أميركا تدعم اتصالات عربية لوأد التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة

أميركا تدعم اتصالات عربية لوأد التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة

استبعدت مصادر مصرية مطلعة على ملف الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إقدام السلطات في تل أبيب في الوقت الراهن على العودة لسياسة “قطع الرؤوس”، في إشارة إلى عمليات الاغتيال في صفوف قيادات الفصائل.

وأكدت أن الترويج الإعلامي الإسرائيلي بشأن خطط لاغتيال زعيم حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار بمثابة محاولة لامتصاص حالة الغضب في الشارع الإسرائيلي في أعقاب فشل احتفالات ما يسمونه بذكرى الاستقلال، ذكرى النكبة الفلسطينية، بعد العملية الفدائية التي قُتل خلالها 3 إسرائيليين، وأصيب آخرون مساء الخميس.

تحذيرات من المساس بالسنوار

وتعالت دعوات في الصحف الإسرائيلية أمس الجمعة، لاغتيال السنوار، مستغلة العملية التي وقعت في بلدة إلعاد.

وقالت المصادر، في أحاديث خاصة لـ”العربي الجديد”، إن المسؤولين المصريين المعنيين في المؤسسات المعنية بإدارة ملف الوساطة، أبلغوا الجانب الإسرائيلي في وقت سابق عندما تصاعد الحديث عن احتمالية اغتيال السنوار في أعقاب المواجهة العسكرية في مايو/ أيار من العام الماضي، أن المساس بالسنوار أو أي من قادة حركتي “حماس و”الجهاد الإسلامي” معناه اتخاذ إسرائيل قراراً بإطلاق إشارة البدء لمواجهة عسكرية شاملة.

وأضافت المصادر أنه “خلال أكثر من جولة من المحادثات مع قادة الحركتين، كان التأكيد على أن المساس بالقادة في أي منهما، لن تكون بعده مفاوضات أو تهدئة، مشددين على أن “القادة” والقدس “هما الخطان اللذين لا عودة بعدهما”.

في غضون ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية إن “تهديدات العدو باغتيال القادة لن تثنينا عن الدفاع عن أرضنا وقدسنا، وحقنا في العودة، وتحرير أسرانا”.

وبحسب المصادر التي تحدث لـ”العربي الجديد”، فإن “المشهد الفلسطيني بات الآن أمام معادلة جديدة، فبعدما فرض الاحتلال معادلة القصف مقابل أي صاروخ يتم إطلاقه من قطاع غزة، استطاعت المقاومة أيضاً فرض معادلتها بأن أي اقتحام للمسجد الأقصى ستقابله عملية في العمق الإسرائيلي (المحتل).

قطع الطريق أمام دور روسيا في الملف الفلسطيني

في مقابل ذلك، قالت المصادر نفسها إن المسؤولين في مصر تلقّوا اتصالات أميركية أخيراً، بهدف لعب دور حاسم في وأد أي محاولة للتصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت أن هناك دعماً من الجانب الأميركي لأدوار الوسطاء العرب لدى الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتهم دولتا مصر وقطر، لقطع الطريق أمام المحاولات الروسية لتوظيف هذا الملف في إطار صراعها المتصاعد مع الغرب.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن دخول روسيا على خط الأزمة في الأراضي المحتلة أخيراً، باستقبال وفد من “حماس”، وإعلان موسكو استعدادها لتكون منصة لاستقبال لقاءات الفصائل الفلسطينية، أثار مخاوف الجانبين الإسرائيلي والأميركي.

دخول روسيا على خط الأزمة في الأراضي المحتلة أخيراً، أثار مخاوف الجانبين الإسرائيلي والأميركي

وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، موسى أبو مرزوق، أمس الجمعة، إن وفد الحركة بحث في موسكو “الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، وتداعياتها الخطرة، والانتهاكات في الضفة الغربية وغزة”.

ووصف في تغريدة على “تويتر” في ختام زيارة وفد الحركة لروسيا، الزيارة بـ”المثمرة”، وأنها تأتي في إطار “تعميق التشاور والتنسيق الثنائي مع الأصدقاء الروس”. وأضاف أنه تم “التأكيد المشترك (خلال الزيارة) على رفض التفرّد الأميركي في القرار الدولي”.

في سياق متصل، قالت المصادر إن الوسيط المصري أجرى أخيراً اتصالات بهدف تهدئة الأجواء، وامتصاص صدمة أحداث ما تسميه سلطات الاحتلال “يوم الاستقلال”، والتي شهدت اقتحام ساحات المسجد الأقصى في القدس.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن الحديث عن تهدئة الفصائل في قطاع غزة لم تعد مطروحة بالدرجة نفسها في الاتصالات الأخيرة باعتبارها أمراً مسلّماً به، والحديث بات عن المعادلة الجديدة المتعلقة بالقدس والمسجد الاقصى، مشددة على أن ما حدث يُعتبر بمثابة نجاح جديد للفصائل الفلسطينية، من شأنه أن يغيّر قواعد التفاوض خلال المرحلة المقبلة.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي سيفكر كثيراً قبل الشروع في اغتيال أي من قادة المقاومة السياسيين”، خصوصاً في الظرف الراهن، الذي تخشى فيه الحكومة الإسرائيلية من تفجير مواجهة تجد فيها إيران موطئ قدم لها.

(العربي الجديد)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: