الإبتسامة

الإبتسامة

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

  يتحدث الدكتور عبد الحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة من سلسلة حلقات هل تعلم بأن الإبتسامة هي المفتاح الرئيسي لكل القلوب ففيها جاذبية مغناطيسية لا يعلم سرها إلا الله،وهل تعلم أن المثل الصيني يقول “من لا يُحسن الابتسامة لايجدرُ به أن يفتح دكانا”؟،وهل تعلم أن الإبتسامة مجانية يستطيعها الغني والفقير والصغير والكبير؟، وهل تعلم أن ابتسامتك هي مرسالك الفطري لقلوب الآخرين ،تستطيعها في كل زمان وفي كل مكان، فما بال بعضنا يبخلُ بها ، ولا تنتزعها منه إلاّ بشق الأنفس، يُغطي أسنانه وكأنها عورة لايجوز كشفها، تراه متجهما، تقرأ في وجهه عُقد الدنيا ومشاكلها، وكأنه ما سمع قط بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “ابتسامتك في وجه أخيك صدقة”،ومن بديع صُنع الله أنه خلق الأسنان بلونها الأبيض ، حتى إذا أُفرج عنها وبانت يُمكن أن يراها الناظر من بعيد، فيقابلها بمثلها وأحسن، فإذا اعتاد الشاب عليها أصبحت طبعاً، وعُرف بالبسّام وإن شابت لحيته وطال عمره.

  والابتسامة طاعة لله، وعافية لصاحبها، ومن خلالها تتسلل إلى القلوب دون استئذان، ولذلك قال رسولنا الكريم: “لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”، فإذا أردت أن تكون قريبا من القلوب فلابد من أن تكون فناناً في العلاقات العامة، فلن تنفعك كثرة المحفوظات، ولا كثرة المال ، فصَالة الحَديد يمكن أن تَصنع عضلات ولكنها َلا تَصنع رِّجالا، والصَّالون يمكن أن يَصنع جَمال المَرأة وَلَكنه لَا يمكن أن يَصنع أخْلاقها، ولكن الذي يفعل في النفوس والقلوب فعل السحرهو ما دلنا عليه صلى الله عليه وسلم حين قال: “إنكم لن تسعو الناس بأموالكم ولكن يسعهم بسط الوجه وحُسن الخلق”،فكم من غني انفضّ الناسُ من حوله لسوء سلوكه، وكم من أب موسر أشبع أولاده فظاظة رغم الأموال التي يُقدمها لهم، إن محبة الناس وكسب قلوبهم لا يحتاج إلى المال وإنما إلى الوجه البشوش،والكلام الدافئ ، وصدق من قال:     لا خيل عندك تُهديها ولا مالُ        فليُسعف النطقُ إن لم تُسعفِ الحالُ.

       والابتسامة سر آسر وسلطان قاهر، ربما أدرك الطفل بفطرته البريئة سحرها، فهو يبثها في كل حين ، والابتسامةُ الحقيقية لا يمكنُ تزييفها، فهي كالذهب الخالص، لا يمكن تقليده لأن بريقه ليس كأي بريق، والابتسامة الصادقة النابعة من القلب، فهي إشراقةُ روح، وإطلالةُ نفس، وصورة فؤاد، وبلسمُ ألم، ودواء حُزن.،والابتسامةُ أقصرُ الطرق إلى القلوب وأقربُ باب إلى النفوس، الابتسامةُ المشرقةُ، أقوى من كل قوانين الجاذبية، لها سحر خلاّب يأخذ بالألباب، والبسّامون أحسنُ الناس مزاجاً وأهنأهم عيشاً وأطيبهم نفساً، فالصادق المبتسم، ترى الناس يقدمونه ويحترمونه ويحبونه ويُجمعون عليه رغم اختلاف مشاربهم، لذلك ابتسم لمن تحب أن يشعر بحبك،وابتسم لخصمك ليشعر بقوتك،وابتسم لمن تركك ليشعر بالندم،وابتسم للغريب لتؤجر،وابتسم لأن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: