ائتلاف المتطرفين يفجر أزمة بـ”إسرائيل” وترقب مظاهرات عارمة.. ما الذي يجري؟

ائتلاف المتطرفين يفجر أزمة بـ”إسرائيل” وترقب مظاهرات عارمة.. ما الذي يجري؟

البوصلة – عمّان

فجّرت خطة “إصلاح القضاء” أزمة داخلية في “إسرائيل”، حيث خرجت مظاهرات عارمة في القدس و “تل أبيب”، تنديدا بقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يؤاف غالانت، على خلفية معارضته لهذه الخطة.

ومساء يوم الأحد قرر جيش الاحتلال رفع حالة التأهب داخل البلاد بعد فقدان السيطرة على الوضع، على خلفية المظاهرات التي اندلعت بعد إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت.

وشهدت مدن القدس و”تل أبيب” مظاهرات ضخمة تطالب الائتلاف الحكومة الذي يرأسه بنيامين نتنياهو بضرورة سحب خطة الإصلاح القضائي بأسرع وقت، معتبرين بأنها تقود البلاد إلى نفق مظلم.

نتنياهو رفقة وزير العدل (عرّاب خطة الإصلاح القضائي) ياريف ليفين.

وجاءت هذه الاحتجاجات بعد إقالة نتنياهو لوزير الدفاع يؤاف غالانت، الأمر الذي فجر غضب المعارضة، ودعاهم إلى الهجوم العلني والقوي على رئيس الوزراء، مؤكدين بأنه “خطر على أمن إسرائيل”.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد إن “إقالة وزير الدفاع لمجرد كونه حذر من مغبة تعريض أمن إسرائيل للخطر هو تدنٍ جديد لحكومة معادية للصهيونية”، مضيفا “نتنياهو يمكنه إقالة غالانت، لكن لا يمكنه أن يطرد الشعب الإسرائيلي.. إن رئيس وزراء إسرائيل خطر على أمن دولة إسرائيل”.

ماذا يجري؟

دفع الائتلاف الحكومة الذي يتزعمه نتنياهو نحو مشروع التعديلات القضائية، التي يرى معارضوها أنها تقوض الأسس الديمقراطية للدولة العبرية.

وبقيت هذه التعديلات مثار جدل كبير منذ وصول نتنياهو إلى سدة الحكم، قبل أن تتفجر مساء الاحد احتجاجات هي الأكبر من نوعها منذ أشهر، بعد إقالة نتنياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت، الذي دعا لتجميد التعديلات.

ويؤكد الائتلاف الحكومي بأن هذه التعديلات “لا تشكل تهديدا على الحكم والديمقراطية في إسرائيل، ونفى أن تكون الغاية هي إحكام القبضة على السلطة، بل التوازن بين السلطات”.

في المقابل، يصر وزير العدل، ياريف ليفين، على تمرير التعديلات، وهدد بالاستقالة من منصبه إذا جرى التراجع عنها، وفق ما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وجاء موقفه هذا رغم تراجع عدد من أعضاء حزب الليكود الحاكم، الذي ينتمي إليه ليفين عن تأييد التعديلات.

وزير الدفاع المقال يؤاف غالانت

نتنياهو بين فكي كماشة

يواجه نتنياهو أزمة مركبة، إذ تتصاعد الاحتجاجات بوتيرة متسارعة، وتشهد زخما اضافيا ووصفت بأنها “خرجت عن السيطرة”، للمطالبة بوقف والتراجع عن خطة الإصلاح القضائي التي تقوض الديموقراطية.

في المقابل يهدد قادة الائتلاف الحكومي على رأسهم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بالانسحاب من الائتلاف في حال التراجع عن هذه الخطة، وقال إنه “لا يجب الانصياع إلى حالة الفوضي” في إشارة إلى المظاهرات.

ووفق مصادر عبرية فقد هدد “بن غفير” خلال اجتماع الائتلاف الحاكم بحل الحكومة في حال وقف التغييرات التشريعية ونتنياهو اضطر لتأجيل موعد بيانه الصحفي إلى موعد لاحق.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن زعيم حزب “الصهيونية الدينية” وزير المالية المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” قوله: يُمنع وقف التشريعات القضائية والخضوع لاستبداد الأقلية

كما قال عضو الكنيست عن الليكود “إلياهو رابيفو” ردًا على تقارير بشأن عزم نتنياهو وقف التشريعات القضائية: “هذا يعني أننا نؤكد أن الفوضى هي السبيل لتحقيق الإنجازات في إسرائيل”.

وزير المالية لدى الاحتلال (يمين) بتسئيل سموتريش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير

مظاهرات وإضرابات تشل البلاد

أعلن قادة الاحتجاجات ضد خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء، صباح اليوم الاثنين، أنه “سيتم شل الدولة” إلى حين إيقاف تشريعات الخطة، داعين إلى مظاهرة خارج مبنى الكنيست.

ويأتي ذلك غداة ليلة صاخبة أعقبت إعلان بنيامين نتنياهو عن إقالة وزير الأمن يوآف غالانت، أغلق خلالها متظاهرون الشوارع ومفترقات الطرق المركزية، وجرت مواجهات بينهم وبين قوات الشرطة التي فرقتهم بالقوة.

وجاء في بيان لقادة الاحتجاجات “لن نكون مستعدين لأي تسوية تستهدف استقلالية المحكمة العليا وتفوق القضاء، ونطالب بإبقاء الوزير غالانت كوزير للأمن من أجل منع تفكيك الجيش الإسرائيلي وأمن الدولة”.

وأعلن رئيس اللجنة العمالية في سلطة المطارات إيقاف حركة السفر من مطار “بن غوريون” احتجاجًا على التغييرات القضائية وإقالة وزير الجيش يوآف غالانت.

كما أعلنت نقابة الأطباء في “إسرائيل” الإضراب الشامل في المنظومة الصحية حتى إشعار آخر.

جانب من الاحتجاجات

البيت الأبيض: قلقون مما يجري

وأصدر البيت الأبيض بياناً أعرب فيه عن “القلق البالغ” بشأن التطورات في “إسرائيل”، وجاء في البيان: “كانت القيم الديمقراطية دائماً، ويجب أن تظل، السمة المميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأضاف أن التغييرات الجوهرية في النظام الديمقراطي يجب “متابعتها بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي”.

وحث البيت الأبيض قادة الحكومة على “إيجاد حل وسط في أسرع وقت”، مؤكدا أن الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل وديمقراطيتها “يظل حصينا”.

وإزاء هذه التطورات المتسارعة، يرى مراقبون بأن دولة الاحتلال تواجه أزمة بنيوية خطيرة لم تشهدها منذ عام 1973، لافتين إلى ائتلاف المتطرفين جر الدولة إلى مربع العنف وأدخلها في نفق مظلم ستحتاج وقتا للخروج منه إذا استطاعت ذلك.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: