إلى متى يصمت ترامب تجاه “ديكتاتوره المفضل”.. واشنطن تتساءل؟

إلى متى يصمت ترامب تجاه “ديكتاتوره المفضل”.. واشنطن تتساءل؟

صحيفة واشنطن بوست دعت الصحفيين إلى توقع القليل من الرئيس ترامب الذي وصف السيسي بديكتاتوره المفضل (رويترز)

يمثل صمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب -على ما تشهده علاقات بلاده مع مصر من تطورات مزعجة- لغزا لدى العديد من الخبراء في العاصمة الأميركية واشنطن.

وعلى غير المعهود من الرئيس الذي لا يتوقف عن التغريد تجاه كل القضايا المثارة، الداخلي منها والخارجي، لا زال ترامب يلتزم الصمت تجاه سياسات نظام حليفه المفضل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على الرغم مما شهدته واشنطن خلال الأيام الماضية من توترات وانتقادات وتهديدات نادرة استهدفت القاهرة، وهو ما يعد شيئا نادرا منذ وصول ترامب للحكم عام 2017. 

ومع انتظار تغريدة للرئيس تجاه ما تشهده علاقات بلاده بالقاهرة من تطورات سلبية، لا يمكن أن يجتهد أحد ويعرف إذا ما كان ترامب سيستمر في مدح ديكتاتوره المفضل أم يقف بجوار البنتاغون ووزارة الخارجية والكونغرس، ويطالب بالتشدد معه.

وفي افتتاحيتها أمس الأربعاء، قالت صحيفة واشنطن بوست “للأسف على الصحافيين توقع القليل من الرئيس ترامب الذي وصف السيسي بـديكتاتوره المفضل”.

ولم تنتقد واشنطن خلال حكم ترامب سياسات النظام المصري المتعلقة بقمع الحريات ومنع حرية التعبير عن الرأي، والتي تمثلت في القبض على مئات الصحفيين والنشطاء، وغلق الكثير من المواقع الإخبارية المستقلة.

كذلك التزمت إدارة ترامب الصمت تجاه التطور الكبير في علاقات مصر وروسيا، والذي ظهر جليا في مضاعفة القاهرة وتيرة شراء الأسلحة الروسية، واتفاق الدولتين على إنشاء محطة نووية ضخمة بمنطقة الضبعة شمال مصر تمولها وتبنيها موسكو.

قانون كاتسا

قضيتان دفعتا واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية لتغيير لهجتها تجاه القاهرة، الأولى تمثلت في تحذيرات خرجت من مجلس الشيوخ ومن ثم من مسؤولين كبار بوزارتي الدفاع والخارجية، يحذرون فيها النظام المصري من مغبة شراء قاذفات سوخوي 35 الروسية.

وتصاعدت التهديدات التي جاءت على لسان كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية الذي قال “الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على مصر وتحرمها من مبيعات عسكرية في المستقبل، إذا أقدمت على شراء طائرات حربية روسية من طراز سوخوي 35”.

ويُغضب أعضاء الكونغرس إقدام دولة حليفة تلقت مليارات الدولارات من المساعدات على شراء أسلحة من دولة منافسة، وأشار تقرير صدر منذ أيام عن خدمة أبحاث الكونغرس إلى أن اجمالي قيمة المساعدات التي حصلت عليها مصر من الولايات المتحدة تخطت 83 مليار دولار، وتضمنت الميزانية الفدرالية لعام 2020 مساعدات اقتصادية وعسكرية لمصر قيمتها 1.4 مليار دولار.

وسبق هذه التهديدات إرسال أعضاء بمجلس الشيوخ من الحزبين خطابا لوزيري الدفاع والخارجية يطالبونهما بالتحرك ضد القاهرة.

ويمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات على أي دولة تخالف قانون يعرف باسم “كاتسا” أو “مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات” الذي أقر عام 2017 بأغلبية كبيرة تقترب من الإجماع وصدق عليه ترامب.

وينص قانون “كاتسا” على فرض عقوبات ضد أشخاص مسؤولين أو جهات حكومية أو خاصة، حال انتهاكها القانون الأميركي بشراء معدات متطورة من روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية. 

قمع الحريات والإعلام

تتعلق القضية الثانية بانتقادات صدرت من واشنطن على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو الذي طالب قبل يومين بضرورة إطلاق مصر الصحفيين المعتقلين، منوها إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في إثارة ملف حقوق الإنسان في مصر. 

في الوقت ذاته دعا ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، القاهرة إلى “ضمان احترام تطبيق قانون المنظمات غير الحكومية الجديد، وألا تعيق قوانين المجتمع المدني، وبرامج المساعدات الأميركية، والنمو الاقتصادي”.اعلان

وسبق هذه الانتقادات قيام عدد من كبار أعضاء الكونغرس بتوجيه انتقادات قوية لسياسات النظام المصري تجاه حرية الإعلام وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث أكد آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن ما تشهده مصر من انتهاكات لحقوق الصحفيين غير مقبول.

وغرد شيف على موقع تويتر “داهمت السلطات المصرية مكاتب إحدى آخر وسائل الإعلام المستقلة المتبقية في مصر واحتجزت صحفيين عدة، هذا هجوم غير مقبول على الصحافة الحرة وما تبقى من الديمقراطية المصرية، ليس ممكنا أن يُقبل”.

ضغوط أميركية

ويربط جيسون براونلي الأكاديمي الأميركي بجامعة تكساس -في كتابه “منع الديمقراطية.. سياسات التحالف الأميركي المصري” سياسات ومواقف واشنطن تجاه قضايا الديمقراطية في مصر بسعي واشنطن الحصول على تنازلات مصرية في قضايا إقليمية. 

من ناحية أخرى، لا يربط أندرو ميللر المسؤول السابق عن مصر بمجلس الأمن القومي -في عهد الرئيس باراك أوباما- بين توجيه الانتقادات لمصر بسبب قضايا الحريات وحقوق الإنسان، وبين قضية طائرات سوخوي.

وقال ميللر للجزيرة نت “أخيرا بدأت الإدارة الأميركية تطلب من مصر احترام حرية الصحافة، ويعود ذلك لسببين أساسيين، أولهما وجود مواطن أميركي الجنسية بين فريق عمل موقع مدى مصر، وثانيها أن مدى مصر معروف بشدة بين الدوائر الأميركية المؤثرة داخل واشنطن. وأتوقع أن متابعي مدى مصر داخل واشنطن طلبوا من الإدارة التدخل”.

وأضاف ميللر “لا أعتقد أن دعوة مصر -لاحترام حرية الصحافة الإفراج عن الصحفيين الموقوفين- له علاقة برغبة مصر الحصول على طائرات سوخوي 35 الروسية. أتصور أن إدارة ترامب كانت لتعترض على اعتقال صحفيي مدى مصر حتى في غياب أزمة مثل قضية القاذفات الروسية”. 

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: