أنكروا التهم في المحكمة.. قصص عجيبة لمتهمو هجمات “شارلي إيبدو”

أنكروا التهم في المحكمة.. قصص عجيبة لمتهمو هجمات “شارلي إيبدو”

البوصلة – كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم السبت، هوية عدد من المتهمين الـ11، الذين يحاكمون في قضية هجمات يناير/كانون الثاني 2015، التي استهدفت صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة ومركز تسوق “هايبر ماركت”، وأدت إلى مقتل 17 شخصاً وجرح 22 آخرين، بعدما سمحت السلطات الفرنسية لوسائل الإعلام بحضور جلسات المحاكمة “التاريخية”.

شبان غير ملتحين، ترك لهم الخيار في إخفاء وجوههم أو كشفها، روى كلّ منهم قصته الشخصية في هذه القضية، وهم يواجهون اتهامات بالمشاركة، بدرجات متفاوتة، في الدعم اللوجستي للأخوين سعيد وشريف كواشي، وأميدي كوليبالي، الذين نفذوا الهجمات، من خلال توفير الأسلحة أو حيازتها أو توفير المركبات أو المعدات أو الأموال، من دون أن تحدد المحكمة دور كل منهم في تلك الهجمات، إذ من المتوقع أن يُكشَف عن الأدوار التي لعبوها وتوجيه التهم إليهم في وقت لاحق من المحاكمة.

“أريد أن أموت غنياً”

علي رضا بولات (35 عاماً)، المتهم الوحيد الذي يحاكم بتهمة التواطؤ في جرائم ويواجه عقوبة السجن مدى الحياة، ولد في إسطنبول لعائلة كردية، ووصل إلى فرنسا في سن الثالثة. خلال جلسة الاستماع، أبلغ القضاة بأنه بريء “من أي شيء أُتهم به! أنا هنا بسبب بعض الأشخاص الذين هم أساطير تماماً!”.

وأضاف: “أنا من منطقة غريني. لم تكن المدرسة مصدر قوتي. لم أكن غبياً، لكنني لم أرغب في العمل. دخلت في سلوك منحرف ولم أعمل قط. أردت أن أحقق أشياء جميلة في الحياة، هذا كل شيء. بدأت ببيع الحشيش، ودخلت السجن لأول مرة. هناك رأيت لصوصاً، كانوا من أصحاب الملايين، لذلك فكرت في نفسي: سأكون أقوى، سأكون مثلهم، سأحصل على المال (..) أريد أن أموت غنياً”.

بولات، وفق أقواله، اعتنق الإسلام عام 2014، وهنا يتدخل أحد محامي عائلات الضحايا بالتشديد على أنّ والديه مسلمان. يبرر المتهم قائلاً: “عائلتي تأكل لحم الخنزير! أنا مؤمن. أقوم بصلواتي الخمس في اليوم، وأرتكب الحماقات على حد سواء. أنا لا أختلط كثيراً مع الناس، هذا كل شيء. أستغفر الله. أنا مثل أي شخص آخر، اليهود والمسيحيون يؤدون الصلوات والخطايا جنباً إلى جنب”.

يرتبط بولات بصلة قوية مع متهم آخر هو ويلي بريفوست 34 عاماً، والأخير يعرف علي رضا بولات جيداً، وفقاً لقضاة التحقيق.

ينكر بريفوست التهم الموجهة إليه، يقول إنه عاش طفولة طبيعية وسط 5 أشقاء كان أكبرهم، قبل أن يضيف: “عندما كنت في التاسعة من عمري، أُصبت برصاصة طائشة في تصفية حسابات (بين عصابات). بعد تسع سنوات، فقدت كل أسناني في حادث دراجة نارية.

وفقاً لمحضر التحقيق، فإن مبلغاً من المال أعطاه بولات لبريفوست جعل الأخير خاضعاً تماماً لسلطة الأول، كما يبرز التحقيق قضايا تنفي رواية “الطفولة الهادئة” التي عاشها، من بينها سرقة شركة عندما كان قاصراً، وحيازة أسلحة وتجارة مخدرات.

“كنت شخصاً مرحاً”

كريستوف راوميل (30 عاماً)، كان صديقاً لبريفوست، قبل أن يعلم، خلال فترة احتجازه مع بريفوست، أنّ زوجته خانته مع صديقه.

يقول رامويل إنه يتفهم شعور عائلات الضحايا، ويوضح، قائلاً: “ابن عمي أُصيب بالرصاص عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً”، ويتابع شهادته بالحديث عن مساره الدراسي والعملي، قائلاً: “في البداية، كانت الجامعة جيدة، ثم فقدت الدافع، ثم انتقلت إلى التعليم المهني كخباز (يضحك) فقدت الدافع بعد أسبوعين”.

كريستوف راوميل هو الشخص الوحيد الذي يواجه تهمة الارتباط الإجرامي من دون تصنيفه إرهابياً، قضى ثلاث سنوات في السجن بقضايا سرقة وشجار.

متهم آخر هو نزار باستوك ألواتيك (35 عاماً)، كان سجيناً في مدينة فيل بانت على أطراف العاصمة باريس، وهناك أميدي كوليبالي. عُيِّنا كلاهما في غرفة الغسيل، وهو المكان الذي بدأت منه علاقة المتهمين.

يقول في شهادته: “لقد كنت شاباً مرحاً. رسبت في برنامج التعليم الأساسي في عام 2004” بسبب سجنه الأول بتهمة العنف، ونجح في اجتيازه “بامتياز” خلال فترة سجن ثانية مدتها ثلاث سنوات. منذ سجنه الثالث، في حالة الاعتداءات، حصل على شهادة البكالوريا والتحق بالسنة الأولى في القانون.

ومن بين المتهمين الذين مرّوا على سجن “فيل بانت” عمار رمضان (39 عاماً)، وهو يعرف جيداً غرفة الغسيل التي جمعت كوليبالي وألواتيك. هو الشقيق الأصغر لـ6 أشقاء، كبر في الجزائر قبل أن تأتي والدته المريضة إلى فرنسا لتلقي العلاج، حيث يعيش والده، وهو عامل بناء. 

سجن رمضان 7 سنوات بتهمة السرقة عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، بعدما اتُّهم بقضية سطو على محل مجوهرات. ويقول: “استعرت سيارة فاخرة من صديق وتعرضت لحادث. عرض علي خطة لتعويضه عن الخسارة التي سببتها له. فعلياً، كانت سرقة محل مجوهرات”.

أما محمد أمين فارس (31 عاماً)، الشقيق لـ9 أشقاء، فيحتوي سجله الجنائي على تسع إشارات، خاصة في تهريب المخدرات. وجاء في تقرير اعتقاله أن “الكثير من زملائه السجناء كانوا يعملون لديه”.

ويحكي سعيد مخلوف (30 عاماً)  عن طفولة سعيدة في مدينة جنتلي قرب العاصمة باريس. توفي والده عام 2014، ووالدته عاملة تنظيف، عمل سائق سيارة إسعاف مساعد في شركة يملكها والد المتهم محمد أمين فارس، قبل أن يتحول فجأة إلى عالم الجريمة والاتجار بالمخدرات، وهو الوحيد من بين كل المتهمين الذي لم يسجن سابقاً.

يشار إلى أن المحاكمة في قضية هجمات يناير/كانون الثاني 2015، قد بدأت، يوم الأربعاء الماضي، وهي أول محاكمة في قضية إرهاب على الأراضي الفرنسية منذ عام 2017، وسيجري تصويرها بالكامل على مدار 49 يوماً، وأرشفتها في دائرة “المحفوظات التاريخية للعدالة” في فرنسا.

العربي الجديد

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: