كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الحريات والحقوق.. في زمن العولمة

كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

الحريات والحقوق.. لطالما تشدق بها زعماء العالم الذين يمسكون الآن بزمامه، بل إنهم يشترطون تحقق هذه الحريات والحقوق ليعترفوا ويساعدوا الدول التي تعثرت بسبب غياب قياداتها الوطنية النظيفة، وتسلط عليها أنظمة دكتاتورية تسللت الى كراسي الحكم في غفلة من الشعوب المسترخية، التي ينقصها الكثير من الوعي والإرادة، والتي ما فتئت تبدي اعجابها بديمقراطية الغرب والحريات التي تتمتع بها شعوبه، متجاهلين أن هذه الحريات وتلك الحقوق مهرت بالدم والعرق وقامت على أكوام من الجثث والجماجم و وبرزت بعد ثورات وحروب، ولم يحصل عليها الناس مجانا، فحروب التحرير الأمريكية، والثورة الفرنسية، وحتى الحروب العالمية الأولى والثانية كلها قامت لارساء هذه الديمقراطيات والحقوق والعدالة الاجتماعية وتنظيف المجتمعات من الظلم والتسلط والفساد.

ولكن الغريب في الأمر، أن هذه المجتمعات الغربية لم ترد لنا أن نستفيد من تجربتها، بل وشجعت الأنظمة الفاسدة والحكومات الديكتاتورية في العالم الذي أطلقت عليه لقب الثالث أو النامي، ولم تمنحه خلاصة ما توصلت اليه و لأنها تخشى أن يتفوق عليها، وأن يضع حدا لمطامعها في ثروات هذه البلاد، خاصة أن عالمنا الإسلامي خاصة يمتلك تجربة ورصيدا في التفوق والقيادة والريادة حين تتوفر له الظروف المناسبة كما حدث في السابق، ولأجل ذلك ابتدعت ما سمي بالحرب على الإرهاب، والمقصود هو الحرب على الإسلام، لأنه الدين الذي يشكل فرقا بيننا وبينهم، وهم يعرفون أنه مصدر قوة المجتمعات الشرقية، وقد رأوا نماذجه في تجارب قائمة لم يتح لها الفرصة بتسلم زمام الامور و وان حصل فسرعان ما ينقض عليه الغرب وعملاؤه المزروعون بكثرة في عالمنا العربي والإسلامي، وتجارب مصر والسودان والجزائر وفلسطين عنا ببعيد، فقد شهدنا كيف تنقلب الدنيا على رموز هذا الدين حين يصلوا الى موقع القرار من خلال الانتخابات، وكيف يحركوا كل أدواتهم للقضاء عليه وبقسوة لا تعرف الرحمة، وتغيب عنها العدالة. لقد أنتجت معادلة العداء الشرس من قبل الغرب لهذا الدين ورموزه وحركاته الفاعلة، انتتجت طبقة من الوكلاء المحترفين في محاربته، سياسيين ومفكرين، وحتى رجال دين يلبسون العمائم والجلابيب، حتى يبرروا البطش، ويستخرجوا الفتاوى التي تمكن هؤلاء العملاء من القيام بدورهم، وكل المشاركين بالجريمة يتذرعون بالمصلحة الوطنية، وهي في حقيقتها مصالح شخصية لهؤلاء الزعماء الفاسدين، الذين تكبر أرصدتهم في بنوك الغرب، ويهيئون لهم فرصة التقاعد أو الحياة الآمنة بعد أن يفروا من شعوبهم في حال استطاعت التخلص منهم، واحيانا يتخلون عنهم كما فعلوا مع شاه ايران، وهكذا تمضي هذه القوى العالمية في مخططها الشرير ضاربة بعرض الحائط كل قيم العدالة والحرية والديمقراطية التي لا يسمحون بها الا لشعوبهم المتفوقة كما يزعمون، أما الأمم الأخرى فقد خلقت لخدمتهم وتلقي الأوامر منهم، وهي لا تستحق أن تتنتع بما يتمتع به الغرب ومن يدير الامور في العالم من قوى تتحكم في المال والاعلام وتمتلك القوة العسكرية والاقتصادية، وتبطش شرقا وغربا بلا حسيب ولا رقيب، دمروا أوطانا بحجة أنها تأوي مجرمين، واحتلوا ودمروا بلادا أخرى بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل و ليتبين أنها لم تكن كذلك، ولم تحظ باعتذار عن ملاينن القتلى والجرحى والمشردين في أصقاع الأرض، هذا عدا عن التمزق والخسائر المادية والمعنوية التي تعاني منها هذه الدول التي كانت دولا.

الحريات و الحقوق والديمقراطية والحياة الكريمة تصنعها الإرادة الوطنية الحرة، ولا يمكن استيرادها من الأعداء الماكرون، وهذه لا بد لها من ثمن، وأول خطواتها هو الوعي ثم التنظيم، ثم العمل والبذل والتضحية المبنية على الإيمان بالله ، لأننا أمة أعزها الله بهذا الدين، وبغيره لا أمل ولا نجاة ولا تقدم ولا حرية ولا عدالة، واذا قرر الشعب يوما أن يعيش بحرية وعدالة، واستعد لتحمل المسؤولية وتبعاتها، فلا بد أن يصل، يدفع الثمن، هذا لا بد منه، ولكن ثمن الحرية والكرامة يدفع مرة واحدة، بينما ثمن الاستخذاء والذل والقعود يدفع كل يوم وساعة وعلى مدار الزمن، أضعاف أضعاف ثمن الحرية والنهوض، والشعب بالخيار، إما أن يعيش ذليلا مستخذيا مطية لأعدائه، أو يعيش عزيزا كريما مهابا، وهذا أيضا بيده وهو خياره الأكرم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts