ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

إعلام التهريج ووهم التأثير.. ماذا عن مواقع التواصل؟

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

يُصاب كثير من الطيبين بالإحباط من حجم الضخّ الإعلامي ضد قضايا الأمّة وقيمها ومعتقداتها، سواء تعلّق الأمر بالقضايا السياسية، كما في فلسطين أو سوريا أو سواها، أو تعلّق بقيم الأمّة ومعتقداتها.

كمٌ هائل من الأموال صُرف وما زال يُصرف على قنوات ومواقع ومهرّجين عبر مواقع التواصل. كان ذلك موجودا قبل “ربيع العرب”، لكنه تصاعد بشكل رهيب بعد ذلك، بخاصة بعد هجوم الثورة المضادة، ونجاحه في مصر، الأمر الذي دفع كثيرين إلى حالة من الإحباط، والوصول إلى نظرية أن ما يجري قد شوّه وعي الأمّة، ومنح المناهضين لأشواقها في الحرية والتحرر فوزا كبيرا على المخلصين من أبنائها.

ما تقوله هذه السطور أن هذه النظرية تُعد وهْما كبيرا يروّجه البعض؛ بسوء نية أو بحسن نية، فيما الحقيقة أن كل ذلك الضخّ الإعلامي المرئي والمسموع والمشاهد، بجانب الضخّ عبر مواقع التواصل؛ لم يؤثر سوى على نحو محدود، إذ ما زال الوعي الجمعي للأمّة عصيّا على التزييف.

ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أن ثمة فرق كبير بين الانتشار، وبين التأثير، إذ ستجد ممثلا أو مغنيّا يتابعه الملايين، وستجده في بعض الأحيان يفتي في شؤون السياسة، فيؤيد هذا الطاغية أو ذاك، ما يثير الاعتقاد بأن ذلك يصبّ في صالح الأخير، فيما الحال أن الأمر ليس كذلك، فأن يتابع جمهور عريض ذلك الكائن بهدف التسلية شيء، وأن يأخذوا منه القناعات في سياق السياسية والدين والأخلاق، شيء آخر.

ينطبق ذلك على المهرّجين من الإعلاميين، ذلك أن حصول أحدهم على عدد كبير من المتابعين لا يعني أن الأخيرين يتأثرون به، بل ستجد أكثرهم يزدرونه، ويستخّفون بطروحاته.

هناك بُعد آخر يتعلق بوهم الانتشار، ذلك أن كثيرا من برامج التهريج لا تحظى سوى بعدد محدود من المشاهدين، لا سيما أنها كثيرة جدا، فضلا عن حقيقة أن زبائن الشاشة الصغيرة صاروا يتناقصون بشكل متواصل، فيما يعتمد أغلب الناس على الهاتف الشخصي كمصدر للأخبار والمعلومات والتسلية أيضا.

وينطبق ذلك على صحف ومواقع أخبار لها صيتها، ويعتقد البعض أنها منتشرة جدا، فيما تقول وقائع كثيرة أن عدد قرائها صاروا يتناقصون بشكل كبير، لا سيما أن الناس لم تعد تبحث عن الأخبار والمقالات الطويلة، بل على “الكبسولات” السريعة.

الجانب الثالث والمهم في هذا السياق يتعلق بتأثير الكثير من المنحازين لقضايا الأمّة بمختلف أشكالها، والذين يحظون أيضا بمشاهدات ومتابعات كبيرة جدا، ولهم تأثيرهم على قطاع عريض من الناس، أقلّه من زاوية البحث عما يعالج همومهم أو ينفّس عن غضبهم، لأن قناعاتهم في الأصل موجودة، وتحتاج لما يدعمها نفسيا أكثر من أي شيء آخر.

لقد قلنا مرارا إن بوسع إعلام التزوير أن يتلاعب بمشاعر نسبة من الناس بهذا القدر أو ذاك، لكنه يبقى عاجزا عن تزوير وعيهم الجمعي، لأن مخزونهم الثقافي والفكري لا يمكن العبث به بسهولة، وتمثله نماذج راسخة في الصدق والبطولة وسائر القيم النبيلة؛ من لدن النبي عليه الصلاة والسلام، ومرورا بسيرة طويلة من الرموز من بعده وحتى يومنا هذا، ولو كانت وسائل الإعلام تعبث بالرأي العام على النحو الذي يروّجه البعض، لما قامت ثورات، ولكانت الأنظمة مقدّسة في وعي الناس، بخاصة في مراحل سابقة حين لم يكن الناس يستمعون لغير إعلامها، فكيف وهم يجدون الآن متنفسا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي؟!

لقد تابعنا مرارا خلال المرحلة الأخيرة كيف تمكّنت الجماهير من التأثير عبر مواقع التواصل، واضطرت أنظمة كثيرة إلى تغيير توجهات وقرارات والتخلص من شخصيات هاجمتها الجماهير، ولا تشذّ عن ذلك سوى تلك الأنظمة التي قررت عسكرة مجتمعاتها بالكامل، بحيث جعلت من “تغريدة” أو “بوست” سببا لدخول السجن، الأمر الذي لا يمكن أن يستمر لوقت طويل دون أن يُحدث تراكمات من الغضب، تفضي إلى انفجارات شعبية، أقله في المدى المتوسط.

(عربي21)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts