التونسيون يرفضون “برلماناً بلا صلاحيات”

التونسيون يرفضون “برلماناً بلا صلاحيات”

البوصلة – ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن التونسيين أعلنوا رفضهم لـ”برلمان بلا صلاحيات”، في الانتخابات العامة التي جرت أمس، حيث بلغت نسبة المشاركة حوالي 8,8%، بينما وصفت المعارضة العملية الديموقراطية بـ”المهزلة”.

وكان التونسيون قد ذهبوا إلى صناديق الاقتراع صباح أمس لانتخاب برلمان جديد. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن تونس كانت الدولة الوحيدة التي خرجت من احتجاجات ما يسمى بـ”الربيع العربي” بحكومة ديموقراطية، إلا أن هناك مخاوف من أن “تقضي انتخابات أمس على الديموقراطية وتعزز عودة حكم الرجل القوي”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يصادق الرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي أطاح بالحكومة في يوليو من العام الماضي وأجرى منذ ذلك الحين إجراءات استثنائية شملت تعديلات دستورية، على هيئة تشريعية جديدة تشهد القليل من الصلاحيات مع أحزاب سياسية ضعيفة.

ودعا سعيد الشعب التونسي للتصويت “بقلوبكم وضميركم لاستعادة حقوقكم المشروعة في العدالة والحرية”، كما حذر من دعم “أولئك الذين أساءوا استخدام السلطة واستنزفوا موارد البلاد القيمة بعد رشوة الناس لانتخابهم بموجب قانون الانتخابات القديم”.

ونقلت “الغارديان” عن ممثلي المعارضة والأحزاب السياسية الرئيسية قولهم إن أحزابهم قاطعت التصويت، الذين وصفوه بأنه “غير ديموقراطي”. وأضافوا أن الانتخابات، التي تجري في ظل أزمة اقتصادية تغذي الفقر، ترقى إلى “مهزلة حقيقية”.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن هاميش كينير، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قوله: “تونس هي آخر قطعة دومينو تسقط في المنطقة. لكن بالنظر إلى الأمام، لا يوجد شيء حتمي.”

وأضاف كينير، في حديثه مع الصحيفة: “قد يكون سعيد هو المهيمن الآن، لكنه قد يواجه معارضة محلية شديدة لخططه لإدخال إصلاحات اقتصادية هيكلية. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن أولئك الذين يدعمون الرئيس التونسي ينجذبون إلى اليقين الذي يقدمه.”

بدوره، قال الأستاذ صفوان المصري، عميد “جامعة جورج-تاون في قطر”، للصحيفة: “ما جعل سعيد شعبيًا، وحصن سلطاته الرئاسية، هو أن التونسيين فقدوا صبرهم مع قادتهم المنتخبين، حيث شاهدوا تسع حكومات متعاقبة خلال 10 سنوات تصدر وعودًا كبيرة وتتعثر باستمرار، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.”

في غضون ذلك، قالت الصحيفة إنه بالنسبة للبعض، يعتبر القانون الانتخابي الجديد الذي يحكم التصويت ابتكارًا من شأنه أن يقضي على سلطة الأحزاب السياسية الفاسدة التي دمرت الاقتصاد التونسي، وقوضت العدالة، وجعلت تجربة البلاد الديموقراطية، التي استمرت 10 سنوات، مجرد سخرية.

وأضافت أنه بالنسبة للآخرين، فستكون العملية الانتخابية نابعة من بنات أفكار غير شرعية لرئيس له تطلعات استبدادية خاصة به. وتابعت: “قد يُنظر إلى ذلك على أنه تقديم مجموعة من البرلمانيين يُنظر إليهم على أنهم أكثر تمثيلاً لمقاطعاتهم من البرلمانات التونسية السابقة، أو أن البرلمان سيكون غرفة صغيرة ستفرض القليل من الضوابط على حكم سعيد الفردي.”

وأردفت الصحيفة: “قد تكون الخطوة التالية في خطة سعيد هي إزالة الفساد وإعادة تونس إلى الازدهار والأهداف الأصلية لثورة 2011، أو أنها المحطة التالية في طريق الخراب السياسي والاقتصادي الذي يلوح في الأفق.”

وحول مقاطعة التصويت، حذر بعض المحللين، وفقاً للصحيفة، من أن ترك الانتخابات يخاطر بالتنازل عن الميدان بأكمله لأنصار سعيد، ومن بينهم العديد من المرشحين.

ورأت الصحيفة أنه من المتوقع أن يكون البرلمان الجديد منقسماً وفوضويًا وغير منتج، كما أنه لن يقدم سوى القليل من الضوابط على سلطة الرئيس.

وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: