الحرب الروسية على أوكرانيا تلقي بظلالها على موسم جوائز نوبل

الحرب الروسية على أوكرانيا تلقي بظلالها على موسم جوائز نوبل

ميداليات نوبل.

ينطلق موسم جوائز نوبل اعتبارا من الاثنين المقبل لتكريم “دعاة سلام وفاعلي خير للبشرية” على وقع معارك محتدمة في أوروبا مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.

ولم يحصل قط منذ الحرب العالمية الثانية أن وقع نزاع بين دول بهذا القرب من ستوكهولم وأوسلو، العاصمتين الهادئتين اللتين تمنح فيهما جوائز نوبل للطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام منذ أكثر من 120 عاما، وكذلك أحدث جائزة وهي الاقتصاد.

إضافة إلى جائزة نوبل للسلام التي تشكل ذروة أسبوع إعلان الفائزين بالجوائز، وتمنح في السابع من الشهر الجاري، وسيكون لها وقع خاص هذا العام، بحسب خبراء متخصصين في هذا الحدث.

مؤسسات مرشحة

ورجح المتخصص في القضايا الدولية بيتر والانستين لفرانس برس أن تذهب الجائزة “لدعم المؤسسات التي تجمع معلومات عن جرائم الحرب”.

وهي توقعات قد تكون تصب في اتجاه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أو موقع التحقيقات الاستقصائية “بيلينغكات” (bellingcat).

ورغم إغلاق باب الترشيحات -التي وصلت إلى 343 ترشيحا هذا العام- يوم 31 يناير/كانون الثاني السابق، أي قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي، فإنه يسمح أيضا للأعضاء الخمسة في لجنة نوبل وضع أسماء على الطاولة خلال أول اجتماع لهم عقد نهاية فبراير/شباط الماضي.

وأضاف والانستين “يعتقد البعض أن عدم منح الجائزة على الإطلاق سيكون أقوى رسالة عن وضع الشؤون الدولية”.

ويمكن للجنة نوبل النروجية، وهي هيئة تحكيم جائزة السلام، أن تترك المربع فارغا إذا ارتأت أن لا أحد يستحق الجائزة كما فعلت آخر مرة قبل 50 عاما.

معارضون روس

وسيكون المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي سجن فور عودته إلى روسيا، أو المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، شخصيتين محتملتين للفوز بالجائزة، تعبيرا عن مناهضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومنحت الجائزة العام الماضي إلى أحد ألد أعداء الرئيس الروسي، وهو الصحافي ديمتري موراتوف مناصفة مع الصحافية الفلبينية ماريا ريسا تكريسا لحرية الصحافة.

ومن المرشحين أيضا هذا العام منظمة “الشفافية الدولية” التي تكافح الفساد، والناشطة السويدية في سبيل المناخ غريتا تونبرغ، وشخصيات أخرى تعنى بالبيئة مثل السودانية نسرين الصائم والغاني شيبيز إيزيكييل أو عالم الطبيعة البريطاني ديفيد أتينبورو.

بدوره يؤكد دان سميث مدير المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم أنه “إذا كانت هناك أزمة أمنية عالمية مع أوكرانيا وكذلك مع تايوان.. فقد يكون الوقت حان للجنة إلى الانتقال للأزمة البيئية”.

نوبل للآداب ونقادها

أما جائزة الآداب فقد تنقل أيضا رسالة مناهضة للكرملين، وقد تستفيد الروسية ولودميلا أوليتسكايا (ولدت 1943) التي تداول اسمها كثيرا في السنوات الماضية في هذا الإطار، بحسب نقاد تحدثوا إلى فرانس برس.

أما الأميركية جوان ديديون والبريطانية هيلاري مانتل والإسباني خافيير مارياس، الذين طرحت أسماؤهم لفترة طويلة، فقد توفوا هذه السنة ولن يتمكنوا من خلافة البريطاني من أصل تنزاني عبد الرزاق جورنا الذي فاز السنة الماضية.

وبعدما فاز كاتبان غير معروفيْن كثيرا لعامة الناس، هل ستمضي الأكاديمية السويدية في هذا النهج أو ستكرس أسماء معروفة أكثر؟

وبكثرة يجري تداول أسماء الأميركية جويس كارول أوتس، والياباني هاروكي موراكامي، والفرنسيان ميشيل ويلبيك وآني إرنو.

وقال الناقد في صحيفة “داغينس نيهتر” السويدية يوناس ثينتي إنه “من الصعب أكثر من أي وقت مضى التخمين حين نرى أن السنة الماضية لم يفكر أحد باستثناء أعضاء الأكاديمية بغورنا”.

وأشار -على غرار كثيرين- إلى المجري لازلو كراسناوركاي والأميركيين توماس بينشون ودون دي ليلو، أو حتى الكاتب المسرحي النرويجي جون فوسه.

ويرى الأكاديمي الأميركي بروتون فيلدمان في كتابه النقدي “جائزة نوبل.. تاريخ العبقرية والجدال والحظوة”، أن “الجائزة تُرى على نطاق واسع بوصفها جائزة سياسية، أي جائزة نوبل للسلام متنكرة في قناع أدبي”.

وكان السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية هوراس إنغدل أعلن عام 2009 أن “أوروبا لا تزال مركز العالم الأدبي”، وأن “الولايات المتحدة معزولة للغاية ولا تترجم بشكل كاف ولا تشارك حقا في الحوار الكبير للأدب”.

وفي هذا السياق، شكك الروائي والأكاديمي البريطاني تيم باركس في أن يكون أعضاء اللجنة السويديون في الغالب قادرين على تذوق الشعر الإندونيسي مثلا أو الأدب الأفريقي، منتقدا في مقال سابق أن يكون أعضاء الأكاديمية قادرين على تحديد أعظم الروائيين والشعراء على الساحة الدولية، ومشيرا إلى انحيازهم للثقافة الإسكندنافية، حيث فاز 16 أديبا من أصول إسكندنافية بالجائزة العالمية من أصل 113 منذ إطلاقها وحتى عام 2016.

وينظر فيلدمان وباركس وغيرهما من نقاد الجائزة إلى تاريخ طويل مما يعتبرونها انحيازات سياسية وغير أدبية للجائزة العالمية.

فمن عام 1901 إلى 1912 قيّمت اللجنة السويدية برئاسة كارل دافيد أف ورسين الجودة الأدبية للأعمال بالنظر إلى إسهامها في نضال الإنسانية “نحو المثل الأعلى”، ومع ذلك لم يُمنح أدباء كبار مثل الروائي الروسي ليو تولستوي، والمسرحي النرويجي المثير للجدل هنريك إبسن، والروائي الأميركي الساخر مارك توين، الجائزة التي منحت في المقابل لأدباء ليسوا معروفين في عالمنا اليوم.

تقويم نوبل

وكما في كل عام، يفتتح الموسم بالجوائز العلمية: الطب الاثنين المقبل، والفيزياء الثلاثاء، والكيمياء الأربعاء القادم.

ثم جائزة الآداب الخميس، والسلام الجمعة المقبلة، ويختتم موسم جوائز نوبل بأحدث جائزة وهي الاقتصاد الوحيدة التي لم يؤسسها العالم السويدي الشهير ألفرد نوبل (1833-1896) في العاشر من الشهر الجاري.

يجري الحديث عن أن علاجات سرطان الثدي والتقدم في الفحوص السابقة للولادة أو حتى لقاحات الحمض النووي الريبي، تتنافس للحصول على جائزة الطب.

وتعتبر الاستخدامات الثورية للضوء في مجال الفيزياء أو رواد الكيمياء “المتعامدة الحيوية” في وضع جيد للحصول على الجوائز العلمية الأخرى.

وتسلم جوائز نوبل خلال حفل في ستوكهولم وأوسلو في العاشر من الشهر الجاري.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: