استهدافٌ صهيونيٌ للتسوية الجنوبية الغربية للأقصى.. ماذا وراءه؟

استهدافٌ صهيونيٌ للتسوية الجنوبية الغربية للأقصى.. ماذا وراءه؟

عمّان – البوصلة

في الوقت الذي حذرت فيه مؤسسة القدس الدولية من المخاطر التي باتت محدقة في التسوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى الأمر الذي جعلها أشبه “بخاصرة رخوة” يمكن أن تنهار في أي وقت، كشف الدكتور عبدالله معروف في وقت سابقٍ عن مخاوفه من أنّ كل ما يجري في المكان من حفرياتٍ صهيونية قد يكون تمهيدًا لإعداد “تسويةٍ يمكن أن تكون مصلى يشبه المصلى المرواني تماماً”، تعمل سلطات الاحتلال على تهيئتها وتجهيزها فيما يبدو لتصبح ملائمةً للصلاة، بحيث تفاجئنا سلطات الاحتلال بفتح ثغرةٍ في السور الجنوبي الغربي للأقصى تنفذ إلى هذه التسوية بعد أن أتمت تجهيزها للصلاة، وتتحول هذه التسوية فجأةً إلى كنيسٍ داخل المسجد الأقصى مقابل المصلى المرواني وبمحاذاته تماماً من الجهة المقابلة

وحذرت مؤسسة القدس الدولية من خطورة استمرار تساقط حجارة سور المسجد الأقصى وما يترافق معه من خطر محدقٍ بالتسوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى التي لم ترمّم منذ ما يقارب قرن من الزمن، موجهة في الوقت ذاته نداءً إلى الأمة بأن الأخطار الإنشائية باتت كبيرة على الأقصى وهي تفرض التحرك العاجل بشكل لا يحتمل التسويف ولا التقاعس، لا سيما وأنّ هذه التسوية أصبحت خاصرة رخوة للمسجد الأقصى توشك أن تنهار جزئيًا أو كليًا في أيّ وقت.

وقالت في بيانٍ صادرٍ عنها، وصل “البوصلة” نسخة منه: تكررت في الأيام الماضية حوادث تساقط الحجارة من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك وتحديداً في تسوية الأقصى القديم الواقعة تحت المسجد القبلي مباشرة، وقد تكرر ذلك في أيام 14 و16 من شهر حزيران/ يونيو 2022 وفي 1 تموز/ يوليو 2022.

ولفتت إلى أن هذا التساقط بعد مرور أكثر من 18 عاماً على آخر ترميم حظي به السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وبعد التنبيه المتكرر من جهات عديدة للحالة الإنشائية للتسوية الجنوبية الغربية للأقصى”.

وأشار البيان إلى جملة من الحقائق المهمة ووضعها أمام الأمّة بكل قواها، أولها أنّ المسجد الأقصى بجهته الجنوبية بالكامل فوق مجموعة من التسويات التي ترفعه لتصبح أرضيته مستوية، وهذه التسويات من الشرق إلى الغرب هي: المصلى المرواني الذي بادر أهلنا في الداخل المحتل عام 1948 مع الأوقاف الإسلامية إلى ترميمه على مراحل ما بين أعوام 1994 حتى عام 2000، والتسوية الوسطى منها هي الأقصى القديم الذي يشهد هذه التساقطات للحجارة، أما الغربية منها فهي مشابهة في البنية للمصلى المرواني لكنها مقطعة إلى آبار لتخزين مياه الأمطار، وتمتد على مساحة تزيد عن 5 آلاف متر مربع تصل المسجد القبلي بباب المغاربة غرباً، وتمتد من سور الأقصى جنوباً إلى ما بعد مصطبة أبي بكر الصديق شمالاً.

ولفت إلى حقيقة ثانية مفادها أنّ الساحة كانت فوق هذه التسوية هدف الاحتلال الأول للتقسيم المكاني منذ عام 2004 وما بعده، وقد أدت يقظة المرابطين والمرابطات إلى تحويل مصطبة أبي بكر الصديق إلى نقطة مواجهة أساسية دفعت المتطرفين إلى البحث عن زوايا أخرى في الأقصى فاتجهوا إلى الساحة الشرقية، وقد سبق لمؤسسة القدس الدولية أن وثقت ذلك بالشواهد في النسخة الأولى من تقرير عين على الأقصى التي صدرت في عام 2006.

أما الحقيقة الثالثة بحسب البيان، أنّ المراجعة التاريخية التي أجرتها المؤسسة بالتعاون مع عدد من الباحثين تثبت أن آخر عهد هذه التسوية بالترميم كان قبل 94 عاماً، وتحديداً في الإعمار الذي أجراه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1928، وهناك جزء ألحق بها جرى إغلاقه من مصلى البراق عام 1936، أي قبل 86 عاماً.

” اغتصبت سلطات الاحتلال صلاحيات ترميم الجدار الغربي من المسجد الأقصى والمطل على هذه التسوية مباشرة في شهر كانون الثاني / يناير من عام 2019، وهي تواصل منذ ذلك الحين أعمالها من دون أدنى اطلاع للأوقاف الأردنية أو لأي جهة عربية أو إسلامية”، خلاصة الحقيقة الرابعة وفق البيان.

إقرأ أيضًا: تحذيرات من خلط خطير حول “قانون التسوية” يهدد الأقصى

وفي الحقيقة الخامسة “توثقت المؤسسة من أن شرطة الاحتلال بدأت في شهر رمضان الماضي منع مرور سيارات وجبات الإفطار من فوق هذه التسوية، وهذا ما يشير إلى أن هذه التسوية لا تحتمل الأوزان الكبيرة ومرشحة للانهيار بتقديرهم، خصوصاً أن حفريات الاحتلال قد أزالت 6 أمتار من الردم المحيط بالزاوية الجنوبية الغربية للأقصى على مدى عقود من أعمال الحفر العدوانية”.

وخلصت المؤسسة من خلال هذه المقدمات لتوجيه نداءٍ عاجلٍ بأن الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى قد باتت خاصرة رخوة تتزايد فيها احتمالات الانهيار الجزئي أو الكلي، وأن الاحتلال يقف متربصاً بهذه الزاوية ليفرض تغييراً كبيراً في الوقائع بالأقصى، ونرى أن الانهيارات في الأقصى القديم الملاصق لها مرتبطة بشكل مباشر بالأخطار الإنشائية الأكبر التي تهدد الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى.

ووجهت مؤسسة القدس نداءً إلى القوى الشعبية في أمتنا بأن تعدّ خطر فقدان التسوية الجنوبية الغربية للأقصى خطراً مركزياً محدقاً تعطي له الأولوية.

كما وجهت نداءً لأوقاف القدس والحكومة الأردنية بضرورة تبيان الحالة الإنشائية لهذه التسوية المعرضة للخطر، وبالنظر إلى تساقطات الحجارة باعتبارها مؤشرًا خطرًا يحدق بكل التسويات الجنوبية للمسجد الأقصى، والتي يقوم المسجد القبلي فوقها.

هل يسعى الصهاينة لبناء كنيسٍ أسفل الأقصى؟

من جانبه حذر أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبدالله معروف في وقت سابق، بحسب ما رصدت “البوصلة” من أنّ هناك خلطاً شديداً وخطيراً – وأظنه مقصوداً – لدى الإعلاميين والسياسيين بل وبعض الناشطين في معرفة ما نتحدث عنه في المنطقة الجنوبية الغربية في المسجد الأقصى.

ولفت إلى أنّ “الكلام لا يدور عن أنفاقٍ تحت أسوار المسجد الأقصى ولا عن حفرياتٍ في تلك المناطق كما يتوهم الكثيرون”، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ “الأمر أخطر من ذلك!”.

وقال معروف: “الموضوع يدور حول تسويةٍ “Basement” تقع في المساحات الداخلية في المسجد #الأقصى نفسه، وتشبه المصلى المرواني تماماً، وهي تقع داخل المسجد الأقصى بين الجامع القبلي والمتحف الإسلامي في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى. بمعنى أن الكلام يدور عن تسويةٍ يمكن أن تكون مصلى يشبه المصلى المرواني تماماً، تعمل سلطات الاحتلال على تهيئتها وتجهيزها فيما يبدو لتصبح ملائمةً للصلاة، بحيث تفاجئنا سلطات الاحتلال بفتح ثغرةٍ في السور الجنوبي الغربي للأقصى تنفذ إلى هذه التسوية بعد أن أتمت تجهيزها للصلاة، وتتحول هذه التسوية فجأةً إلى كنيسٍ داخل المسجد الأقصى مقابل المصلى المرواني وبمحاذاته تماماً من الجهة المقابلة”.

واستدرك بالقول: لا ننسى أن سبب افتتاح المصلى المرواني للصلاة عام 1996 كان انتشار أنباءٍ عن ما سميت في ذلك الوقت وثيقة (بيلين – أبو مازن)، طرح فيها حسب الأنباء في ذلك الوقت حل قضية المسجد الأقصى المبارك بتقاسمه عامودياً ضمن صيغة (ما فوق الأرض للمسلمين وما تحت الأرض لليهود)، وكان المصلى المرواني مرشحاً لتسليمه للمستوطنين.. فهل ننتظر لنشهد تسليم هذه التسوية اليوم للمستوطنين لتحويلها إلى كنيسٍ بدلاً من المصلى المرواني؟! وبموافقةٍ عربيةٍ وصمتٍ بل جهلٍ إسلامي؟!!

No photo description available.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: