والباذنجان والفلفل والكوسا ‏والبندورة ساهمت في مشكلة ارتفاع أسعار الخضار والفواكه. ‏

‏ونوه الفلاحات إلى ارتفاع ‏كلف الإنتاج والتسويق والقرارات المتعلقة بالعمالة، ‏وتحديدا رفع ‏رسوم التصاريح والزامية اشراكهم بالضمان ، جميعها اسهمت في ‏عزوف ‏الكثيرين عن زراعة الاراضي‎‏ وبالتالي نقص كبير في كميات الخضار والفواكه الواردة ‏بسبب تراجع النشاط الزراعي وخروج الكثير من المزارعين من القطاع .‏

‏وطالب الفلاحات الحكومة، بالإسراع في انقاذ ما تبقى من الزراعة في الأردن وحل ‏المشاكل التي يعاني ‏منها القطاع الزراعي قبل فوات الآوان، لافتا الى أن القطاع ‏الزراعي  يستحق الدعم، ‏خاصة وانه سد منيع في وجه ظاهرتي الفقر والبطالة  واسهامه  ‏ب(5.2%) ـ5.7 % من الناتج المحلي وبنحو 27 % بشكل غير ‏مباشر‎.

تشكيك في رواية “الصقيع”.. وترجيح لرواية “التطبيع”

من جانبه شكك الخبير الاقتصادي محمّد البشير في رواية الحكومة حول وقوف “الصقيع” لوحده خلف الأسباب الكامنة وراء ارتفاع أسعار منتجات زراعية، مرجحًا دخول عامل التطبيع على الخط ورفع كلفة هذه المنتجات على جيوب الأردنيين الذين يعانون من ضائقة وأزمة اقتصادية خانقة.

وقال البشير في تصريحاتٍ لـ “البوصلة“: لا شك أنّ البرد له دور لكن أيضًا ما رشح من تصدير للكيان الصهيوني معلومة أصبحت على طاولة البحث لدى مجلس النواب، وإن كان لم يخصص لها جلسة، ولكن في النتيجة أثيرت هذه القضية وما زال الرد غير واضح.

وأشار إلى أننا نرى اليوم في الصحافة مزارعي البندورة يتحدثون عن وفرة إنتاج، لكن قد تكون مادة البندورة ليست المستهدفة في عمليات التصدير، ولكن أصناف أخرى ارتفعت أسعارها بشكل مفاجئ مثل “الكوسا والخيار والباذنجان،”.

وتابع، أنه “ليس ثابتًا أن البرد والصقيع هو السبب الوحيد الذي يقف خلف ارتفاع الأسعار بهذا الشكل”.

وشدد على أنه “من الواضح تمامًا أن هناك تصدير لبعض الأصناف، وتحدث وزير الزراعة صراحة في وقتٍ سابق عن الاستفادة من الاتفاقية مع الكيان الصهيوني فيما يتعلق بتصدير بعض المنتجات الزراعية”.

وقال البشير إن اتفاق التطبيع في مجال تصدير المزروعات يخالف رغبة شعبنا وكل من يطلب رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعدم مد مستعمراته في الضفة الغربية بأي شكل من أشكال الدعم، لا سيما وأن هذا الدعم المادي يساهم في ضرب شعبنا وأهلنا في فلسطين الذين يعانون من تحديات الاحتلال وهجمته غير المسبوقة في ظل هذا التراكض من بعض الدول العربية للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، مشيرًا إلى أن تصدير المنتجات الزراعية للكيان الصهيوني يساهم بارتفاع أسعارها بالسوق المحلي كذلك وزيادة الأعباء على المواطنين.

واستدرك بالقول: “تدعي الحكومة أنّ لديها 140 سوقًا أو أكثر، وتصدر إليها كثير من البضائع، ومنتجاتنا الزراعية يمكن تصديرها لأكثر من بلد استهلاكها أفضل بكثير من الذهاب للكيان الصهيوني”.

وأضاف أنه حتى مجلس النواب الذي لشعبنا ملاحظات عليه، وقع سبعون نائبا على عريضة لرفض التطبيع مع العدوّ الصهيوني.

ونوه البشير إلى أنّ الحكومة لا تزرع ولا تدعم القطاع الزراعي بما يستحق من دعم؛ ولكنّها إذا عقدت اتفاقيات مع الكيان الصهيوني، فإنها ستساعد في زيادة أزمة الأسعار والزراعة في الأردن، خاصة في هذه الفترة التي تستهم كذلك فيها موجة الصقيع والبرد بارتفاع الأسعار من جانبٍ آخر.

الحكومة: أسعار الخضار إلى انخفاض

من جانبها أكدت وزارتا الزراعة والصناعة والتجارة والتموين وارتفاع الكميات الموردة للسوق المحلي من الخضار لهذا اليوم الأربعاء بعدما تراجعت خلال الأسبوعين الماضيبن بسبب موجة الصقيع وادت لارتفاع الأسعار.

وتوقعت الوزارة معاودة اسعار الخضار الانخفاض خلال الأيام القليلة المقبلة في ضوء ارتفاع الكميات الموردة للسوق.

وقال الناطق الاعلامي لوزارة الزراعة لورانس المجالي ان هناك زيادة ملحوظه اليوم على الكميات الواردة للأسواق المركزية من الخضار والفواكة حيث سجلت الكميات اليوم ارتفاع وصل إلى ٣ آلاف طن بالمقارنة مع الأسبوع الماضي حيث بلغ ٢.٣ الف طن.

وأكد على استمرارية انسياب الكميات المناسبة للاحتياج المحلي من الخضار والفواكة خلال الأيام القادمة وبين المجالي ان كمية الواردات من البصل جاليوم قد بلغت ٣٠٠ طن في حين لم تتجاوز ١٥٠ طن في الأسبوع الماضي وهذا ينطبق على البطاطا التي وصلت إلى ٤٦٠ طن اليوم بالمقارنة ب٢٥٠ طن في الأسبوع الماضي وقد سجل الخيار ارتفاع طفيف في الكميات حيث بلغ الوارد اليوم ١١٠ طن في حين بلغ ٦٠ طن في الأسبوع الماضي مع بقاء الكميات الواردة من الكوسا دون الاحتياج المحلي نتيجه لتأثر محصول الكوسا بالمنخفض الجوي حيث يعتبر من المحاصيل  المكشوف والحساسة من الصقيع ومستمرين  في متابعة الكميات الواردة للأسواق  .

فيما أكد الناطق الاعلامي لوزارة الصناعة والتجارة ينال البرماوي ان الوزارة على تنسيق مستمر مع وزارة الزراعة ومتابعة  للكميات الواردة للأسواق المركزية من الخضار والفواكه.

وأشار إلى أن ارتفاع الكميات الواردة اليوم من الخضار والفواكة للسوق ستنعكس على الأسعار وانخفاضها وبالتالي تخفيف الأعباء عن المستهلكين.

وكانت وزارة الصناعة والتجارة أكدت في وقت مبكر من صباح اليوم أنّ السبب وراء ارتفاع الأسعار لبعض المنتجات الزراعية، يعود لـ “الصقيع”، وليس لأسبابٍ أخرى.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: