الحوارات لـ “البوصلة”: لهذه الأسباب بدأ العالم بإعلان التعافي من كورونا

الحوارات لـ “البوصلة”: لهذه الأسباب بدأ العالم بإعلان التعافي من كورونا

عمان – رائد صبيح

على الرغم من أنّ جائحة كورونا ما زالت مستمرة وتسجل الدول حتى اللحظة أعدادًا كبيرة في الوفيات والإصابات، أكدت دراسات حديثة أنها تجاوزت 18 مليون وفاة حول العالم حتى نهاية 2021، إلا أنّ عددًا من دول العالم ومنها الأردن بدأت بالإعلان عن إجراءات الانفتاح وتجاوز الجائحة والتعافي منها وعودة الحياة لطبيعتها باعتبار أنّ التعامل مع “كورونا” سيكون كغيرها من الأمراض الموسمية.

وفي الوقت ذاته عادت دولٌ كبرى مثل الصين والهند لتعلن أعدادًا كبيرة في الإصابات وانتشارًا جديدًا للوباء وتفرض الإغلاقات مجددًا على ملايين البشر، الأمر الذي أعاد الجدل مرة أخرى حول الجائحة وما ترافق معها من إجراءات وهل وصلت منطقيًا لإعلان التعافي وتخطي الأزمة الصحية التي فرضتها الجائحة، في الوقت الذي يعبر فيه خبراء في الصحة العامّة عن استغرابهم لإعلان السياسيين والإعلاميين انتهاء الجائحة فيما صمتت وزارات الصحة في العالم “صمت القبور”.

تعافي أم تغير في أولويات العالم؟

البوصلة” حاورت الطبيب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في هذا السياق ودلالته، وكيف أنّ عددًا من الأسباب الموضوعية والمنطقية جعلت العديد من دول العالم ومن بينها الأردن تعلن عن بدء التعافي بعيدًا عن “عقدة المؤامرة” التي تثار بين فينة وأخرى.

ويشبّه الدكتور منذر الحوارات جائحة كورونا وما وصلت له اليوم بـ “الضوء الصغير” الذي يأتي نورٌ شديدٌ ساطعٌ ويلغيه، موضحًا أن “كورونا كانت حدثًا صحيًا يؤثر على صحة الناس ويؤدي لإمراضية شديدة في بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفيات، لكن العالم اليوم دخل في مرحلة تهدد مصير الجنس البشري وهي احتمال نشوب حرب على مستوى العالم بين أقطابٍ متعددة.

واشار الحوارات إلى أنّ الحرب الروسية الأوكرانية اليوم سرقت بشكلٍ واضح الضوء من جائحة كورونا وألقت الضوء على المخاطر التي قد تسببها هذه الحرب على الجنس البشري.

وأضاف أنه منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه الرئيس الروسي بوتين أن الخيار النووي من الخيارات، معنى ذلك أنّ البشر أصبحوا في حالة من الهلع ووسائل الإعلام والحكومات، بالإضافة لما ستلقيه الحرب الدائرة في أوكرانيا على قطاعات عديدة منها النفط ومنها الغذاء وقد تؤدي لركود اقتصادي خطير يهدد البشرية بأجمعها عدا عن مخاطر الحرب.

وأكد أنه وقبل الحرب بكثير كان الجميع يعلن أنه إذا ما كان المتحور القادم بعد أوميكرون أخف منه، فإنّ هذا يعني أنّ الجائحة في طريقها إلى الانتهاء والزوال، منوها في الوقت ذاته إلى أن الأوميكرون كان متحورة وسلالة جديدة فقدت الكثير من قوة “كورونا” وأصبحت كمرض عادي، وكثير من المنظمات الصحية العالمية بدأت بالحديث عن ذلك الأمر قبل فترة.

وقال الحوارات: إن أوروبا كانت قبل فترة الحرب بشهر، بدأت بإجراءات فتح الكثير من القطاعات وألغت الكمّامة، بدليل أنّ هذا المتحور لا يشكل خطرًا على الصحة، وإن كان له آثار جانبية، ولكنها لا تتجاوز بشكل كبير حدود الأمراض العادية.

د. منذر الحوارات: الاستمرار في حالة التشنج التي مورست في بداية الجائحة لا مبرر لها بهذه المرحلة

ليس هناك مؤامرة ولكن أسباب موضوعية

وأضاف، “لا أعتقد أن ما حصل في كورونا مؤامرة، ولكنّها صيرورة طبيعية للمرض فخلال عامين بدأ الفيروس يفقد جدوته وبالتالي بدأ يتحور إلى سلالات خفيفة لا تؤثر على الصحة”، مستدركًا “لكن في النهاية ما زالت كورونا موجودة وما تزال النشرات العالمية تصدر، ونسبة كبيرة جدًا من البشر خاصة في أوروبا وأمريكا تلقوا اللقاحات.

وتابع حديثه بالقول: امتلكت البشرية الدراية والمعرفة بآليات تطور المرض، وهذا لم يكن في بداية الجائحة فلم تكن المطاعيم والأدوية ولا أجهزة التنفس متوفرة وتقنيات الأوكسجين المضغوط موجودة بهذا المستوى، الآن توفرت المعرفة بالفيروس هذا أولاً، وتوفرت المطاعيم بأنواع متعددة وثبت أنّ لها فائدة كبيرة، وهناك أدوية لكورونا بدأ تداولها في الأسواق ولها آثار إيجابية، كما طورت المستشفيات ووسعت بشكل يحتمل مزيدًا من الإصابات.

وخلص إلى أن “الاستمرار في حالة التشنج التي مورست في بداية الجائحة وعدم توفر الوسائل للتعامل مع كورونا لا مبرر لها بهذه المرحلة”.

ولفت إلى أنّ كورونا ألقت بتداعيات خطيرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية في كثيرٍ من الدول، واستمرار الطريقة السابقة في التعامل سيزيد الأعباء على المجتمعات والدول، وهو ايضًا قبل بدء عمليات الانفتاح فالمجتمعات كفرت بالآليات الحكومية، وسواء كان الأردن أو غير الأردن، بإجراءات التشدد في التعامل.

كل مواطن مسؤول عن صحته

وقال إن الخيارات الرسمية أفلست حتى مع وضع شرطة لإلزام الناس بإجراءات السلامة العامة، واليوم كل مواطن معني بحماية نفسه وصحته، وكأنّ الحكومة ألقت من العبء عنها وحمّلته للمواطن، فالفيروس موجود والحكومة بالنسبة لها قامت بما تعتقد أنه صحيح، وعليك يا مواطن الالتزام بمعايير الصحة العامّة، وهكذا يبدو الأمر في كل العالم.

ولفت الحوارات إلى أنه “صحيح أنّ الحكومة أعلنت أنها طوت صحفة كورونا وبدأت بمرحلة التعافي، ولكن ما زال لدينا 20% من الناس مصابين بكورونا وهناك عشرات الوفيات، وهذا يعطي الانطباع بأنّ هذا قرار سياسي وليس صحيًّا”.

وختم حديثه بالتأكيد على أنّ “الأصل أن يخاطب المجتمع المختصون والخبراء في الصحة العامة فيما يتعلق بالجائحة وإعلان التعافي منها، لأنّهم الأقدر على إقناع الناس الذين ينظرون لهم بحيادية وأنهم ليس لهم أي غايات حكومية أو سياسية”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: