عمّان – البوصلة
اضطرت أسر مجموعة من الطلاب، وهم جميعا أقارب إلى اقامة حفل جماعي مشترك، احتفاء بنتائج الثانوية العامة، في إحدى المحافظات، وذلك في مسعى لتقليل كلف الاحتفال التي باتت مكلفة للأسر، في ظل الحالة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
إعلان نتائج التوجيهي جاء بعد مناسبة عيد الأضحى وهي مناسبة دينية عادة ما تخصص الأسر لها حصة من الدخل الشهري لتلبية متطلباتها، كما جاءت النتائج قبيل بدء العام الدراسي الجديد وما تحتاجه الأسر من كلف إضافية لمواجهة هذه الأعباء.
يقول أحد القائمين على الحفل الجماعي، إن ارتفاع الأسعار هو السبب في فكرة اقامة الحفل الجماعي لتوزيع الكلفة على جميع الأسر، مما يخفف الأعباء، حيث ارتفعت أسعار الحلويات وبقية متطلبات اقامة الحفل.
وأضاف لـ”البوصلة” بأن “الأسرة الأردنية باتت مثقلة في ظل ارتفاع كلف المعيشة وعلى رأس ذلك السلع والمواد الغذائية الأساسية، وارتفاع أسعار الطاقة والمحروقات، كل هذه أسباب للتفكير في توزيع كلف أية مناسبة اجتماعية”.
تقول الحكومة إن على المواطن أن يتكيف مع الواقع المعيشي في ظل الارتفاع العالمي بأسعار السلع الغذائية وارتفاع أسعار المحروقات نتيجة ظروف عدة من بينها تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية.
وفي ظل حالة المعاناة هذه، تضطر كثير من الأسر إلى الاستدانة لتغطية الحاجات الأساسية، وسط واقع معيشي بالغ الصعوبة، وسط دعوات للحكومة والجهات الرسمية بأن تنظر بشكل حصيف إلى المعاناة التي يمر بها المواطن.
قبل أشهر قليلة، اشتكى الأردنيون من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، فضلا عن ارتفاع كلف الطاقة والكهرباء والمحروقات.
وقتها صرح رئيس الوزراء بشر الخصاونة، بأن الحكومة ستكون حازمة ولن تتهاون مع المغالين في الأسعار خصوصا التجار، غير أن ذلك الحزم لم يلمس المواطن أثر مباشرا له، وبقي تصريح لـ”التداول الإعلامي”.
وفي آخر موجات الغلاء، شهدت أسعار ألبان المصانع ارتفاعا ملموسا، حيث تلقت حماية المستهلك مئات الشكاوى حول ارتفاع اسعار البان المصانع بشكل مبالغ فيه دون مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين حيث تراوحت نسب الارتفاع ما بين 7%-15 % .
وأكدت الجمعية في بيان أن “اتفاق مصانع الالبان برفع اسعار منتجاتها يعتبر مخالفة صريحة وخرقا واضحا لقانون المنافسة ومنع الاحتكار الخاص بمديرية المنافسة ومنع الاحتكار التابعة لوزارة الصناعة والتجارة . ذلك ان اتفاق المصانع برفع اسعار منتجاتها بنفس التوقيت وحتى وان كانت نسب الارتفاع مختلفة من مصنع الى اخر الا ان هذا الامر يعتبر احتكار قلة من قبل المصانع المنتجة للالبان حيث قاموا باتفاق ضمني فيما بينهم برفع اسعار منتجاتهم وهو غير مسموح به في القانون”.
في ظل هذه الظروف، باتت كثير من الأسر تقتصر الاحتفال بنتائج الثانوية العامة، بعدد محدد من الأقرباء دونما كلف اضافية سعيا لمواجهة ارتفاع الأسعار المرهق، وسعيا للتكيف مع واقع معيشي يفرض ويحتم على الأسر واقعا جديدا.
