الأمير الحسن: مشروع مأسسة الزكاة والتكافل يُمثّل توجهاً إنسانياً

الأمير الحسن: مشروع مأسسة الزكاة والتكافل يُمثّل توجهاً إنسانياً

قال الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، إن مشروع مأسسة الزكاة والتكافل يمثل توجهاً إنسانياً، وليس إسلاميا فقط؛ نظراً للكلفة البشرية المترتبة على الصراعات في العالم.

وأضاف إن مشروع مأسسة الزكاة، يأتي ضمن السعي لإثبات “أن المؤسسية الإنسانية مزروعة في ثقافتنا”، داعيا إلى أنسنة الإحصائيات والأرقام عند الحديث عن موضوع الزكاة.

وأشار إلى أهمية ذلك وضرورته في التعرّف إلى حقيقة عمق الأسى والمرض والفاقة بين اللاجئين والمقتلعين والمهجرين من أوطانهم.

جاء ذلك، في مداخلة للأمير، خلال مشاركته في لقاء نظّمه منتدى الفكر العربي، أخيرا، عبر تقنية الاتصال المرئي، حول دور الزكاة والوقف في التخفيف من آثار جائحة كورونا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وفق بيان صادر عن المنتدى، اليوم الأحد.

وقال: إن معطيات الواقع المأساوي، اليوم، توضح أن 80 بالمئة من لاجئي العالم هم مسلمون، داعيا إلى “العمل لجعل الإرادة الإسلامية تعمل من أجل الجميع، والانتقال إلى تحقيق الكرامة الإنسانية وتجاوز أشكال المهانة للإنسان، وتحقيق الصالح العام لأمّتنا التي ظُلِمَت، وبناء شبكة من المساءلة المسؤولة”.

وأشار الأمير الحسن في هذا السياق، إلى تجربة رابطة جنوب شرق آسيا الناجحة في البناء على الاستقلال المتكافل والاعتماد على بعضهم، وقال: “إن الاعتماد على العامل الخارجي رغم نُشدان الاستقلال المتكافل، هو ما جعل أمّتنا تعاني وتدفع ثمن كل ذلك”.

وأضاف، “إن الوقت ليس في صالحنا، وليس في صالح الهشّين والمهمّشين”، متسائلاً حول إمكانات الفرص أمام العالم الإسلامي ليحتل مكانه تحت الشمس وبين الأمم، ويثبت بالتالي أن هناك مؤسسية إنسانية مزروعة في ثقافتنا لفتح الأبواب نحو مدخل عصري مُنصف في القول والفعل.

وتَضمّن اللقاء، محاضرة للأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي حول هذا الموضوع، دعا فيها إلى تطوير دور الوقف، واعتماد الإدارة الاستراتيجية للاقتصاد، والاستفادة من الجوانب الجيدة في الاقتصاد الرأسمالي والاشتراكي للخروج باقتصاد ثالث إنساني وأخلاقي، ليس بالضرورة إسلامياً، لكنه يعمل أيضاً على تطبيق أفكار تتيح الانتقال من الفقر المدقع إلى الكفاف، وبالتالي إلى الكفاية التامة.

وأوضح القره داغي أن التوقعات على المستوى الدولي تشير إلى زيادة عدد الفقراء في العالم إلى مليار، وأن تنقل جائحة كورونا في العالم أدى إلى فترة كساد وركود، بما في ذلك تفاقم البطالة من خلال تهديد مصادر الرزق لنصف القوى العاملة في العالم.

وقال الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمور، إن للزكاة والوقف دوراً في تعزيز عوامل الاستقرار والتنمية، غير أن المسألة ليست فقط اقتصادية ولكنها اجتماعية تكافلية لتحقيق العدالة بين الجميع، مشيرا إلى أن توقعات لبعض المؤسسات الدولية بزيادة عدد الفقراء في العالم بحوالي 71 إلى 100 مليون شخص.

فيما تناولت، رئيس وحدة سياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شادن خلّاف في مداخلتها التهديد الناتج عن جائحة كورونا وحرمان اللاجئين من الخدمات الأساسية.

وأشارت خلّاف إلى أن المفوضية السامية عملت على توزيع المواد الأساسية والإعانات النقدية، واستطاعت جمع 43 مليون دولار من أموال الزكاة والصدقات لهذه الغاية.

وأوضح بعض المشاركين في اللقاء، “أن الغرب سبقنا في الاستفادة من الوقف تعليمياً وصحياً، ولا بد من وجود فلسفة عامة لمشاريع الزكاة والوقف وربطها بالتنمية المستدامة، وتأكيد الأهمية التكاملية المؤسسية في مشاريع الزكاة والوقف، وزيادة الوعي في هذا المجال ضمن إطار تشريعي وثقافي وإعلامي”.

وقدّم عدد من المشاركين في اللقاء، نماذج لتجارب بارزة كإسهام صندوق الزكاة الأردني بحل مشكلة الغارمات بمبادرة وطنية قادها جلالة الملك عبدالله الثاني، وكتجربة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة في تأمين مسار موثوق لإيصال المساعدات للاجئين من أموال الزكاة والصدقات والتبرعات، وخطة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية المشرفة على هذه الوحدات لاستفادة الفقراء والعائلات العفيفة من هذه الوحدات بعد انتهاء جائحة كورونا.

وشارك في مداخلات اللقاء، علماء مسلمون وأكاديميون واقتصاديون وقانونيون من عدة دول عربية وإسلامية، وثلاثة وزراء سابقون للأوقاف من الأردن، ومسؤولون حكوميون، وعدد من ممثلي منظمات دولية وإقليمية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: