الحوارات لـ “البوصلة”: نتنياهو سياسيٌ لا يوثق به وزيارته للأردن لن يتقبلها الأردنيون

الحوارات لـ “البوصلة”: نتنياهو سياسيٌ لا يوثق به وزيارته للأردن لن يتقبلها الأردنيون

طالب بشفافية أكبر حول تفاصيل الزيارة والإعلان عن مخرجاتها للرأي العام الأردني

عمّان – رائد صبيح

وصف المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” زيارة نتنياهو للأردن بـ “المفاجئة”، مطالبًا الرسميين الأردنيين بعدم “الوثوق في نتنياهو السياسي البراغماتي الذي يتراجع عن كلمته بعد دقائق من قولها”، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة الكشف وبشفافية أكبر عن تفاصيل الزيارة ومخرجاتها للراي العام لما له من أهمية في دعم المواقف السياسية التي يتبنّاها الأردن.

وقال الحوارات: إنّ زيارة نتنياهو للأردن كانت مفاجئة في ظل التصعيد الحاصل خلال الأسابيع الماضية وصعود اليمين الإسرائيلي، مشددًا على أنه “وبعد كل ما فعله نتنياهو أن يتم استقباله في عمّان، أعتقد أن هذا حدث كبير جدًا ولن يهضمه الأردنيون ولن يتقبلوه بسهولة، وبالتالي بحاجة إلى خطاب رسميٍ واعٍ لكيفية مخاطبة الرأي العام”، على حد تعبيره.

وتابع بالقول: أن تكون أول زيارة خارجية لنتنياهو للأردن وأول زيارة له منذ العام 2018م، وفي علاقة يشوبها الشك والريبة وعدم الثقة المتبادلة بين الأردن ودولة الاحتلال، فهذا أمرٌ له ما وراءه.

د. منذر الحوارات: نتنياهو بعد أن ينتهي من مآزقه الداخلية سيعود لتوجيه اللكمات والطعنات للأردن

واستدرك الحوارات: بالتالي كان من المستبعد أن يزور نتنياهو الأردن، لكن يبدو أنّ الاوضاع الداخلية عند حكومة الاحتلال التي يترأسها نتنياهو ارتبكت كثيرًا بالذات بسبب المظاهرات الداعية للإطاحة بحكومته اليمينية المتطرفة بشكل كبير، ومساعيها لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا وإلغاء فكرة الوصاية الهاشمية.

وأضاف أنّ “كل هذا أزعج حتى الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار الأمن القومي كان في إسرائيل قبل فترة ووضع خطوطًا حمراء لا يجب أن تتجاوزها إسرائيل، وتحدث عن فكرة بقاء الوضع على ما هو عليه”، منوهًا بالقول: تخيل أننا لم نعد نتحذر عن عملية السلام بل أصبحنا نتحدث عن بقاء الوضع على ما هو عليه، وهذا كارثة في الحقيقة.

وقال المحلل السياسي: مع ذلك يبدو أنهم ضغطوا على نتنياهو وهو شعر بخطورة الموقف الذي يعانيه، وهو في أشد الحاجة لتخفيف وطأة حكومته اليمينية المتطرفة، ويقول هي لن تؤثر على علاقات دولة الاحتلال مع الدول التي أقامت معها عملية سلام، وبالذات الأردن ومصر، لأنّ هاتين الدولتين هما قاعدة الارتكاز في علاقات إسرائيل الإقليمية.

وأوضح أن “نتنياهو رجل سياسة ذكي، وبراغماتي، ويستطيع أن يلتقط اللحظة وما هي الوسائل التي يمكن أن يستفيد منها وما هي المسارات التي يمكن أن يلجأ إليها في لحظات الأزمات، لذلك هو أدرك بسرعة أن زيارته للأردن يمكن أن تشكل انفراجة داخلية له، وانفراجة أمريكية، وانفراجة في الإقليم، وبالتالي قام بهذه الزيارة بلا تردد”.

إقرأ ايضًا: الحوارات لـ “البوصلة”: حق النقض الفيتو حالة آثمة تضع البشرية على حافة الهاوية

ولفت بالقول: طبعًا الأردن التقط اللحظة (لحظة نتنياهو) بذكاء، لأنه يدرك أن نتنياهو بحاجة لزيارة الأردن للتخلص من كثير من المشاكل لديه، وبالتالي وضع شروط حاسمة في موضوع المسجد الأقصى والوصاية الهاشمية، والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية حتى الآن، وكأنّ الصراع والحلول مجمدة.

وأضاف، “يبدو أن هناك محاولة لتقريب وجهات النظر ودعنا نتحدث بلغة السياسيين، بين الطرفين، بحيث يمكن أن يلتقوا على أن لا تذهب الأمور بالسوء لأبعد من ذلك، وبالذات لنلاحظ أنّ الملك عبدالله تحدث عن خطوط حمراء مع دولة الاحتلال، ويبدو أنه نجح في هذه المرحلة لاعتبارات عديدة”.

وشرح ما سبق بالقول: أولاً قوة الموقف الأردني الذي استعان بحوار إقليمي واسع حول ما تقوم به دولة الاحتلال واستعان بحواره مع الغرب واستطاع أن يجيّش سياسيًا حتى الاتحاد الاوروبي، وقاموا بزيارة للمنطقة، وأبدى أنه قادر على أن يزعج نتنياهو ويثير الضجة حوله ويجعله في مأزقٍ إقليميٍ ودوليٍ، وربما نجح في ذلك.

هل الأردن يقدم طوق نجاة لنتنياهو؟

وتابع الحوارات تصريحاته لـ “البوصلة“: سيقول قائل فورًا لماذا نقدم طوق النجاة لنتنياهو، حتى حزب شاس وهو حزب كبير يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو، وانسحابه سيؤدي لسقوط الحكومة.

وأضاف، هل الأردن يقدم أو سيقدم لنتنياهو طوق نجاة، سؤالٌ يجب أن يبقى على الطاولة، لماذا علينا أن نستجيب إلى زيارة نتنياهو ونبادله الموقف بالموقف، حتى لو قدم لنا تنازلات، في النهاية هذه الحكومة لا يمكن أن يعول عليها، ونتنياهو لا يمكن الثقة به، ونتنياهو سياسي لا يمكن أن يوثق به وهو مستعد أن يتراجع عن كلمته بعد دقائق من قولها، وبالتالي ما الذي يضمن للأردنيين أنّ نتنياهو سيلتزم بعهوده للأردن بعد أن يتجاوز مأزقه الداخلي، وهذا الأمر يجب أن يبقى حاضرًا في ذهن أي سياسي أردني.

واستدرك الحوارات: حتى الضغط الذي مارسناه على نتنياهو يمكن بعد لحظة انفراجة عنده أن ينسى هذا الضغط ويعود أدراجه كما كان سابقًا في الضغط على الأردن والأماكن المقدسة ومحاولاته الحثيثة، وهو يقتنع بكل ما يقوله اليمين الإسرائيلي.

نتنياهو وبنغفير وجهان لعملة واحدة

وحذر من أنه لا يجوز أن نفصل بين نتنياهو وبين بنغفير لأن كلاهما يتبنّى الموقف ذاته تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكلاههما يريد للفلسطينيين أن لا يكونوا في مكانهم وأن يتركوا المكان ويهاجروا.

وقال: لكن ما يميز بنغفير أنه يقول قولته بصراحة ويمارسها بعنجهية بدون احترام للوضع الدولي والإقليمي أو التعهدات أو الالتزامات الإقليمية والدولية، إنما نتنياهو يغلفها بقطعة من السوليفان أو قطعة رقيقة بحيث أنه يبدو يمارس ما يفعله بنغفير بقفازات من حرير.

إقرأ أيضا: الحوارات: تنازلات حتمية سيقدمها بايدن للعرب رغم “عنجهية الزيارة”

ووجه الحوارات رسالة للرسمي الأردني: “أنا حقيقة أدعو الأردن أن لا يثق بنتنياهو لأنّه ليس أهلاً للثقة هذا أولاً، وثانيًا في اللحظة التي تنتهي مآزقه الداخلية سيعود أدراجه للسلوك السابق ذاته ويعود ليوجه اللكمات والطعنات للاردن وموقفه من الأراضي الفلسطينية”، مشددًا على رأيه السابق بأنّ “نتنياهو يكذب في الداخل والخارج، لكنّه ينجح لأنه سياسي ذكي”.

وفي السياق ذاته أشار المحلل السياسي إلى أنّ عدم بث الأردن لصور لزيارة نتنياهو أو تسليط الضوء عليها بشكل كبيرٍ إعلاميًا، فهذا يعبّر عن عدم الترحيب، لأنّ اللقاء لم يعلن عنه، واعلن عنه في وسائل إعلام أجنبية، ولاحقًا أعلن عنه الأردن، ولا يبدو أن هنالك فيضًا من الترحيب بنتياهو ولا يراد أن يقال أنّ الأردن استقبل نتنياهو بالأحضان.

وختم الحوارات تصريحاته لـ “البوصلة ” بالتأكيد على أهمية الشفافية مع الرأي العام، وقال: لكني أعتقد أن حجب أي معلومة عن الرأي العام حقيقة سيسيء للحدث بذاته، لأنّ من حق الرأي العام أن يعلم حتى التفاصيل الدقيقة، وعندما قرأت الصحف العبرية فقد تحدثوا عن أدق التفاصيل وبالتالي يجب أن تكون الصراحة مع الرأي العام بشكلٍ كبيرٍ حتى يتسنّى بناء موقف سياسي وموقف تجاه القضايا، ولا يكون هنالك معرفة من الخارج، لأنّ هذا يفيد بإيضاح الموقف السياسي للبلد.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: