الجرمي لـ “البوصلة”: الشرع لا يمنع الترحم على المظلوم مهما كان دينه

الجرمي لـ “البوصلة”: الشرع لا يمنع الترحم على المظلوم مهما كان دينه

أكد أن لفطة الشهيد تطلق شرعًا وتطلق لغويًا وعُرفًا

عمّان – البوصلة

قال أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ دين الإسلام هو دين الرحمة، لافتًا إلى أننا لو أردنا نضع عنوانًا لديننا لقلنا بكل وضوحٍ إنّه (دين الرحمة)، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم)، ورحمة الله وسعت كل الخلائق، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ الشرع الحنيف لا يمنع الترحم على الإنسان المظلوم أيًا كان دينه.

وأشار الجرمي إلى أنّ ديننا دين اللطافة ودين المجاملة، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم خلافه مع اليهود والنصاري لم يكن يمنعه من أن يكرمهم، مذكرًا بحادثة إكرامه عليه السلام لليهودي حين كان يذبح أضاحي العيد ويبدأ بالعطاء لهذا الجار.

وفرق بين أمرين بالقول: إن هناك التعامل الإنساني والتعامل الشرعي، مشددًا على أنّ التعاطف والتضامن مع أي مقهور أو أي مظلوم فالدين معه، ولذلك يقول الله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء)، (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا)، فمن رحمته سبحانه وتعالى يعيش الناس جميعًا.

وشدد الجرمي على أنّ “من هذا الباب الترحم على الإنسان المظلوم مهما كان دينه لا يمنعه الشرع، وكثير من فقهاء الإسلام فرقوا بين طلب المغفرة وبين الرحمة الإنسانية”.

ولفت إلى أنه “كان سيدنا عبدالله ابن عباس يستدل على الترحم على الكافرين بقوله: ورحمتي وسعت كل شيء)، ويقول: أليس بالرحمة يعطيهم ويرزقهم ويسقيهم، فهذا تصرفٌ إنساني”.

ووجه رسالته لأصحاب الجدل في هذا السياق، قائلا: “يا إخوتي لا نحمّل الأمور ما لا تحتمل، الشهيد في الشرع: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا”، منوهًا إلى أن “الشهيد في واقعنا والعرف السياسي: من وقف مواقف الدفاع عن حياض الوطن وحياض العلم وحياض الفنّ أو الأدب، فنقول: شهيد الأدب، الخ، هذا شهيد بالإطلاق اللغوي العرفي”.

فهل نقول إن الصحفية شهيدة؟، نعم نقول هي شهيدة، ونرجو لها الرحمة بأن يجبرها الله تعالى، لكن أكثر من ذلك لا يتطور بنا الفهم.

وتابع الجرمي حديثه: “أكثر من ذلك نتلوا قول نبي الله إبراهيم محطم الأصنام: يقول رب إنهنّ أضللن كثيرًا من الناس فمن تبعني فإنّه منّي، ومن عصاني فإنّك غفور رحيم”، فهذا موضوعٌ لله ولا يجوز أن يتجاوز الإنسان ما كان لله فيضعه لنفسه، فالجنّة والناس من الله، ونحن لسنا إلا بشر نتعاطف إنسانيًا مع بعضنا البعض وكلٌ له دينه (لكم دينكم ولي دين)”.

وحذر من أن “المسألة لا تحتمل أكثر من ذلك، ونفرق بين الأمر الشرعي، فحتى لو أنّ مسلما قاتل في الميدان لا يجوز أن نحكم عليه أنّه من شهداء الآخرة، فهذا الأمر لم يطلع على نيته وقلبه إلا الله”.

وختم الجرم حديثه بالقول: “دعونا من هذا الأمر فالمطلع على قلوب البشر هو الله، وليس لنا بإطلاقات لغوية عرفية إلا دلالاتها في سياق مجاملاتنا لبعضنا البعض”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: