استياء إسرائيلي لاستقالة جونسون: الأكثر صداقة وإخلاصا لنا

استياء إسرائيلي لاستقالة جونسون: الأكثر صداقة وإخلاصا لنا

في موقف يكاد يختلف عن غالبية دول العالم، يبدي الإسرائيليون استياء من مغادرة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني المستقيل، بوصفه “الزعيم البريطاني الأكثر ودية” مع دولة الاحتلال.

وأشارت صحيفة إسرائيلية إلى أن جونسون “الذي غسل الأطباق في الكيبوتس (مستوطنة زراعية وعسكرية)، وعرف نفسه بأنه صهيوني، وازدهرت العلاقات بين لندن وتل أبيب في عهده، حيث اتخذ موقفا حازما ضد إيران، وساهم برفع مستوى العلاقات الأمنية”، رغم أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث أن هذه العلاقات سوف تستمر مع خليفته.

وفي الوقت ذاته، تستحضر المحافل الإسرائيلية أن جونسون، يعد “صديقا حقيقيا لهم، وكل من شارك في العلاقات الإسرائيلية البريطانية في السنوات الأخيرة، يوافق على حقيقة أنه كان أكثر رئيس وزراء بريطاني ودا لدولة الاحتلال، وخلال فترة وجوده وصلت علاقاتهما إلى آفاق جديدة في جميع المجالات: من السياسية إلى المدنية”.

وذكر إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير ترجمته “عربي21″، أن “الفضائح التي طاردت جونسون في الفترة الأخيرة داخل بريطانيا، لم تنتقص من تطور العلاقات مع دولة الاحتلال، فقد أظهر دائما موقفا دافئا ومتعاطفا، وتلقت الجالية اليهودية في بريطانيا معاملة مماثلة، وهو يعتبر من أشد المؤيدين لإسرائيل، وعرف نفسه في الماضي بأنه “صهيوني”، وعندما شغل منصب رئيس بلدية لندن، قاد خطا حازما يعارض مقاطعتها”.

وأضاف أنه “في شباط/فبراير 2016، تحرك جونسون بسرعة لإزالة الإعلانات المعادية لإسرائيل الملصقة في مترو الأنفاق، بعد تلقي رسالة واتساب من رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، ومنذ ذلك الحين، بقيا على اتصال وثيق، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 زار إسرائيل، والتقطت له صورة يركب دراجة مع رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، وحينها دخل في مشاكل مع الفلسطينيين، بعد أن هاجم قادة حركة المقاطعة ضد إسرائيل، واتهمهم بأنه مجموعة يساريين، مجرد أقلية سخيفة”.

وأكد أن “مواقف جونسون في تأييد الاحتلال لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصفها بـ”الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، مما حدا بالمنظمات الفلسطينية في رام الله لإلغاء لقاء مقرر معه، وفي وقت لاحق، أمر بشراء تكنولوجيا إسرائيلية لمنع حوادث الطرق في لندن، وقرر التطوع في كيبوتس بالجليل السفلي عام 1984، وعمل في المطبخ، وغسل الأواني، وظل يعمل في مناوبات لأسبوعين حتى واصل التجول في فلسطين المحتلة، حتى إن أليك كولينس أحد المستوطنين الذين رافقوه في الكيبوتس قال؛ إن جونسون أحب إسرائيل، وأظهر تحمسه لما رآه فيها”.

في الوقت ذاته، أرسل جونسون خطابا لاذعا للغاية ضد أنشطة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكتب فيه أن بريطانيا لن توافق على وضع تُحاكم فيه إسرائيل، كما ساهم بشكل كبير بتصنيف حركة حماس، بجميع أذرعها، كمنظمة إرهابية في بريطانيا، وهي خطوة لم تكن لتتم دون دعمه الشخصي، بسبب صداقته لدولة الاحتلال، التي تغلغلت في حكومته، على جميع المستويات.

وأكثر من ذلك، فخلال فترة عمل جونسون، وصل التعاون بين أنظمة الدفاع الإسرائيلية والبريطانية إلى آفاق جديدة، وزعم كبار أعضاء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن بريطانيا أعظم صديق للاحتلال في العديد من المجالات؛ لأن عدد المهمات الأمنية المتبادلة بينهما آخذ في الارتفاع، وقد يكون التعاون بينهما لا يعادله إلا التعاون فقط في الولايات المتحدة، وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، اتخذ موقفا متشددا للغاية، وأثبت عداءه تجاهها، ربما أكثر من الولايات المتحدة.

وتسيبي حوتوفيلي سفيرة الاحتلال في المملكة المتحدة، قالت؛ إن “هناك علاقات ممتازة بين إسرائيل وبريطانيا خلال فترة جونسون، وأعتقد أن هذه العلاقات الجيدة ستستمر مع خليفته؛ لأنها وصلت آفاقا جديدة، والعلاقات بينهما قد تشهد حالة تأرجح؛ لأن جونسون قدم مساهمة كبيرة في ذلك، لأنه صديق حقيقي لإسرائيل”.

(عربي21)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: