البكتيريا الصديقة

البكتيريا الصديقة

نشرة “فاعتبروا 57”

الدكتور عبدالحميد القضاة

البكتيريا الصديقة

          البكتيريا الحميدة في القناة الهضمية لها فوائد صحية عظيمة، ولذلك لابد من العناية بهذه البكتيريا الصديقة، وقد أُصطُلح على تسمية كبسولات فيها مليارات من انواع  البكتيريا الصديقة التي تُساعد على استيطان القناة الهضمية بالأنواع الصحيحة من البكتيريا ب”البروبيوتيك” وهذه الكبسولات تُباع في الصيدليات، وعندما تتعاون بكتيريا هذه المكملات مع البكتيريا الطبيعية الموجودة بالأمعاء يُصبح أدائهما كعضو كامل في الجسم .

          عند تناولك مضادات حيوية قوية المفعول، ربما يؤدي إلى إختلال بالتوازن البيئي الطبيعي لهذه الجراثيم في الأمعاء، لأنه يقتل بعضها دون البعض الأخر في القولون، فالبكتيريا المتبقية  تتمدد وتتكاثر بدرجة كبيرة وغير طبيعية، بسبب غياب منافسيها الذين قتلهم المضاد.

          عندها ستشعر بعدم الإرتياح لأن معارك شديدة تحدث في أمعائك بين انواع البكتريا المتبقية، فتظهر الغازات وأصوت القصف على قدم وساق، وتبقى هكذا لفترة من الزمن، تطول أو تقصر تبعا لقوة جهازك المناعي، والجراثيم العنيدة هي التي تنتعش في مثل هذه الحالات، حيث تنمو وتتكاثر ولا تتأثر بالمضاد الحيوي، ولذلك زيادتها أحيانا تُسبب التهابات أو إسهالات.

          وعلى مبداء داوها بالتي كانت هي الداء،عولجت بإعطائها كبسولات عن طريق الفم مملوءة بمادة الجراثيم الطبيعية المأخوذ من براز أحد الأصحاء، محتويات هذه الكبسولات تُعيد ترتيب توازن الجراثيم في بيئة الأمعاء إلى وضعها الطبيعي، لتُصبح غير مؤذية لحاملها، ويتوقف الإسهال والمعاناة، والأمال تتزايد لتجنيد هذه الجراثيم في معالجة السرطان، فهل يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن متبرعٍ بالبراز الصحي بدلا من التبرع  بالدم؟!.

                                          الكمامةُ شرطٌ قديمٌ

          قانون أندلسي إسلامي لحفظ الصحة يشترط الكمامةُ لدخول سوق  الخبازين، فمراقبة  المحتسب للطحانين والخبازين تنص على ما يلي: “ولا يعجن أحدُهم إلاّ وهو ملثمٌ لئلا يتطايرَ من فمهِ شيئٌ إذا عطس أو تكلم ، وأن يشدَ على جبينه عصابةٌ بيضاء كي لا يعرقَ فيقطرُ منه شيئٌ فوق العجين”، نشر ذلك المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال عام 1955م، حضارة اسلامية عريقة ،”وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

                                      ترقبٌ وانتظارٌ

          بالقبرِ سنبقى في حالةِ ترقبٍ وانتظارٍ لنوافذ الحسناتٍ الجاريةٍ، صدقةٌ جاريةٌ أوعلمٌ يُنتفعُ به أو ولدٌ صالحٌ يدعو لك، سيتشوق قلبكَ لأيّ حسنةٍ تأتي من الدنيا، لكي يزيدَ نعيمكَ، وترتفع درجتك، ويرضى عنك العزيز الجبار،  فكم نافذةً جهزت؟، ادرك نفسك قبل فوات الآوان، وتعضُ اصابع الندم، ولات حين مندم .

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: