الحوارات لـ “البوصلة”: هكذا علينا الاستعداد كدولة ومجتمع لمواجهة أيّ طارئ

الحوارات لـ “البوصلة”: هكذا علينا الاستعداد كدولة ومجتمع لمواجهة أيّ طارئ

عمّان – البوصلة

أكد الدكتور منذر الحوارات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” على ضرورة استعداد الدولة والمجتمع المدني بشكلٍ جيد في حال حصول زلزال لا قدّر الله، مشددًا على ضرورة امتلاك الأدوات والوسائل اللازمة لتقديم العون السريع والفعّال لمواجهة أي مخاطر محدقة أو أيّ حدثٍ طارئ في ظل استمرار الهزات الأرضية والارتدادية في سوريا وتركيا.

وسلّط الحوارات الضوء على عدد من العناصر المهمّة التي يجب أن تتكاتف فيها جهود الدولة والمجتمع المدني في الوقت ذاته من أجل الحفاظ على حياة أكبر قدر من الناس من المنقذين وزيادة الواصلين إلى برّ الأمان منهم وإنقاص عدد الضحايا والإصابات الخطيرة مؤكدًا على ضرورة الاستفادة من التجربتين التي عايشناهما خلال الفترة الماضية في زلزال تركيا وسوريا.

وأوضح أنه يجب أن توفر الدولة الأدوات والمستلزمات والآليات الحفر الثقيلة بالسرعة الممكنة لأنّ ذلك مهم جدًا، بالإضافة لضرورة إعداد العنصر البشري المدرب المؤهل والذي يمتلك الأدوات اللازمة باعتباره عنصرًا أساسيًا مع ضرورة توفره في اللحظة المناسبة، لأنّ سرعة إنقاذ الضحايا والمتضررين تتناسب طرديًا مع بداية عمليات الإنقاذ، وكلمّا تأخرت تزايدت الوفيات وتفاقمت الإصابات.

د. منذر الحوارات: التعامل الفعّال والسريع بتوفير الكوادر ووسائل الإنقاذ من شأنه أن يقلل من عدد الضحايا والمصابين

وقال الحوارات: أيضًا، يجب توفر التقنيات الحديثة، لأننا رأينا آليات الإنقاذ وما يترافق معها من أجهزة ووسائل خاصة يتم من خلال “الموجات الحرارية” إثبات أنّ هناك بشر أو أجساد لضحايا أو أحياء، كما استخدمت الكلاب في هذه العملية.

وتابع حديثه بالقول: “إنّ الناحية الأخرى المهمة، أنّ الناس الذي سيشردهم الزلزال بحاجة ماسّة لعناصر رئيسية، أولاً مكان يأوون إليه خيم مثلا، وتوفير الغذاء من طعام وشراب والماء بشكل سريع”.

ولفت إلى أهمية توافر مقدمي خدمات الدعم الاجتماعي والنفسي من الـ “social worker”، لا سيما وأنه من شدة الهلع فهناك صدمات نفسية قد تعيق عمليات المساعدة.

وشدد الحوارات على ضرورة “توفر المستشفيات المتنقلة السريعة فيكون مكانها مهيأ مسبقًا على شكل خيم أو بركسات وكوادر طبية مؤهلة ولديها الخبرة الكافية للتعامل مع إصابات الزلازل”، مؤكدًا أنّ هذا يوفر ويقلل عدد الوفيات، ويقلل من تفاقم الإصابات.

الدعم المجتمعي وقت الأزمات والكوارث

وأشار إلى ضرورة إيجاد آليات الدعم المجتمعي، مؤكدًا أنه يجب أن يدرب المجتمع المدني على سرعة الاستجابة للكوارث، لأنّه عنصر أساسي في هذه القضايا، فيجب أن يدرب أولاً على كيفية التعامل مع الزلزال لو حصل، ويدرب على كيفية أن يحمي نفسه، وآليات الهرب خارج البناء والابتعاد عن أماكن الخطر وهي بحاجة لحملات توعية بوسائل الإعلام الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي على شكل فيديوهات مقتضبة وقصيرة، تبين للناس كيف يمكن لهم أن يتعاملوا مع الحالات الزلزالية إن حصلت.

ونوه الحوارات إلى ضرورة تدريب المجتمع المدني على آليات تقديم الدعم للآخرين إذا كانوا قرب الأماكن المتضررة، وأن لا يشكلوا ازدحاما وإعاقة لأعمال الإنقاذ، وتعليم كيفية الإنقاذ المجدي أو الفزعات كما تكون غالبًا في بلادنا، وهذا من شأنه أن يساعد كثيرًا بتقليل نسب الإصابات في حال التدريب على طرق الإخلاء الشخصي، ويقلل فرص بقاء متضررين تحت الإنقاض فيما لو دربنا المجتممع المدني على عمليات الإنقاذ.

وقال الحوارات: هذا شيء مهم، يجب أن يتعلم المجتمع المدني كيف يساعد بعضه البعض من خلال عمليات جمع التبرعات المجدية الفعالة، بالبطانيات والخيم والطعام والشراب، وتقديم الأموال النقدية، وتأمين هذه المواد، وهذه تتطلب وسائل إمداد وتزويد.

وأكد أنّ “سلاسل التزويد يجب أن تكون متوفرة وآمنة مع وجود كوادر مؤهلة ومدربة تستطيع أن توفر الآليات للنقل سواء بالسيارات أو الشاحنات، وفتح طرق تكون مهيأة ومؤهلة وفيها خارطة واضحة تستطيع وسائل النقل أن تسلكها بأمان لإيصال عناصر الدعم المختلفة من غذاء وأدوات طبية ورعاية صحية وغيرها”.

وعبّر الحوارات عن أمله ودعائه بأن يحفظ الله بلادنا والبلاد المحيطة بها من أخطار الزلازل، معيدًا التأكيد على ضرورة تظافر الجهود جميعها رسميا وشعبيا لمواجهة أي طارئ قد يحدث وتخفيف حدة الأضرار بالاستعداد المسبق عبر نشر الوعي والثقافة المجتمعية وتأهيل الكوادر وتوفير كافة المستلزمات والأدوات والوسائل المتاحة.

تركيا.. ارتفاع وفيات الزلزال إلى 42 ألفًا و310 أشخاص

وأعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال المدمر جنوبي البلاد إلى 42 ألفًا و310 أشخاص.

وبحسب بيانات نشرتها “آفاد”، فإن 7 آلاف و184 هزة ارتدادية وقعت عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش قبل أسبوعين.

أما في سوريا، فقد بلغ عدد الضحايا حتى الآن ما يقارب 5800 منذ وقوع الكارثة، متوزعين بين مناطق النظام والمعارضة في البلاد، بحسب “فرانس برس”

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: