الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (251)
- يقول الدكتور مصطفى محمود: قد لاتصدقوني إذا قلت لكم إنكم تعيشون حياةً أكثر بذخاً من كسرى، وإنكم أكثر ترفًا من امبراطور فارس وقيصر الرومان، وفرعون، ولكنها الحقيقة!
- إن أقصى ما استطاع فرعون مصر أن يقتنيه من وسائل النقل كان عربة يجرها حصان، وأنت عندك سيارةً خاصة، وتستطيع أن تركب قطارًا، وتحجز مقعدًا في طائرة، امبراطور فارس كان يُضِيء قصره بالشموع وقناديل الزيت، وأنت تضيء بيتك بالكهرباء!
- قيصر الرومان كان يشرب من السقا، وأنت تشربُ مياةً نظيفةً ومبردة، لويس الرابع عشر كان عنده طباخ يقدم أصناف المأكولات الفرنسية، وتحت بيتك مطاعم فرنسية وصينية، ومصنع مخللات، وعندك مكيفات هواء تحول بيتك إلى جنةٍ بلمسةٍ سحرية بزرٍ كهربائي.
- أنت إمبراطور! وكل هؤلاء الأباطرة والملوك لا يساوون في النعيم شيء بالنسبة لك، ولكن يبدو أننا غلب علينا الطمع وعدم الرضى، ولهذا فنحن تُعساء برغم النعم التي نتقلب فيها، فمن عنده سيارة لا يستمتع بها، وإنما ينظر في حسد لمن عنده سيارتان.
- ومن عنده بيت يكاد يموت من الحقد والغيرة لأن فلان لديه عقارات، ومن عنده زوجة جميلة يتركها وينظر إلى ما حرم الله، وفي النهاية يسرق بعضنا بعضاً، ويقتل بعضنا بعضاً حقدًا وحسدًا، فإذا ارتفع راتبك ضعفين فسوف تنظر إلى من ارتفع أجره ثلاثة أضعاف.
- لقد أصبحنا أباطرة، ارتقينا في المعيشة وتخلفنا في المحبة، أنت إمبراطور، ولكنك أتعس إمبراطور، إلّا من رحمه الله تعالى بالرضى والقناعة، وصدق الله تعالى حين قال: “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ“، فلا بد من الرضا والقناعة بما قسمه الله.
من أعظم أسباب التوفيق والرزق
- ليس ذكائك، ولا شهاداتك، ولا علاقاتك، بل نيَّتك الطيبة الخالصة لوجه الله، هي التي تفتح لك أبواب الرزق والتوفيق من حيث لا تحتسب، النوايا الطيبة تُرتِّب لصاحبها أجمل الأقدار.
- فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك، وغناهم لن ينقص من رزقك، وعافيتهم لن تسلبك صحتك، ومقامك عند ربك محفوظ، والجنة تتسع لكل الصالحين، والله لا يعجزه شيء.
قال تبارك وتعالى
- v “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا؛ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ، وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ”… قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات؛ مع أن السابق أعلى مرتبة منه، لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يُعجب بعمله.