أ. إبراهيم أبو عرقوب
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الحرب النفسية في معركة الكرامة

أ. إبراهيم أبو عرقوب
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

حدثت معركة الكرامة يوم الخميس الموافق 21-3-1968 بعد تسعة أشهر من هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران 1967م على يد القوات الصهيونية في الجبهات الاردنية والسورية والمصرية.

أطراف الصراع: وقعت المعركة بين قوات العدو الصهيوني الغازية من جهة بقيادة مجرم الحرب موشيه ديان الذي قاد المعركة من مستشفى تل هشومر حيث كان يرقد للعلاج والقوات المسلحة الاردنية والفدائيون الفلسطينيون(فتح) من جهة اخرى من الساعة الخامسة والنصف صباحا وحتى الخامسة والنصف مساء. 
قوات العدو:تتكون قوات العدو البرية والجوية من الآتي:

– اللواء المدرع السابع وهو من اقدم واقدر اليوية الدروع الصهيونية:

– لواء الدروع 60

– لواء المشاة 80 الالي

– لواء المظلين 35

– خمس كتائب مدفعية ميدان وثقيلة (105 هاوزر، 155 ملم)

– أربعة اسراب مقاتلة ميراج ومستير وطاءرات هليوكبتر تستطيع نقل كتيبتين.

مجريات المعركة:

في الساعة السادسة والنصف صباحا دخلت أول دبابة صهيونية الى الأراضي الأردنية، واشتركت في المعركة جميع أنواع الأسلحة من دبابات ومصفحات ومجنزرات ومدافع وسلاح أبيض وقوات محمولة بطائرات الهيلوكبتر وطائرات إسرائيلية مقاتلة، وامتدت الجبهة على طول (50) ميلا من شمال وجنوب البحر الميت في غور الصافي إلى بلدة الكرامة وجوارها. 

وكان محور الهجوم الصهيوني جسر الملك حسين ولكن الهدف الرئيسي هو بلدة الكرامة ومخيم الكرامة حيث قاعدة منظمة فتح وأشرف على سير المعركة مجرم الحرب ليفي إشكول رئيس الوزراء الصهيوني من موقع قريب من نهر الأردن.

أما بالنسبة للحرب النفسية الصهيونية فقد بدأت قبل المعركة وسارت معها كرديف للقوة الصهيونية البرية والجوية المهاجمة واستمرت بعدها.

الحرب النفسية:

الحرب النفسية هي استخدام الكلمة المنطوقة والمكتوبة والرموز والصور للتاثير على معلومات واتجاهات وسلوك الاخرين لصالح رجل الدعاية. وسميت بالنفسية لانها تتوجه الى الجانب النفسي في شخصية الانسان ومن ثم الى الجانب العقلي من اجل كسب القلوب والعقول وبالتالي السيطرة على المدنيين والعسكريين. وتستخدم الحرب النفسية قبل المعركة واثناءها وتبقى بعدها.

ا- الحرب النفسية الصهيونية قبل المعركة:

لقد مهدت قوات العدو الصهيوني للعدوان على الأردن بسلسلة من التهديدات (حرب الاعصاب ) التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون خلال الأيام التي سبقت الهجوم منها:

(1) القيام بنشاط صهيوني غير عادي على طول خط وقف إطلاق النار على امتداد نهر الأردن، وكان هذا النشاط استفزازيا.

(2) دخول الطائرات الصهيونية الأجواء الأردنية وملاحقة طائرة مدنية تابعة لخطوط الشرق الأوسط قادمة من بيروت.

(3) جاء الهجوم بعد ثلاثة أيام من تحذير رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه موشيه ديان للملك حسين من أجل العمل على وقف العمليات الفدائية عبر الحدود الأردنية. فحشد القوات الصهيونية على طول الجبهة الأردنية هو عبارة عن عملية تمويه وخداع للقوات الأردنية للحيلولة دون معرفة الهدف الصهيوني المحدد.

2- الحرب النفسية أثناء المعركة:

لقد استخدمت القوات الصهيونية الحرب النفسية قبل المعركة واثناءه وبعدها كسلاح ثالث من اسلحة المعركة بالاضافة الى سلاح الدروع والطيران.

ومن اهم اشكال الحرب النفسية المستخدمة: الدعاية التكتيكية: وهي الدعاية الموجهة إلى جمهور معين من مدنيين وعسكريين وتخطط وتنفذ لدعم عملية عسكرية محلية يتم إنجازها في غضون ساعات أو يوم على الأكثر.

فالدعاية الصهيونية في معركة الكرامة خططت لتدعم الهجوم الصهيوني على بلدة الكرامة لساعات محددة فقط وكانت أهدافها على النحو التالي:

(1) منع المدنيين من التدخل في سير العمليات العسكرية الصهيونية الذي من شأنه أن يعرقل تقدم القوات الصهيونية إلى أهدافها بيسر وسرعة.

(2) تسهيل احتلال المناطق المدنية عن طريق إعطاء تعليمات للمدنيين والعسكريين بالاستسلام.

(3) تعاون المدنيين الأردنيين مع القوات الصهيونية الغازية.

(4) المساعدة في حماية مؤخرة الجيش الصهيوني الذي توغل في الأراضي الأردنية لأكثر من سبع كيلومترات.

(5) تهبيط معنويات المدنيين والعسكريين.

(6) إرباك المدنيين والعسكريين والفدائيين وتفتيت صفهم.

(7) اثارة النعرات الاقليمية بين الفلسطينيين والاردنيين كدعاية تفريقية من اجل خلخلة وحدة الصف وبالتالي كسب المعركة

(8) إثارة الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي ضد الفدائيين الفلسطينيين بشكل خاص والاردن بشكل عام كملاذ آمن للمخربين الفلسطينيين.

3- اشكال الحرب النفسية الصهيونية في المعركة:

كثيرا ما استخدمت قوات العدو الصهيوني في حروبها ضد العرب الحرب النفسية بكافة أشكالها وصورها المختلفة بهدف النيل من صمود وثبات أبناء هذه الأمة وزعزعة كيانها، وإيمانا منا بأهمية التعرف على بعض تلك الأساليب المكشوفة واستخداماتها رأينا أن نعرض على الأخوة القراء نموذج لنداء اذاعي وآخر لمنشور رمى به العدو على أرض الكرامة صبيحة هجومه الغادر على الاراضي الاردنية. 

لقد قامت طائرات نقل صهيونية بإلقاء منشورات من على ارتفاع منخفض على الأهداف المحددة في منطقة غور الصافي والكرامة في الساعة السادسة والنصف صباحا، أي قبل تقدم القوات الصهيونية إلى أهدافها وبعد أن اجتازت أول دبابة صهيونية نهر الأردن شرقافي الساعة السادسة والنصف صباحا.

ودعت هذه المنشورات اضافة الى النداءات الاذاعية ومكبرات الصوت السكان المدنيين في ساحة المعركة، وخاصة منطقة الكرامة وهضابها إلى الابتعاد عن تجمعات القوات الصهيونية وإلقاء أسلحتهم خارج منازلهم وملازمة منازلهم والالتزام بالهدوء والسكينة والتعاون مع القوات الصهيونية المتقدمة والعمل على تنفيذ جميع تعليمات جيش الدفاع الإسرائيلي التالية واللاحقة ومواصلة تلقي المعلومات من الجيش الصهيوني تباعا.

نموذج منشور إسرائيلي في معركة الكرامة
1- نص المنشور – النداء الاذاعي – الذي ألقي في معركة الكرامة بتاريخ 21/3/1968 
يا سكان المنطقة عليكم أن تتعاونوا مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، ليس لنا ضدكم أي شيء ولا نتعرض لأي شخص لا يتعرض لنا وحتى لا يصيبكم أي مكروه يجب عليكم أن تنفذوا بدقة جميع التعليمات التالية:
أولا: ادخلوا فورا إلى داخل بيوتكم.
ثانيا: على الذين بحوزتهم سلاح أن يضعوه خارج بيوتهم.
ثالثا: أغلقوا أبواب ونوافذ بيوتكم.
رابعا: اجلسوا بهدوء في بيوتكم وانتظروا حتى تتلقوا تعليمات أخرى من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي.
خامسا: عندما تقدم لكم معلومات أخرى نفذوها بدقة. ولن يصيب أحدا منكم ومن أبناء عائلاتكم أي مكروه.
سادسا: كل من يطلق النار باتجاه جيش الدفاع الإسرائيلي يعرض حياته للخطر.
سابعا: تذكروا أن ليس لنا ضدكم أي شيء وحتى لا تصابوا بأذى نفذوا بدقة كل ما جاء في هذه التعليمات.
قيادة قوات
جيش الدفاع الإسرائيلي

