د.عاصم منصور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

إدمان لا يعاقب عليه القانون

د.عاصم منصور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

حدثنا الدكتور فراس هواري مدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان على هامش الندوة التي عُقدت مؤخراً حول الإدمان على التبغ عن مشاهد صادمة لمدخنين مرّت به خلال ممارسته العملية ، فأحد المرضى وكان قد خضع لعملية ازالة الحنجرة نتيجة اصابتها بالسرطان كان يحاول ان يضع السيجارة في انبوبة التنفس، وآخر كان لا يستطيع أخذ نفس عميق نتيجة خلل في وظائف الرئة فيلجأ الى ملء فمه بالدخان علّه يمتصه من خلال الغشاء المخاطي للفم، وثالث استحق مكانا في موسوعة جينيس بتدخينه إحدى عشرة عبوة سجائر يوميا، هذه الشواهد وغيرها تؤشر إلى مدى الادمان على التبغ عند المدخنين.

فعلى مدى عقود عدة رفضت شركات التبغ الإقرار بأن التدخين يؤدي إلى الإدمان، رغم أن وثائقها الداخلية المبنية على الأبحاث الخاصة بها، والمحاطة بسرية تامة، تثبت أن هذه الشركات كانت على علم بهذه الحقيقة منذ زمن، لكنها استمرت بانكارها لما قد يترتب عليها من تبعات قانونية وأخلاقية.

ففي العام 1994 انكر مدراء كبريات شركات التبغ أمام الكونغرس وتحت القسم أن التبغ يسبب الإدمان، لكن هذا الإنكار لم يصمد طويلا أمام الحقائق العلمية القويّة، وضغط المؤسسات المجتمعية، والقضايا الكبيرة التي خسرتها هذه الشركات في المحاكم، مما اضطرها بعد أقل من عشر سنوات للاعتراف بأن التدخين يسبّب الإدمان، وذلك في محاولة منها لترميم صورتها التي تشوهت كثيراً.

فالتبغ يحتوي على مادة النيكوتين، وهي مادة تؤدي إلى الادمان كما الهيروين والكوكائين، ففي دراسة لافتة حاول فيها الباحثون قياس مدى قدرة المدمنين على مواد مختلفة على الاقلاع عنها دون تدخل دوائي ؛ فكانت النتائج مفاجئة، إذ تمكن

(18 %) في الاقلاع عن الكحول، و40 % ) في الاقلاع عن الكوكائين، بينما أقلع ( 8 % ) فقط عن التدخين.

ويعزى السبب في الإدمان على التبغ الى أن النيكوتين يحتاج فقط الى عشر ثوان كي يصل إلى الدماغ مما يؤدي إلى إحداث خلل في توازن بعض المركبات الكيميائية في الدماغ، وبشكل خاص في مركب (الدوبامين) أو هرمون السعادة حيث يتم إفرازه بكثرة، مما يؤدي إلى تغيرات عدة في الجسم ينتج عنها تغير في المزاج، ومستوى التوتر.

لكن هذه الأعراض المحببّة للمدخن لا تلبث أن تختفي نتيجة تناقص نسبة النيكوتين في الجسم ليعود الأخير لطلب المزيد، وهو ما يسمى بالأعراض الانسحابية؛ عندها يلجأ المدخن إلى أخذ كميات متزايدة من النيكوتين لمعالجة آثار نقص تركيزه في الجسم، لذلك يرى كثير من الخبراء، أن التدخين لا يؤدي الى التخفيف من حدة التوتر، ولا الى تحسين المزاج وانما يؤدي فقط إلى إزالة الأعراض الانسحابيّة التي تسبب في ظهورها.

ومن أعراض الإدمان على التبغ أن المدخن لا يستطيع التوقف عن التدخين رغم علمه بضرره، ورغبته الصادقة بتركه، فقد أشارت الدراسات إلى أن حوالي ثلثي المدخنين يبدون الرغبة بتركه ونصفهم يحاولون ذلك فعلاً، لكن قلّة منهم ينجحون في ذلك.

كما أن هناك عوامل أخرى سلوكية ونفسية وعاطفية تساهم مجتمعة في تعميق هُوّة الإدمان على التبغ ومن هُنا فإن علاج هذا الإدمان يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كُل هذه العوامل مجتمعة من خلال برامج إقلاع شمولية.

(الغد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts