د. عبدالله الغيلاني
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الإعراض عن “مرجعية الشريعة”

د. عبدالله الغيلاني
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:


كثيرة هي نصوص الوحي التي جعلت الاذعان الى تحكيم الشريعة و الخضوع لمرجعية الاسلام معياراً لصحة الايمان و سلامة العقيدة . هذه القضية المعيارية يقفز عليها البعض و يحسبونها هينة و هي عند الله من العظائم.
تأمل هذه الآية و ما تنطوي عليه من دلالات لو فقهها المخاصمون لمرجعية الشريعة لادركوا ما هم عليه من خطر !
“و إذا دُعوا الى اللهِ و رسوله ليحكمََ بينهم إذا فريقْ منهم معرضون”.
إن مجرد الاعراض عن الاحتكام الى الشريعة قد يضع الإنسان في خانة الخطر، فكيف بمن يجرد طاقاته الفكرية و الأدبية لإهدار مرجعية الاسلام ، بل كيف بمن يوظف سلطاته السياسي لإحباط كل مساعي الإحياء لتكون كلمة الله هي العليا. لقد وصف القرآن تلك الفئات بقوله:
“و ما أولئك بالمؤمنين”. لا ريب أن خصوم مرجعية الشريعة داخلون في الوعيد النبوي ” دعاة على أبواب جهنم” ، و لكن المرء يشفق على المستجيبين لهم” من أجابهم إليها قذفوه فيها”، فكثير من هؤلاء لا يفطن الى حقيقة الامر و درجة خطورته فيخوض مع الخائضين مأخوذاً بالشعارات الزائفة و المقولات الواهية التي تصاحب تلك الدعوات !
الإذعان لمرجعية الشريعة شرط لصحة الإيمان و أصل من أصول الإسلام ، فمن لم يستوف الشرط و لم يستمسك بالاصل فقد ضلّ ضلالاً بعيداً، أياً كان حظه من الالتزام الشعائري و التمسك بالهدي الظاهر.
و الإيمان البارد بحاكمية الشريعة لا ينجي صاحبه ، إذ لا بد من السعي الى تحويل ذلك الوهج الايماني الى عمل، كل من موقعه و كلْ قدر إستطاعته. أقول هذا و أنا أرى بعض الصالحين معرضين عن معركة التمكين لهذا الدين، قد أهمتهم أنفسهم و إنصرفوا الى خاصة أنفسهم و خلاص ذواتهم ، و هذا ضرب من ظلم النفس الذي ندد به القران : “الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم” و الحجة هي الاستضعاف و العجز عن التغيير ، و هي حجة داحضة أدانها القران و أنكر على اللائذين بها !!
نعلم أن الأمة في مجملها منحازة الى مرجعية الشريعة ، فلم تسنح فرصة قط إلا و أظهرت فيها الأمة إنتصارها للخيار الإسلامي، غير أن طائفة معزولة ما فتئت تصادر حق الامة في إقامة دينها و تحكيم شريعتها و إستعادت هويتها المسلوبة .
نخلص الى أن السعي الى تحقيق مرجعية الشريعة قضية ركنية لا يصح الايمان إلا بها، و الاعراض عنها، بوجه من الوجوه، يُعد قادحاً من فوادح الإيمان ، إن لم يكن ناقضاً من نواقضه. فما بال أقوام قد غفلوا عن هذا المعنى العظيم ، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts