بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الحلَقَة الأضعف

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

   يواجه التعليم – ومنذ سنوات – تحديات كثيرة جداً، ومثيرة إلى حدٍّ ما،من أبرز تلك التحديات هو التراجع الواضح في مخرجات التعليم، هذا التراجع يبدو واضحاً بشكلٍ يومي من خلال العديد من السلوكيات التي نشاهدها في كثير من المواقع، سواءً كانت هذه المواقع مؤسسات تعليمية أو مؤسسات حكومية أو خاصة يتم مراجعتها من أجل إجراء معاملة معينة، وقد تعدّى ذلك إلى سلوكيات في الشوارع والأماكن العامة التي – للأسف الشديد – لا تشير إلى مستوى تعليمي وثقافي، بل على العكس، إنها تشير إلى تراجعٍ في كل من الثقافة والتعليم.

   لا أريد الخوض في هذه السلوكيات، فالجميع يرى وبسمع ويلمس أثر هذه السلوكيات على المجتمع بأكمله، ولعلَّ السبب الأبرز هو تراجع في المنظومة التربوية والتعليمية معاً، فنحنُ لا نطمح لأجيالٍ تستطيع القراءة والكتابة فقط، دون أن يكون لذلك أثراً واضحاً على سلوك الأفراد في جميع المواقع.

   لقد عانى التعليم خلال جائحة كورونا من تراجعٍ ملموس نتيجة غياب الطلبة ما يزيد عن عامٍ ونصف عن مقاعد الدراسة، الأمر الذي ساهم وبشكلٍ ملحوظ إلى نقصٍ واضحٍ في الدافعية للتعلُّم لدى كثيرٍ من أبنائنا الطلبة، ثمَّ عادت الأمور إلى مجراها في بداية هذا العام الدراسي، لكن لسوء الحظ لم تجري الرياح بما تشتهي السُّفن!! فقد تمَّ تقليص الفصل الأول خوفاً على صحة الطلبة، وبتقديري لقد كان هذا القرار حكيماً علماً بأن الأجواء لم تأتي كما كان متوقعاً في فصل الشتاء!

لقد غاب الطلبة عن مدارسهم، لكنهم لم يتغيبوا عن المحلات التجارية والشوارع!! لن أناقش ذلك الآن،ولكن ما إن تقرر عودة الطلبة لبداية الفصل الدراسي الثاني،تزامن ذلك مع إقرار بدء التوقيت الصيفي والذي رافقه منخفضات جوية متلاحقة صاحبها أجواء في غاية البرودة، الأمر الذي دفع بأصحاب القرار إلى تعطيل دوام يوم وتأجيل بدء الدوام في الصباح ليومين متتاليين، ولكن ما يستحق الوقوف عنده هو قرار تعطيل عدداً من المدارس الحكومية كونها مراكز إقتراع! ويبقى السؤال الأهم، ألا توجد صالات رياضية أو قاعات مؤتمرات، أو مراكز شبابية، أو قاعات في أندية معينة يمكنها أن تكون مراكز إقتراع؟ فلماذا تكون مدارسنا الحكومية هي الحلقة الأضعف ؟ ولماذا لا يقع الإختيار على قاعات في بعض الجامعات أو المدارس الخاصة – على سبيل الإستفسار -؟

    نحن في زمن تطورت فيه العديد من المواقع والمؤسسات، وأصبح لدينا العديد من القاعات والصالات التي يمكن أن يتم إستخدامها كمراكز إقتراع، أو تطعيم ، أو فحوصات دورية لفيروس معين! لذلك أتمنى على الجميع الرفق بمدارسنا وطلبتنا، وأن لا نفكر بهم على أنهم الحلقة الأضعف، لأنهم عماد المستقبل، ونحن لا نملك ترف الوقت في تعويض ما فاتهم من فاقدٍ تربويّ وتعليميّ!    

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts