الجرمي لـ “البوصلة”: لا بدّ من دعمٍ نفسيٍ وإيمانيٍ وماديٍ للمتضررين في اللويبدة

الجرمي لـ “البوصلة”: لا بدّ من دعمٍ نفسيٍ وإيمانيٍ وماديٍ للمتضررين في اللويبدة

عمّان – البوصلة

قدم أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي، في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” عزاءه الحارّ لأهالي الشهداء في حادثة انهيار عمارة اللويبدة، داعيًا الله عز وجلّ أن يربط على قلوبهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يشفي المصابين والمتضررين منهم ويعوضهم خيرًا.

وقال الجرمي: “هنيئًا للشهداء، وهنيئًا لمن قاموا بالواجب من رجال الأمن والدفاع المدني، وهنيئًا لشعبنا الذي وقف وقفة واحدة، وهنيئًا لأهالي أولئك الشهداء والمصابين، فالصبر الصبر فإنّكم على خيرٍ عظيمٍ إن شاء الله”.

وأشاد بمشهد التضامن والعون والمساعدة الذي قدمه شعبنا الطيب لأهالي حادثة اللويبدة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة أننا  بحاجة لمبادرات عملية، فكل من يستطيع أن يقدم لهم دعمًا ماديًا أو لوجستيًا أو دعمًا نفسيًا وإيمانيًا، فالحكومة عليها الواجب الأكبر ثمّ الشعب الطيب الذي لا يقصر، وكلنا هذا واجبنا، كما قال الله سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)(سورة الفرقان)، فهل ننجح في هذا الاختبار، وهذا هو المأمول والمرجوّ منا جميعاً.

نؤمن بالقدر ولكن نحاسب المقصرين

وقدم الجرمي لفتاتٍ إيمانية لمن نجا من هذه المصيبة، بأنّ الإيمان بالله عزّ وجل وبملائكته ورسله واليوم الآخر وليس ذلك فحسب بل والإيمان بالقدر خيره وشره، باعتباره “منتهى الإيمان”.

وتابع: “ليس منه أن تؤمن فقط بالقدر الخير ولا تؤمن بالقدر الشر، لأنّ الله تعالى قدّر بحكمة بالغة ونُصّر على “كلمة بحكمة بالغة” ما سيحدث فوق الأرض ولكن ما هي الحكم، فشيءٌ قد يبدو لنا وأشياء قد تخفى علينا”، قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (سورة الحديد).

د. إبراهيم الجرمي: إن كان هناك تقصير يجب أن نعود ونحاسب أنفسنا ولا نعتذر بالقدر

وأضاف الجرمي: إذن كل شيء مقدرٌ ومكتوب، لكننا نجهل ما كتب لنا، فلا نملك إلا أن نأخذ بالأسباب فيما نقدر، وفيما نملك، وبعدها إذا فاجأتنا أسباب الحياة بما يكره الإنسان، فنقول لله قدرٌ في ذلك.

وقال: هنا يقف المؤمن بعد وقوع القدر الذي لا يحبه موقف الرضا وموقف الأدب وموقف الطمأنينة، كما حصل في مشهد قتل ذلك الغلام (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا(74) (سورة الكهف)، فهذا مشهدٌ فظيع أن يُقتل غلام صغير لم يبلغ الحلم، فالعقول تنكر، وأنكر موسى، وعندما وُضّح له الأمر أن هنالك حكمة بالغة (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) (سورة الكهف).

ولفت إلى أنّ هذه المشاهد تدلنا على أن كل ما يحصل فوق هذه الأرض له حكمة بالغة، قليلاً ما نعلم وكثيرًا ما نجهل، فليس إلا التسليم والرضا.

واستدرك الجرمي بالقول: لكن هنا لا بدّ من أمرٍ مهمٍ إن كان هناك تقصير أن نعود ونحاسب أنفسنا، لأننا يجب أن نؤمن بالقدر، لا أن نعتذر بالقدر، وهنا فرقٌ كبيرٌ، فأن نؤمن بالقدر ولا خطأ بدر منا، وبين الاعتذار بالقدر وقد أخطأنا.

وضرب على ذلك مثالاً بالقول: الطالب الكسول الذي لم يجد ولم يجتهد ويرسب، ليس له أن يقول قدّر الله، ولكن نقول: أنت قصّرت فقدر الله عليك الفشل، لكن لو كان هناك طالبٌ اجتهد ثم حصل معه حادث ولم يستطع تقديم الاختبار نقول في شيء، فالاعتذار لا يجوز، كما قال الشاعر: فعاجز الرأي مضياعٌ لفرصته، إن فاته شيءٌ عاتب القدرا.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: