عمّان – رائد صبيح
قال الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ رفع أسعار البنزين بهذه الصورة يشكّل عبئًا حقيقيًا على المواطنين والاقتصاد الوطني على حدٍ سواء، ويُعدّ استمرارًا لعدم شفافية التسعير ومبرراته، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ كثيرًا من الدول المجاورة ومثالاً لبنان التي تعاني من أزماتٍ كثيرة فإنّ أسعار البنزين لديها أقل من أسعار البنزين لدينا.
وأضاف البشير، “بالنتيجة كنّا نتوقع أن يكون هناك تخفيض لأسعار المحروقات والمشتقات النفطية نتيجة تذبذب أسعار الطاقة في العالم”.
واستدرك بالقول: لكن فعلاً الحكومة وجدت في المشتقات النفطية بالإضافة إلى السلع الأخرى من خلال ضريبة المبيعات والضريبة المقطوعة على لتر البنزين وسيلة لتعزز من نفقاتها الكبيرة التي أوقعت بها الاقتصاد الوطني ابتداءً من نفقاتها الجارية التي تستهلك كل واردات الخزينة، بحيث أصبح هذا العبء مستمراً ومثل كرة الثلج يكبر سنة بعد سنة.
إقرأ أيضًا: “البشير” يحذر من عواقب خطيرة لرفع المحروقات
وعبر البشير عن أسفه من أنّ الحكومة وجدت في المشتقات النفطية وسيلة من وسائل تغطية عدم قدرتها على معالجة المشكلة والخلل في المالية العامّة المتمثل بارتفاع النفقات على حساب تحصيلات إضافية من المواطنين والمؤسسات، وبالتالي سيبقى الاقتصاد الوطني متأثرًا والأردنيون سيزدادون معاناة على ضوء هذه المعطيات.
رفع أسعار البنزين
وكانت لجنة تسعير المشتقات البترولية قررت نهاية الشهر الماضي، تثبيت سعر مادة الكاز لشهر شباط عند سعر 620 فلس/ لتر وذلك استناداً للتوجيهات الملكية السامية.
كما قررت اللجنة تثبيت سعر مادة الديزل عند سعره الحالي والبالغ 820 فلس/لتر والإبقاء على سعر أسطوانة الغاز عند سعر 7 دنانير للاسطوانة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الشهري للجنة الذي عقدته اليوم الثلاثاء 31 كانون الثاني لتحديد أسعار بيع المشتقات النفطية محلياً للفترة من (1-28 شباط المقبل).
إقرأ أيضًا: خبير اقتصادي: رفع أسعار الكاز والسولار يكشف انعدام إحساس الحكومة بمعاناة المواطن
وتم خلال الاجتماع استعراض الأسعار العالمية للنفط الخام والمشتقات النفطية خلال شهر كانون الثاني ومقارنتها بمثيلاتها لشهر كانون الاول الماضي، حيث تبين للجنة ارتفاع اسعار المشتقات النفطية عالمياً خلال شهر كانون الثاني الحالي.
كما تبين عند تطبيق المعادلة السعرية لمادة البنزين بنوعيه (90 و95) وفقا للأسعار العالمية ارتفاع أسعار مادة البنزين (أوكتان 90) بمقدار45 فلسا والبنزين (أوكتان 95) بمقدار 45 فلساً ، وبذلك يصبح سعر بيع البنزين أوكتان 90 في شهر شباط 945 فلس/لتر بدلاً من 900فلس/لتر، ويصبح سعر البنزين (أوكتان 95) 1185فلس/لتر بدلا من 1140 فلس/لتر.
معادلة التسعير سياسية
وانتقد مراقبون استمرار غياب الشفافية في معادلة تسعير المحروقات، مؤكدين في الوقت ذاته على أنّ “الرفع والخفض” بأسعار البنزين أصبح وفقًا لـ “معادلة سياسية” مرتبطة بخوف الحكومة من ردة فعل الشارع الأردني الأمر الذي دفعها لتثبيت الأسعار لفترة من الزمن وتخفيض أسعار الديزل والكاز، ومن ثم جاء رفع أسعار البنزين بشكل أكبر لتعويض ما خسرته الحكومة.
وطالب الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي في مداخلة له على برنامج استوديو اليرموك الحكومة بوقف الضريبة المقطوعة على البنزين التي تحمّل المواطن ضعف السعر الحقيقي، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة محاسبة كل من أوصلوا قطاع الطاقة في البلاد إلى هذه الحالة البائسة من الترهل وسوء الإدارة والفساد.
(البوصلة)