2- نص المنشور الذي القي في معركة الكرامة بخط رجال الحرب النفسية الصهيونية الذين اشتركوا في التخطيط للمعركة وادارتها كدعاية تحريضية تدعوا الى زرع بذور العداء والكراهية بين السكان المدنيين والفدائيين الفلسطينيين والتخلص منهم:




الحرب النفسية بعد المعركة:

لقد اعتمدت الحرب النفسية الصهيونية على البنود الدعائية التالية لتبرير عدوانها الآثم والمبيت على الأراضي الأردنية من أجل كسب الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي:

(1) لقد خرقت الأردن اتفاقية الهدنة بسماحها للفدائيين الفلسطينيين باتخاذ قواعد لهم في الغور الأردني والقيام بعمليات عسكرية عبر النهر.

(2) لقد اضطرت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي للقيام بهذه العملية العسكرية للحيلولة دون شن موجة من “أعمال الإرهاب” التي يعد لها الفدائيون الفلسطينيون في المستقبل القريب.

(3) إن العملية العسكرية الصهيونية في منطقة الأغوار هي عملية انتقامية ضد قواعد الفدائيين الموجودة في منطقة الكرامة والتي استخدمت لشن (38) ثمانية وثلاثين هجوما قبل المعركة بشهر وأدت إلى قتل (9) تسعة صهاينة وجرح (50) خمسين آخرين.

خسائر العدو الصهيوني: 

لقد قال رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي في ذلك الوقت مجرم الحرب حاييم برليف في حديث له نشرته صحيفة هارتس الصهيونية:” ان عملية الكرامة فريدة من نوعها بسبب كثافة عدد الاصابات بين قواتنا والظواهر الاخرى التي اسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الاردنية على عدد من دباباتناو الياتنا”.

الخسائرالصهيونية في الارواح والمعدات:

– الارواح: 250 قتيلا و450 جريحا 

– المعدات: خسائر بقيت في ارض المعركة: 11 دبابة مدمرة

– 3 ناقلات جنود وسيارتان 3 طن و3 سيارات 

خسائر شاهدتها القوات الاردنية مصابة ومدمرة تمكن العدو من سحبها: 

27 دبابة من انواع مختلفة 18 ناقلة جنود من انواع مختلفة و24 سيارة جيب مختلفة،24 سيارة جيب مختلفة وسبع طائرات مقاتلة.

خاتمة:

لقد دبر الهجوم الصهيوني على الكرامة منذ أسبوع على الأقل من تنفيذه حيث بدأ المسؤولون العسكريون والسياسيون والإعلاميون بإعداد الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي لتقبل مثل هذا العدوان باستخدام الخداع والتمويه تارة والتلويح والتهديد باستخدام القوة تارة أخرى.. ولكن الحرب النفسية الصهيونية التي سبقت المعركة وسارت معها واستمرت بعدها لم تؤت ثمارها محليا وإقليميا وعالميا، فمحليا حاول الصهاينة إيهام شعبهم بأنهم قادرون على النيل من عدوهم وهزيمته كالمرات السابقة ولكن الجيش الأردني الباسل والفدائيون الفلسطينيون الاشاوس قلبوا موازينهم وردوا كيدهم إلى نحورهم فقهر جيش العدو الذي لا يقهر لاول مرة في تاريخ الصراع الصهيوني والعربي.

أما على المستوى الإقليمي فقد استطاعت القوات الأردنية رغم قلة عددها وعدتها وافتقارها إلى غطاء جوي من هزيمة (12) ألف جندي صهيوني شر هزيمة في معركة الكرامة.

أما على المستوى العالمي، فقد أدان العالم أجمع هذا العدوان المبيت وطالب الكيان الصهيوني بسحب قواته من الأراضي الأردنية فورا. فتحية إلى أبطال الكرامة قادة وافراد أحياء وشهداء والى ذويهم. لقد فشلت الحرب النفسية الصهيونية في تحقيق اهدافها فسبب المعنويات العالية للمقاتلين الاردنيين والفلسطينيين ووحدة الصف بينهما والضربات الموجعة للعدو بكل انواع الاسلحة بما فيها السلاح الابيض مما ادى الحاق الهزيمة النفسية اولا والعسكرية ثانيا بالعدو الغادر مما جعله يطلب وقفا لاطلاق النار في منتصف المعركة.

* أ. د. إبراهيم أبو عرقوب: أستاذ الإعلام في الجامعة الأردنية.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts