الحوارات لـ”البوصلة”: “المدينة الذكية” قفزة حكومية في الهواء للهروب من فشلها

الحوارات لـ”البوصلة”: “المدينة الذكية” قفزة حكومية في الهواء للهروب من فشلها

عمّان – رائد صبيح

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ “المدينة الذكية” التي تتحدث عنها الحكومة ما هي إلا قفزة في الهواء وهروبٌ للأمام للتغطية على “الفشل الذريع” الذي وصلت إليه في حل مشاكل الأردنيين الحقيقية، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ هناك أولويات كثيرة يجب على الحكومة والدولة الالتفات لها وهي أهمّ من “الرجم بالغيب” الذي تطالعنا به اليوم على حد وصفه.

وأضاف الحوارات، أعتقد أنّ قصة “المدينة الذكية” محاولة للقفز للأمام بعد الفشل بتحقيق إنجازات على أرض الواقع للمواطنين، بحيث أن حياتهم تزداد صعوبةً يومًا بعد يوم، وتظهر بارتفاع الأسعار وارتفاع التضخم ونسب الفقر والبطالة.

“بالتالي لم يعد لدى الحكومة وفي يدها ما تستطيع أن تحققه للمواطن وبالتالي تعده بالغيب، وهو أمرٌ يتعلق بالمنافسة على البنى التحتية في المنطقة العربية ككل، عبر إنشاء مدن ذكية”، وفقًا لتعبيره.

أولويات أكثر أهمية

وتابع حديثه بالقول: أعتقد أنّ هناك أولوية أهم من ذلك بكثير، في تحقيق الأولويات التي وُعد الناس قبل القفز إلى المدن الذكية.

ولفت إلى أنّ “هذا يعبّر حقيقة عن الفشل في إدارة الملفات المطروحة بين يدي الحكومة وعدم مقدرتها على إنجازها، وتحقيق وعودها، وبالتالي هي تريد الذهاب أبعد من الواقع”.
وقال المحلل السياسي: “كل ذلك يشير إلى عدم وجود خطة حكومية استراتيجية مبنية على رؤية واضحة لماهية المستقبل وماذا سيكون عليه”.

د. منذر الحوارات: الحكومة تسعى لإيجاد إنجازات وهمية بعيدة عن الواقعية ولا يمكن اختبارها

وعبّر الحوارات عن أسفه أنه لا توجد مثل هذه الخطة، ولكن توجد إطارات نظرية، عمليًا غير قابلة للتحقيق، لأنه ماذا يريد المواطن، الذي يريد خبزه وكفافه وغذاءه ويريد وظيفة وأمن واستقرار، ويريد أن يعيش حياة كريمة مستقرة، في النهاية كل هذا بدأ يتزعزع حقيقة، ولا آمال قريبة بأنه سيتغير الواقع.

وأشار إلى أنّ “هذا يؤدي لمحاولة إيجاد إنجازات وهمية بعيدة عن الواقعية حتى الآن لم تختبر”، معللاً ما سبق بالقول: “لأنها بحاجة إلى رؤوس أموال ورؤية واضحة لماذا هذه المدينة الذكية؟ كما أنها تحتاج لثقة بمن يقوم بهذا العمل، وصيغة إدارية عقلانية يمكن أن تذهب بهذا الاتجاه”.

وخلص الحوارات إلى القول: “لا أعتقد أنّ من فشل في إدارة ملفات الفقر والبطالة وملفات كثيرة يستطيع أن ينجز مدينة ذكية خلال المرحة القادمة”، مؤكدًا على اعتقاده بأنّ “قصة المدينة الذكية قفزة في الهواء أو قفزة للأمام، في محاولة تجاوز المشاكل الراهنة التي عجزت الحكومة عن حلها حتى الآن”.

مدينة ذكية متكاملة

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة، فيصل الشبول، كشف عن توجه الحكومة لبناء مدينة ذكية متكاملة، وهي المدينة الإدارية الجديدة.

وأضاف الشبول، أن فكرة المدينة متولدة منذ العام 2017، وكانت مقترحة كعاصمة إدارية.

وأشار بحسب تصريحاتٍ صحفية إلى أن الحكومة الحالية أعادت إحياء فكرة المدينة الإدارية، بعد تجميدها سابقاً.

وبين أنه من المفترض أن تعلن خلال الفترة المقبلة، تفاصيل جديدة عن التطورات المتعلقة بإنشائها.

ولفت الشبول، إلى أن المدينة ستتوسط الأردن، وستكون قريبة من العاصمة عمّان، وستقام على أراضي الدولة، وليست الأراضي المملوكة للمواطنين.

وكشف أن المدينة ستكون قريبة من العاصمة عمان والزرقاء، لاستيعاب التزايد السكاني.

وكانت حكومة رئيس الوزراء الأسبق، هاني الملقي طرحت فكرة المدينة الادارية الجديدة في العام 2017، وحددت منطقة الماضونة شرق عمان مكانا لها، لكنّ هذا المشروع لم يرى النور ولم يخرج الأردنيون من “عنق الزجاجة” في الموعد الذي حدده الملقي.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: