الحوارات يقرأ لـ “البوصلة” أزمة دولة الاحتلال ويستبعد سقوط نتنياهو

الحوارات يقرأ لـ “البوصلة” أزمة دولة الاحتلال ويستبعد سقوط نتنياهو

عمّان – رائد صبيح

وصف المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” ما يجري من أزمة في دولة الاحتلال اليوم بـ “بالانقسام العامودي بين جهتين، هما فئة اليهود المتدينين الشرقيين والمؤسسة الصهيونية التقليدية التي تمثل الغرب، وهم الذين يحوزون على أغلب المناصب في دولة الاحتلال، لافتًا إلى أنّ الأخيرة ترفض أن يقوم العنصر الشرقي باحتلال هذه المواقع ويسعون لطردهم منها.

وأكد الحوارات أنّ “هذه الحركة والمظاهرات اليوم ليست حركة لأجل الديمقراطية بل حركة من أجل الحفاظ على المكاسب التقليدية لمجموعة من اليهود الغربيين الذين استطاعوا أن يستحكموا في دولة الاحتلال”.

وأوضح بالقول: بالنسبة لما فعله نتنياهو فهو رجلٌ ذكيٌ ومتمرس في السياسة، لكنّها أزمة خطيرة لأنه يواجه إصرارًا عميقًا من قبل الخصوم بإقصائه عن السلطة، لأنه لو نجح في موضوع الإصلاحات القضائية سوف يتخذ قرارات عديدة لا تستطيع المحكمة العليا نقضها، وبالتالي هو يخطط على المدى الإستراتيجي للإحلال محل، وهذا ما تدركه المعارضة الإسرائيلية ولذلك هي تطلب رأس نتنياهو، ولا تطلب التهدئة، ونتنياهو يعلم ذلك جيدًا.

واستدرك الحوارات: لكن نتنياهو يعلم أنّ لديه كتلة انتخابية صلبة، لا يمكن أن تتغير لأنه أصبح عمقها الديمغرافي أكبر بكثير من العمق الديمغرافي للخصم، وبالتالي يستطيع أن يخوض أي انتخابات وهو مطمئن لنسبته التقليدية.

د. منذر الحوارات: الديمقراطية وتعدد الرؤى لدى دولة الاحتلال قادرة على استيعاب الخلافات ونتنياهو قادر على الفوز بأي انتخابات قادمة

تحالف اليهود المظلومين

ولفت إلى أنّ نتنياهو الآن يجمع لتحالف ما يُسمّى بـ “اليهود المظلومين”، منوهاً إلى أنه “إذا لاحظنا خلال اليومين الماضيين أنه كان يتحدث عن أنّه لا يوجد يهودي من الدرجة الثانية، وهو كان يلمّح لأنصاره بأنّ الفئة الأخرى مصرة على جعلكم من الفئة الثانية، وهو هنا يجيّش شارع كاملاً لمصلحته”.

إقرأ أيضًا: الحوارات: الاحتلال قبض ثمن “قمة العقبة” مبكرًا والأطراف العربية فشلت

وحول استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجع شعبية نتنياهو أمام غانتس، قال الحوارات: أنا برأيي لن تكون حاسمة في تقرير نتيجة الانتخابات، لو حصل انتخابات مبكرة، وهو لديه الإمكانية لأن يفوز من جديد وأن يصعد إلى السلطة، وتحالف الحريديين والشرقيين والصهيونية الدينية، قادر على أن يصعدهم من جديد إلى رئاسة الحكومة.

وقال: ربما يُصعد بن غفير أو رفقاءه الآخرين لكن هذا التكتل سيبقى موجودًا، ولن يستطيع أحدٌ إقصاءه من الآن فصاعدًا.

صراع على شكل الدولة

وشدد الحوارات على أنّ “الصراع الآن على شكل الدولة وهل تبقى دولة علمانية ليبرالية كما تريدها الحركة الصهيونية التقليدية، وليست الحركة الصهيونية المستجدة، وهل تذهب باتجاه التهويد الكلي للدولة”.

اوقال الحوارات: لمشكلة أنّ فكرة إنشاء دستور لإسرائيل معطلة لأنها في هذه المرحلة ستصطدم من جدين بين المفهومين هل إسرائيل دولة ليبرالية علمانية أو دولة دينية تعتمد على الديانة اليهودية، وهنا ستواجه بكم كبير من الاعتراضات من قبل اليهود الغربيين الذين في أغلبهم علمانيون.

وأضاف انّ نتنياهو حاول نزع الفتيل، وسحب البساط من تحت أقدام معارضيه، ولكنه مصرون على إزاحته هو، فمشروع القانون الذي يرفضه المعارضون هو واحد من الوسائل لإزاحة نتنياهو عن السلطة، لكن من المبكر الحديث عن ذلك، فنتنياهو يستطيع أن ينزع فتيل الأزمة مؤقتًا لكن المطالب الجماهيرية مستمرة ولن تتوقف بسهولة لأنّ هدفها إسقاط نتنياهو.

ولم يستبعد المحلل السياسي أن يلجأ نتنياهو إلى المواجهة مع خصومه شارع بشارع فيستدعي أنصاره للخروج والتظاهر، ولاحظنا كيف تحدث بالأمس وأثنى عليهم لخروجهم ودفاعهم عن “المواطن الإسرائيلي” بدون تصنيف درجة أولى ودرجة ثانية، بمعنى أنه يجيش أنصاره، وبالتالي اليوم دولة الاحتلال الآن أمام مواجهة قد تكون لها نتائج مختلفة عمّا تعودنا عليه.

انهيار دولة الاحتلال ليس قريبًا

واستبعد الحوارات سقوط دولة الاحتلال أو انهيارها في هذه الأزمة،  مشددًا على أنّ “الديمقراطية وتعدد الرؤى لديهم قادر على استيعاب الخلافات، وهم في النهاية سوف يحتكموا لصندوق الانتخابات”.

وتابع بالقول: بالتالي لاحظنا ما تحدث به نتنياهو بأنه سيخوض انتخابات يعرض فيها هذه التغييرات القضائية على الناخب، ومعنى ذلك أنّ الاحتكام في النهاية للصندوق.

ولفت إلى أنّ “ما يتم الحديث عنه في الصحافة العبرية حرب أهلية سوى محاولة للتلويح للشباب المتظاهرين بأنّ لا تندفعوا كثيرًا باتجاه الانقسام لأنّه قد يؤدي إليها”.

إقرأ أيضًا: الحوارات لـ “البوصلة”: نتنياهو سياسيٌ لا يوثق به وزيارته للأردن لن يتقبلها الأردنيون

وأضاف: لا أعتقد أنّ مثل هذه الحرب الأهلية قادمة في دولة الاحتلال، فهي قادرة على استيعاب الخلافات، رغم أنّها ديمقراطية مقصورة على العنصر اليهودي، فعندما يصعد العلم الفلسطيني يقوم كل المحتجين بالهجوم عليه، وفي المقابل تمّ السماح لعلم المثليين أن يكون حاضرًا في كل المظاهرات.

واستدرك الحوارات بالقول: بالتالي هذه المظاهرات تستمر في “شيفونيتها” ودفاعها عن العنصر اليهودي الصرف، وهم في النهاية سوف يحتكمون لصندوق انتخاب يحلّ الأزمة.

الكسالى الواهمون

وأكد أنّ ما يتوهمه بعض الكسالى من سقوط دولة الاحتلال وانهيارها بسبب ما يجري اليوم ما هو إلا “أضغاث أحلام” تعبّر عن ضعفنا وعدم مقدرتنا على مواجهة أعدائنا بقوتنا، ونريد لهم السقوط من داخلهم.

وختم الحوارات حديثه بالقول: المتحدثون من هؤلاء “الكسالى” عن أنّ الكيان الصهيوني سيسقط اليوم بسبب هذه الأزمة، ويريدون أن ينهزم الاحتلال دون أن يطلقوا عليه طلقة واحدة، فهؤلاء برأيي عليهم أن يبقوا في منازلهم ولا أحد سوف يستدعيهم عندما تقع الواقعة.

يذكر أنّ رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن تأجيل التعديلات القضائية التي أثارت الجدل، قائلا إنه يستهدف “منع حرب أهلية” في البلاد.

وقال نتنياهو في خطاب: “أستمع للمطالبات بتبديد التوتر، لكني لم أقبل أبدا أن أستسلم لهذه الأقلية المتطرفة التي تستعد لتمزيق صفوف شعبنا، وتلجأ إلى العنف وإشعال النار والتهديد بالنيل من النواب المنتخبين”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: