انتشر أمس وسم على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى إقالة وزير التعليم العالي، وذلك على خلفية الامتحانات عن بُعد التي قررت الوزارة إجراءها لطلبة الجامعات لاجتياز الفصل الثاني بنجاح.
هذا الوسم جاء بعد فشل وسوم أخرى دعت إلى إنجاح الطلبة تلقائيا؛ بمعنى عدم إجراء أي امتحانات.
تلك الحملات التي أراد مطلقوها والمشاركون فيها الضغط على أصحاب القرار لاتخاذ إجراء يناسب رغباتهم.
المشاركون في تلك الحملات قدموا مبررات، وركزوا على عدم جاهزية البنية التحتية التقنية لهذه النقلة النوعية المفاجئة؛ تحدثوا عن الصعويات التي يواجهونها عند التسجيل للفصل رغم أن هذه العملية ليست جديدة، ورغم أنها تجري وفق تقسيم طلبة الجامعات وتصنيفهم، فكيف إذا دخل جميع الطلبة في آن واحد.
يقولون إنه لا بد أن يحدث بطء في الشبكة أو انهيار؛ مما يحرم الطالب من الامتحان، واعتباره غائبًا، ولا سيما أن وقت الامتحان قصير جدًّا؛ تلافيًا لعمليات الغش، والاستعانة بالكتب وبالسيد غوغل. فضلًا عن مبررات أخرى كمثل أن بعض المناطق لا تتوفر فيها شبكة انترنت جيدة، وأن بعض الطلبة الفقراء لا يملكون هواتف.
استمعتُ لبعض الطلبة وشكواهم، وقال أحدهم إن زميلًا له عندما انتهى من الامتحان وقبل أن يضغط ليرسل الإجابات فصل الموقع!! فما مصيره؟ سنسمع كثيرًا من أمثال تلك القصة، وقد تكون قصصًا حقيقية، وقد تكون وهمية، لكن المحصلة أن الضغط على أصحاب القرار سيزداد.
في المقابل، فإن أصواتًا أخرى تعترض على فكرة النجاح التلقائي، وتصف ذلك بالظلم، ويذهب بعضهم أكثر من ذلك ليصف المطالبين بذلك بأنهم من الطلبة الذين لا يريدون بذل أي جهد، ويريدون النجاح فقط.
“التعليم العالي” أعلنت عن تحديد (1790) موقعًا مجانيًّا تتوفر فيها خدمات الانترنت يمكن لطلبة الجامعات الحكومية والخاصة استخدامها لتقديم الامتحانات النهائية، وتوزعت هذه المواقع في جميع محافظات وألوية المملكة.
بدأت التجربة، ولا بد من تقييمها بشكل علمي وموضوعي دون عناد من طرفي المعادلة، والغاية يجب أن تكون مصلحة المجتمع.
(السبيل)
