التطبيع الأكاديمي والثقافي عنوان الاحتلال للولوج إلى عقل الشباب الأردني

التطبيع الأكاديمي والثقافي عنوان الاحتلال للولوج إلى عقل الشباب الأردني

عمان – خاص – البوصلة

يسعى المشروع الصهيوني لإضعاف روح الإنتماء لدى الجيل الناشئ  من الشباب العرب، وخاصة الفلسطينيين منهم، ويراهن الصهاينة على ذلك من خلال جملةٍ من الوسائل التطبيعية الأكاديمية التي تدفع الشباب العربي إلى الاعتراف ضمناً بوجود “دولة إسرائيل”، وليس أدل على ذلك من تلك المحاولات الصهيونية المتكررة لدخول الجامعات الأردنية، أو صفوف الطلبة في المدارس، عبر وسائل مختلفة تحمل طابعاً علمياً أو ثقافياً بعيداً عن الشكل السياسي المباشر، الأمر الذي يوفر لها مدخلاً للتأثير على بعض الشباب العربي.

طعنة في ظهر الفلسطينيين

الخطوة الأخيرة التي قام بها طلبة الجامعة الأردنية بإنسحابهم من مؤتمر للمنح الدراسية، تبين لاحقاً أنه يحمل شكلاً من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، يمثل صورةً حقيقية من صور المساعي الصهيونية للدخول إلى عمق الشباب الأردني، في محاولات متكررة لا تعرف الكلل أو الملل.

وبحسب الطالب عبد الله البيك – مسؤول إئتلاف “همة وطن” الطلابية، الذي تحدث لـ “البوصلة”، فإن إيمان الطلبة  بـ”رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني”، هو الذي دفعهم للقيام بهذه الخطوة.

واعتبر البيك أن “التطبيع مع الاحتلال الصهيوني طعنةً في ظهر الشعب الفلسطيني، وهو ما لن نقوم به على الإطلاق”.

وفي ذات السياق، ألغت الجامعة الهاشمية، زيارة كان من المفترض أن يقوم بها وفد من جامعة بن زايد للذكاء الاصطناعي الذي يقدم منحاً للطلبة بالتعاون مع الجامعة العبرية في القدس المحتلة، ومركز أبحاث وايزمان الإسرائيلي.

كي الوعي العربي

وبحسب مراقبين، فإن كافة الممارسات الصهيونية التطبيعية تأتي في ظل حالةٍ من سبات بعض الحكومات العربية أو تواطؤها مع الأمر، في حين بات مطلوباً من الشباب العربي أن يعطي خطورة تلك الممارسات الصهيونية، والتي تستهدف كي الوعي العربي لدى الجيل الجديد من الشباب.

سيما وأن الاحتلال يعتبر التطبيع الثقافي والأكاديمي واحداً من أهم مداخل التطبيع التي تشمل الاعتراف العربي بالهوية الصهيونية من خلال الفن والمبادرات الثقافية والرياضية، كمشاركة طلبةٍ أردنيين في مبادرة “بذور السلام”، والتي هدفت لجمع الأجيال الجديدة في المجتمعات المنقسمة بسبب النزاعات، وهي المبادرة التي خدمت المشروع الصهيوني، إذ إنها تفترض مسبقاً أن المحتل ومن احتُلت أرضه طرفان متساويان في “النزاع”، وأن كلاهما له وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ، ولذلك فإن السلام يتحقق عندما يستمع كل طرف للآخر.

بنود معاهدة وادي عربة

معاهدة وادي عربة للسلام التي وقعت في العام 1994، بين الأردن والكيان الصهيوني، نصت المادة العاشرة منها على ضرورة إقامة تبادل ثقافي وعلمي بين الأردن وإسرائيل. أمّا المادة 11 التي تضمنتها، فقد نصت على “الامتناع عن القيام ببث الدعايات المعادية، القائمة على التعصب والتمييز” و”أن يمتنع (الطرفان) عن مثل هذه الإشارات أو التعبيرات في كافة المطبوعات الحكومية”.

لجان نقابية تحذر

ونتيجة لذلك كله فقد بدأت عدد من اللجان الأهلية، أو تلك المنبثقة عن النقابات المهنية، كلجنة حماية ومقاومة التطبيع النقابية، بمتابعة ورصد كافة المحاولات الصهيونية للترويج للتطبيع الثقافي أو الأكاديمي على الأراضي الأردنية، مؤكدةً أن السماح بمشاركة الشباب الأردنيين في مثل هذه البرامج يتركهم عرضة للتأثيرات الصهيونية الخطيرة حيث يتلقون محاضرات يقدمها خبراء صهاينة ليس في مجال الدراسة، وإنما فيما يتعلق بالتاريخ والجغرافية والعلاقات الاجتماعية وعلاقات الدول، فتظهر أن إسرائيل دولة غير معتدية، وإنما دولة معتدى عليها عكس الواقع.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: