الحوارات لـ “البوصلة”: عدم إعلان الحكومة الحداد على “ضحايا اللويبدة” أمرٌ مستهجن

الحوارات لـ “البوصلة”: عدم إعلان الحكومة الحداد على “ضحايا اللويبدة” أمرٌ مستهجن

عمّان – البوصلة

استهجن المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” عدم إعلان الحكومة حالة الحداد العام على أرواح الضحايا بحادثة انهيار عمارة اللويبدة، معبرًا عن أسفه بأن تكرر الحكومة هذا الخطأ مراراً في هذا الحادث وأخرى سابقة ولا ترتقي لمستوى وجع الأردنيين ومصابهم الجلل.

وقال الحوارات: لا أعلم ما هي المعايير التي تعتمدها الحكومة لإعلان حالة الحداد، ولكن أعتقد أنّ حالة الفاجعة الوطنية التي حصلت وبالذات أنها استطالت المعاناة والانتظار، وكل ذلك يستدعي من الدولة الأردنية موقفًا فيه إحساس بمشاعر الناس وصدمتهم، وهذا لم يحصل في هذه المرة ولا في المرات السابقة، لا في السلط ولا في العقبة ولا في غيرها، ولا حتى في حادثة البحر الميت.

وأضاف بالقول: لا توجد قاعدة في الدولة الأردنية ولدى الحكومات تفرض حالة الحداد الوطني، من أجل مواطنين توفاهم الله بسبب حادث كبير ألمّ بهم، وفي رأيي بكل دول العالم حينما تحصل هكذا فاجعات تفرض حالة الحزن في المجتمع إعلان حالة الحداد العام إكرامًا للنّاس على الأقل، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ إعلان الحداد يعني أن هذه الحكومة تقدر مشاعرهم وتقدر حالة الفاجعة التي ألمت بهم.

د. منذر الحوارات: كان يرضي كل الأردنيين ويشعرهم بالامتنان إعلان الحكومة حالة الحداد العام على أرواح ضحايا اللويبدة

واستدرك الحورات، ولكن أعتقد أنّ هذه الرسالة لم تصل لحكومتنا حتى الآن، ولا أعتقد أنّ الإحساس الحكومي بفواجع الناس وآلامهم قد وصل إلى المستوى الذي ينعكس على قراراتهم.في العلاقات الدولية إعلان حالة الحداد لها معاييرها الخاصة، وفيها تبادل للمراسم.

وقال الحوارات: إذا أردنا أن نفي بالتزامتنا الدولية والقيام بها على أتمّ وجه علينا القيام بواجباتنا تجاه مجتمعنا أولاً، لأنه من الأجدى قبل إظهار المشاعر للآخرين واحترام حزنهم وألمهم أن نحترم مشاعر مجتمعنا وحزنه، وهذا لم يحصل في الحقيقة، وهذا التناقض الذي حصل حكوميا يثير التساؤل هل الحكومة تمثل جوهريًا مصالح الناس ومشاعرهم وانفعالاتهم وطموحاتهم أم لا.

وتابع حديثه بالتساؤل: هل الحكومة مجرد موظفين يمارسوا أعمالهم فقط، وعندما تذهب عنهم المسؤولية تنتهي مهمتهم تجاه مجتمعهم، المواطن العادي هل من حقه أن يسأل هل هذه حقًا حكومتنا أم حكومة أحد آخر، ويفترض بالحكومة أن تشعر بمشاعرنا وتجسدها بقرارات، وهذا لم يحصل وبالتالي هذا يزيد القطيعة بين الحكومة والمجتمع ويزيد حالة الغضب أيضًا وحالة التشنج وعدم الثقة بين الحكومة والمجتمع لأنه من المفترض من اليوم الأول أن تعلن الحكومة أنّ هذا حدثٌ كبيرٌ وجلل آلم المجتمع وآلم ذوي المصابين، وبالتالي يجب أن تقف الدولة مع هؤلاء الناس.

وشدد على أنّ الناس لم تطلب غير الإحساس الصادق بالألم كموقف معنوي، وصحيح أن رجال الدفاع المدني والأجهزة الحكومية المعنية بالأمر قامت بواجبها على الوجه الأكمل، ولكن أيضًا الناس لا تنتظر أداء عمل فقط، فهناك مشاعر تتجسد في مجتمعنا الطيب الذي ترضيه كلمات ومواقف حقيقية يعبر عن حزن الأجهزة الحكومية واحترامها لمشاعر الناس.

وختم الحوارات حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “كان يرضي كل الأردنيين ويشعرهم بالامتنان إعلان حالة الحداد العام على أرواح الذين قضوا في فاجعة انهيار عمارة اللويبدة”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: