إندبندنت: لماذا تعصف موجة جديدة من الاحتجاجات بالشرق الأوسط؟

إندبندنت: لماذا تعصف موجة جديدة من الاحتجاجات بالشرق الأوسط؟

الاحتجاجات اللبنانية مستمرة منذ انطلاقها قبل أيام

أفادت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في مقال لمراسلها للشؤون الدولية بورزو دراغي، بأن الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بدول مثل العراق ولبنان والجزائر، تطالب بتغيير منظم للنخب الحاكمة وليس إقصاء واحد أو أكثر من كبار المسؤولين في تلك البلدان.

وقال دراغي -وهو صحفي أميركي من أصول إيرانية- إن الاحتجاجات التي شهدتها الجمعة مدن عراقية منها العاصمة بغداد وجوبهت بقمع عنيف من قبل مليشيات مسلحة مدعومة من طهران، كانت تنادي بالتخلص من الطبقة السياسية برمتها التي تولت السلطة عقب الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 وتحكمت بثروة البلاد النفطية الهائلة.

وطالبت الاحتجاجات في لبنان كذلك بتنحي أمراء الحرب الذين تحولوا إلى سياسيين “وظلوا مهيمنين على مقاليد السياسة في البلاد ونهبوا خزائنها منذ التوقيع على اتفاقية تقاسم السلطة عام 1989 التي وضعت حدا للحرب الأهلية” هناك.

وبدورهم، يمارس الجزائريون في مظاهراتهم ضغوطا “لكنس النخب العسكرية والأمنية بقضها وقضيضها” التي ظلت تدير دولتهم الغنية بالنفط منذ أن وضعت “العشرية السوداء” في البلاد أوزارها في تسعينيات القرن المنصرم.

صراعات واضطرابات
وقد عمّت الاحتجاجات الأخيرة دولا في العالم العربي لم تشارك في ثورات الربيع العربي عام 2011، وعزا كثيرون ذلك إلى أن لبنان والعراق والجزائر وحتى السودان -الذي أطاحت ثورته الشعبية بنظام ظل جاثما على صدور شعبه زمنا طويلا- كانت منهكة لسنوات من صراعات مسلحة واضطرابات، فلم يتسن لها السعي لتغيير أوضاعها.

وقد اتضح فيما بعد خطأ ذلك الزعم بحسب دراغي، حيث خرجت جموع الناس العاديين إلى الشوارع احتجاجا على عدم توفر وظائف وتدني الخدمات العامة كالكهرباء والماء والتعليم والرعاية الصحية.

وينسب الكاتب إلى تامارا كوفمان ويتس مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز، القول إن انتفاضات الربيع العربي في 2011 كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب.

بيد أن الاحتجاجات لم تقتصر على العالم العربي، فهذا موسم التذمر “المتجدد” في كل أرجاء العالم، وفقا لدراغي، منبها إلى ما يجري في إثيوبيا وغينيا وتشيلي وهونغ كونغ بجانب المسيرات الجماهيرية الضخمة المنادية باتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة التغير المناخي.

فقر واستياء
واعتبر الكاتب أن مصدر الاستياء في الدول العربية يعود إلى الافتقار إلى فرص اقتصادية.

ويرى مسؤول برامج بناء الدساتير في المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات زيد العلي، أن النماذج الاقتصادية التي اتبعتها الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تصادف النجاح المأمول، “فالقطاع الخاص يحتضر، والقطاع العام لا يستطيع التعاقد مع أعداد كافية من المواطنين، والتركيبة السكانية ينفرط عقدها”.

يقول بورزو دراغي إن المحللين اجتهدوا لتبيان الدوافع التي أدت إلى اندلاع العديد من الاحتجاجات، وإن أحد العوامل قد يكون -بنظره- الانتقال النسبي الناجح إلى الديمقراطية في تونس.

وثمة عامل آخر هو أن موجة الاحتجاجات تزامنت -وإن لم يكن تزامنا كاملا- مع اندحار تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق كانت تحت سيطرته.

ويختم دراغي مقاله باستعارة تصريح لتامارا ويتس جاء فيه أن “جيلا جديدا من العرب -حصلوا على تعليم أفضل وارتباط أكثر بالعالم- بدؤوا  يستخدمون الإنترنت، وهم غالبية ويدفعون نحو إحداث تغييرات في السياسة والمجتمع”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: