الإعلامي غرايبة: مواجهة أزمة كورونا كشفت عيوبنا وهذه شهادتي

الإعلامي غرايبة: مواجهة أزمة كورونا كشفت عيوبنا وهذه شهادتي

عمان – البوصلة

قال الإعلامي حسام غرايبة إن “مواجهة أزمة وباء كورونا في الأردن كشفت الكثير من عيوبنا الفردية والاجتماعية والمؤسسية والاقتصادية، ولعلنا نتعلم منها الكثير لنبدأ عهدا جديدا ببناء أردن قوي وأردني متميز ومجتهد”.

وأكد غرايبة في منشورٍ بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حمل عنوان: “شهادة متابع للأحداث”، أنه “في الوقت الذي تمتدح دول متقدمة التجربة الأردنية في السيطرة على انتشار الوباء، وفي ظل عدم وجود نموذج ناجح في العالم يمكن اتباعه والقياس عليه، فإنني اجد ان الفريق الحكومي بالتعاون مع مختلف أجهزة الدولة قد قام بخطوات استباقية واستثنائية”. مشيرًا إلى أن المرحلة السابقة لها عدة مميزات.

وأوضح أن الميزة الأولى تتمثل في عدم استخدام الظرف الصحي الطارئ وقانون الدفاع بشكل يعطل بعض أحكام الدستور، أو التغول على الحقوق المدنية والسياسية للأفراد والأحزاب، بل وجدنا حرصا من الحكومة على إنفاذ القانون على الجميع فتمت محاسبة رجال امن و نواب ووزراء على مخالفة التعليمات شانهم شان بقية المواطنين.

وأشار إلى أنه لم تكن كل الإجراءات سليمة إلا انه يسجل للحكومة سرعة استجابتها ومرونتها في التعامل مع الاقتراحات والرجوع عن قرارات كانت قد اتخذتها بعد اخذ التغذية الراجعة من المواطنين.

وقال غرايبة: تبين للحكومة وللمواطنين أننا وخلال العشرين سنة الماضية لم نكن بخير، فلا قواعد بيانات شاملة تمكن صانع القرار من اتخاذ القرار السليم، ولا ربط الكتروني بين دوائر ومؤسسات الدولة بالرغم من مرور عشرين سنة على بدء خطة “الحكومة الإلكترونية”، وهذا أدى إلى ضعف القدرة على التخطيط السليم، لكنه في الوقت نفسه شكل فرصة لاتمتة كثير من أعمال الحكومة بوقت قياسي وما رافق ذلك من بعض الاختلالات.

ونوه إلى أن الحكومة تعاملت مع المواطنين بشفافية لم نعهدها من قبل، وكانت الإجازات اليومية الصحفية تأسيسا لنهج جديد من المكاشفة وإعلام المواطنين بالمستجدات قبل ورود الشائعات، وشهدنا جميعنا كيف ان الشائعات باتت في أضيق نطاق مقارنة بما قبل الأزمة.

وأشار الإعلامي غرايبة إلى أنه كان هنالك ضعف في عملية التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، مما أدى إلى عدم قدرة تلك المؤسسات في الوصول للفقراء والمحتاجين مما فاقم وضعهم في ظل حظر التجول ومنع التصاريح.

وأضاف أنه في الأسابيع الثلاث الأولى كانت استجابة الناس وصبرهم كبير، إلا ان الضغط الاجتماعي وتعطل مصالح الناس شكلت ضغطا على الحكومة للبدء بفك الحظر تدريجيا بالرغم من حجم المخاطرة الصحية، وهنا بدأت المصالح تتضارب بين القطاعات الصناعية والتجارية وآليات منح التصاريح مما شكل حالة من عدم الرضى (متوقعة) لدى القطاعات الاقتصادية وعمال المياومة.

واستدرك بالقول: بالرغم من نغمة (نجاح الحكومة صحيا وفشلها اقتصاديا) التي نسمعها من كثير من المغردين (غير الاقتصاديين) إلا انه من الملاحظ ان الأردن كانت خسائره الاقتصادية قليلة مقارنة بدول أخرى، حيث قامت الحكومة بخطة استجابة اقتصادية خففت كثيرا من الأعباء المالية التي ترتبت على القطاعات، لكن من غير المتوقع ان تنال رضى القطاعات والمتعطلين لان الإنسان بطبعه يضخم خسارته ولا يذكر ربحه.

وشدد غرايبة على أن هذه الحكومة كغيرها لم تكن من خيار الناس، إلا أنها ممثلة برئيسها وكثير من فريق عملها يعملون بتجرد ويبذلون اقصى جهد ممكن فيصيبون تارة ويخطئون تارة، إلا انني اعتقد جازما على الأقل انهم اكثر كفاءة من كثير من منتقديهم الذين كانوا في وقت من الأوقات بموقع المسؤولية ولم يحدثوا أي تغيير أو فرق.

وقال في نهاية منشوره: إن الأردن احدث نقلات نوعية وتغير للأحسن خلال هذه الأزمة، ويقع علينا كأردنيين ان لا نسمح بتراجع الخدمات أو الشفافية الحكومية بعد انتهاء الأزمة بحول الله. ومحنة اليوم تشكل منحة كبيرة لنا جميعا للخروج اقوى إداريا، وخدميا وتنسيقا بين أجهزة الدولة لصالح المواطن.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: