الحوارات لـ “البوصلة”: مكابرة الحكومة بشأن أسعار المحروقات “خطيرة” على الوطن

الحوارات لـ “البوصلة”: مكابرة الحكومة بشأن أسعار المحروقات “خطيرة” على الوطن

عمّان – البوصلة

حذر المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” الحكومة من الاستمرار بالمعاندة والمكابرة تجاه الإضرابات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، مشددًا على ضرورة التراجع عن بعض قراراتها منعاً لانزلاق الأوضاع وتدحرج الاحتجاجات واتساعها بما لا يخدم مصلحة الوطن ولا المواطن ولا الحكومة.

وقال الحوارات: إنّ هذه الاحتجاجات منطقية وواقعية، فإذا ما قرأنا الحالة العامّة سنجد حالة من “الامتعاظ الشديد”، فأولاً حالة التضخم صحيح أنّ الحكومة تقول أنها معتدلة بالنسبة للبلدان الأخرى، لكن هذا انعكس على المواطن وأدى لضيقٍ في الحال، وهذا راكم لديه الشعور بالغضب والشعور بأنّ هناك “لا مبالاة” في معاناتهم من قبل الجهات الحكومية، وبالتالي أوجد دائمًا “الفرصة المهيأة” لديهم للاحتجاج.

وتابع بالقول: هذا بالنسبة بشكلٍ عام؛ لكن بالنسبة لسائقي الشاحنات فهؤلاء مسؤولون عن سلاسل التوريد للبلد وهؤلاء لو لم تحلّ بهم المعاناة الشديدة لما ذهبوا بهذا الاتجاه، ويبدو أنهم وصلوا إلى نقطة صفرية لا يستطيعون إتمام عملهم بهذه الطريقة، فأسعار المحروقات عالية جدًا وجاء في وقتٍ غير مناسب في الحقيقة، في فترة الشتاء ترتفع فيها الديزل والكاز التي يعتمد عليها المواطن الفقير والمواطن العامل والمصانع.

د. منذر الحوارات: على الحكومة اتخاذ خطواتٍ جريئة وشجاعة والتنازل عن بعض قراراتها للمصلحة العامّة

واستدرك الحوارات بالقول: لو درسناها بشكلٍ واقعي هذه سترفع كلف الإنتاج وكلف الدخل على كثير من القطاعات وبالتالي تقلل من مردود الإنتاج لديهم، وهذا ينعكس على الضريبة.

وأضاف، اليوم إذا توقفت سلاسل التوريد وانقطعت السلع عن المحال، فمعنى ذلك أن يقل البيع ويقل الضريبة الموردة للحكومة، وبذلك تكون النتيجة عكس ما تريده أي حكومة لزيادة دخلها.

الدراسة المستفيضة لآثار رفع الأسعار على المواطن

ولفت إلى أنّ هذا الأمر في الحقيقة يجب أن يُدرس من شقين، الشق الأول: مردوده على موازنة الدولة، والشق الآخر أثره الفعلي على المواطن، ويبدو أنّ أثره كارثي، بدليل أنّ هؤلاء الناس خرجوا بشكلٍ عفويٍ، وبدون تنظيم، وبشكلٍ كبير وقد تتدحرج كرة الاحتجاج هذه وتشمل قطاعات أخرى.

وتابع الحوارات قائلا: لأنّ الرأي العام والمجتمع مهيأ للاحتجاج على الوضع الراهن، وقد تذهب الأمور إلى مزيد من الاحتجاجات والاعتصامات، ومزيد من حالات التفريغ للغضب الشعبي الكامن، بسبب تردي الحالة المعيشية للمواطن.

وأوضح: لنأخذ خلال العشر سنوات الأخيرة، كم زاد راتب المواطن، وكم ارتفع سعر المحروقات، ولنأخذ صنف المحروقات لوحده، وقد ارتفع مراتٍ عديدة فيما راتب المواطن الزيادة عليه ربما لا تشكل نسبة ضئيلة من حجم زيادة المحروقات.

إقرأ ايضًا: عايش لـ “البوصلة”: لا مبرر لرفع أسعار المحروقات وعلى الحكومة اعتماد “الضريبة المرنة”

وقال الحوارات: إنّ زيادة أسعار المحروقات سينعكس على سلعٍ عديدة، من جهة المحروقات، فما بالنا إذا كانت أسعار السلع جميعها ارتفعت بسبب اضطراب سلاسل التوريد العالمية المتعلقة بكوفيد 19 سابقاً والمتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية.

وتابع حديثه: بمعنى المواطن يعاني باتجاهين، الرفع الداخلي للأسعار للمحروقات ونتائجها على السلع المختلفة، وارتفاع الأسعار بسبب سلاسل التوريد، ومع ذلك دخله ثابت، فما الذي ننتظره من المواطن إذا لم يستطع توفير الأساسيات لعائلته وأبنائه في مجالات متعددة، سواءً الغذاء أو التعليم أو التنقل.

وتساءل الحوارات: أليس كل ذلك يراكم حالات من الغضب والتوتر، وربما – وأنا لا أتمنّى ذلك – وإن كنت أتوقع ذلك أن يؤدي إلى احتجاجات أكثر من ذلك، وربما تكون شرارة ما هي النقطة التي ستطلق حالة عامّة من الاحتجاجات بسبب الغضب على الأحوال الاقتصادية والمعيشية.

المكابرة الحكومية خطيرة

ووجه المحلل السياسي رسالة عاجلة للحكومة قائلا: لذلك يجب أن يُنتبه لما يحصل فورًا من قبل الحكومة، والمكابرة باعتقادي ستؤدي إلى نتائج خطيرة، والتوقف عند كلمة قيلت هنا أو هناك، بأننا لا نستطيع ولا “نمتلك الترف” يمكن التراجع عنها.

ونبّه إلى أنه “يمكن أن نخسر قليلاً مقابل أن نضمن سير العجلة بطريقها الصحيح، وإذا كانت الحكومة تعتقد أن التفاوض مع العمّال والسائقين قد يجر فئات أخرى، فليكن”.

إقرأ أيضًا: الحوارات لـ “البوصلة”: أطالب بتشكيل هيئة قضائية مكلفة بمتابعة تقرير ديوان المحاسبة

وقال الحوارات: فلتتنازل الحكومات لشعبها وفي النهاية هي الكاسبة، والمحصلة الوطنية ستكون في مصلحة الوطن والمواطن وهذا لمصلحة الحكومة.

وأوضح: الآن ما الذي يوقف حالة الاقتصاد، نجد كثيرين يغلقوا محلاتهم ومصالحهم ويسافروا للخارج، وعندما تسألهم عن سبب ذلك يقول لك بكل بساطة: الكلفة عالية والمردود بسيط، وأنا أبحث عن مكان التكلفة قليلة والمردو عالٍ، هكذا ببساطة شديدة دون الذهاب لتعقيدات التحليل الاقتصادي، وعن كل ما يقال عن ذلك.

“بحاجة حتى يستمر العمل في القطاعات الاقتصادية أن تنخفض التكلفة ولو قليلاً ولا أقول بشكل مجزي جدًا، ولكن لو قليلاً بحيث تضمن استمرار الاستثمارات والأعمال ومصالح الناس، ونحن لسن بحاجة لمستثمرين جدد، ونريد المحافظة على المستثمرين الموجودين أن لا يغادروا البلد”، على حد وصفه.

وختم الحوارات حديثه لـ “البوصلة” بالقول: في الحقيقة هذا أمرٌ خطير، على الحكومة أن تتخذ خطواتٍ جريئة وشجاعة، وأن تتنازل عن بعض قراراتها للمصلحة العامّة وفي النهاية هذا سيكون في مصلحة الوطن ومصلحة الجميع.

إقرأ أيضًا: تفاعل واسع مع دخول “إضراب الشاحنات” أسبوعه الثاني وطلبة جامعات يتعطلون (رصد)

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: