الرباط و”الفجر العظيم”.. هكذا يواجه الأقصى التهويد والتقسيم

الرباط و”الفجر العظيم”.. هكذا يواجه الأقصى التهويد والتقسيم

البوصلة – محمد سعد

تتواصل دعوات الرباط وشد الرحال لإقامة صلاة الفجر من كل جمعة (الفجر العظيم) في المسجد الأقصى لمواجهات مخططات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد المسجد ومحاولات فرض السيادة الصهيونية عليه.

(فجر الحرائر) هو الاسم الذي اطلقه الفلسطينين على فعالية يوم الجمعة المقبل دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الأربعاء، إلى مواصلة المشاركة الفاعلة والحشد في حملة “الفجر العظيم” المستمرة منذ أسابيع.

وقالت “حماس” ، إن “هذه الجمعة تأتي بعنوان (فجر الحرائر)، اعتزازًا وتكريمًا للمرأة الفلسطينية المرابطة في كل الساحات والميادين، وعلى ثغور فلسطين، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك”.

لماذا الفجر العظيم؟

يقول زباد إبحيص الباحث في شؤون القدس،  ان الفجر العظيم بدأ بمحاولات خجولة في رمضان عام 2015، كانت تنجح حيناً وتفشل أحياناً، حتى جاء خريف عام 2019 لتنتظم هذه المبادرة؛ إذ تعهدت مجموعة من شباب الخليل بأن يقفوا خلف المصلين يحرسون ظهورهم، يمنعون الاستفراد بهم ويحولون بأجسادهم دون تكرار مشهد مباغتة الساجدين الآمنين، كانوا من كل الأطياف ومن مختلف العائلات والحمائل، عبروا عن إرادة مدينتهم في كسر عقدة الدم، فاستجاب لهم أهلهم ووثقوا بهم وعادوا إلى مسجدهم بالآلاف.

وانطلقت الفكرة من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، ثم انتقلت للمسجد الأقصى بمدينة القدس، وسرعان ما انتشرت في أغلب مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعادة ما يشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، رغم قيود وتشديدات قوات الاحتلال المتمركزة على الأبواب، والتي تضيّق على المصلين أثناء دخولهم وتحتجز هوياتهم وتفتّش حقائبهم.

مبادرات ودعوات تُصدِّع رأس الاحتلال

يبدو أن سلطات الاحتلال لم تحسب حساب فعاليات الرباط ومبادرات الفجر العظيم في الفترة الماضية، الأمر الذي يعيد خلط أوراق الاحتلال في القدس. خصوصاً مع اقتراب موسم شهر رمضان المبارك الذي سيحل في بداية نيسان المقبل، والذي يُتوقع أن يشهد زخماً لتزامنه مع موسم عيد الفصح الذي تستغله جماعات المعبد المتطرفة سنوياً لتحقيق تقدم نوعي في سباقها المحموم مع الزمن لتحقيق وجود دائمٍ في قلب المسجد الأقصى.

ونشبت مؤخرا خلافات بين جيش وشرطة الاحتلال بشأن التعامل مع التوتر المحتمل مع دعوات الرباط ، اخرها صدر عن رئيس “الهيئة الإسلامية العليا” في القدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري، الذي إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، غداً الأربعاء وبعد غد الخميس، لصد المستوطنين ومنعهم من تدنيسه. 

وشدد الشيخ صبري ، اليوم الثلاثاء، على ضرورة تكثيف الرباط الفلسطيني في الأقصى، تزامناً مع نية جماعات المستوطنين تنفيذ اقتحام جماعي للمسجد بأعداد كبيرة في ما يسمى “عيد المساخر” أو “البوريم”.  وتحاول “جماعات الهيكل” المزعوم خلال أعيادها، فرض طقوسها التلمودية داخل المسجد الأقصى، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع داخل الأقصى وبشكل جماعي، وشعائر تلمودية، عدا محاولة إدخال البوق والأدوات والملابس التنكرية، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه.

وكشفت القناة 12 العبرية، ان رئيس وزراء الاحتلال “نفتالي بينيت” أجرى مؤخرا مباحثات مع جميع المسؤولين حول الاستعدادات والخطوات التي سيتم اتخاذها بالخصوص في شهر رمضان، حيث تبين وجود خلافات كبيرة بين ضباط جيش الاحتلال وضباط شرطة الاحتلال.

وأضافت: “يَعتقد كبار المسؤولين العسكريين أنه من أجل تقليل التوترات ومنع التصعيد، يجب التسهيل على الفلسطينيين خلال شهر رمضان، والسماح لكبار السن بدخول القدس دون تصاريح”.

وأشارت القناة العبرية، إلى أن كبار ضباط شرطة الاحتلال يعارضون وبشدة موقف جيش الاحتلال، ويجادلون بأنه في هذا الوقت بالتحديد، يجب تشديد القيود، ويجب منع أي شخص ليس لديه تصريح من دخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

تحذير من تفجر الأوضاع برمضان

حذرت وثيقة أمنية صهيونية، من تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية مطلع شهر رمضان المقبل.

والوثيقة عبارة عن رسالة بعث بها قائد فرقة “يهودا والسامرة” (الاسم التوراتي للضفة الغربية) بجيش الاحتلال الإسرائيلي العميد “آفي بلوت” للقادة العسكريين، ونشرتها قناة “كان” الرسمية مساء الثلاثاء.

وقال بلوت: “مواد الاشتعال موجودة بالفعل، ينقصها فقط عقود ثقاب لإشعال المنطقة برمتها”.

وأضاف: “الموعد النهائي – بداية شهر رمضان، هذا هدف لقوات الجيش الإسرائيلي حيث من المفترض أن يكونوا جاهزين”، متوقعا أن “يكون التصعيد القادم مختلفا عن سابقيه”.

قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن المدينة المقدسة تتجه إلى المواجهة الشاملة، وأن الأحداث ترشح بالانفجار والسخونة، وكل التوقعات تشير إلى أن شهر رمضان سيكون مليئا بالتضحيات والوقوف ضد جرائم الاحتلال.

وذكر الهدمي أن جماعات استيطانية أطلقت دعوات كثيرة لاقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وأشار الى أن الاحتلال يحرم المقدسيين من البناء ويستغل هروب الأوكرانيين إلى دولة الاحتلال ويحاول جلبهم للسكن في المدينة المقدسة.

وأوضح الهدمي أن المقدسي تُرك وحيداً بكل ما تعنيه الكلمة، وليس هناك اهتمام رسمي تجاه المدينة المقدسة.

وأضاف أن السلطة لا تجعل مدينة القدس ضمن أولوياتها، رغم ما تتعرض له من قبل الاحتلال.

هلع الاحتلال ترسيخ لقواعد “سيف القدس”

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن قرار إسرائيلي بعدم نصب حواجز في منطقة باب العامود على مداخل البلدة القديمة للقدس المحتلة خلال شهر رمضان.

وذكرت الصحيفة أن القرار كجزء من العبر المستخلصة من المواجهات التي وقعت في رمضان من العام الماضي في أعقاب وضع تلك الحواجز.

بينما تعتزم بلدية القدس تنفيذ فعاليات ثقافية وعربات لبيع الأطعمة خلال شهر رمضان المبارك.

 وترى شرطة الاحتلال في الأشهر الثلاثة المقبلة تحديًا، وجرى تصنيفها كأشهر ذات فرصة لتفجير الأوضاع خاصة في صفوف فلسطينيي الداخل والقدس.

اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس الثلاثاء، هلع الاحتلال وخشيته مع اقتراب شهر رمضان، دلالةً على القواعد التي رسختها معركة سيف القدس في كي الوعي الإسرائيلي.

وقالت الفصائل، “إن المعركة مع الاحتلال مفتوحةٌ وشاملةٌ في كل ساحات فلسطين ولن تستطيع آلة البطش والإجرام الصهيونية أن تُثنى عزيمةَ شعبِنا بالمضي على طريق الجهاد والمقاومة خيارِ شعبِنا الوحيد من اجل التحرير والعودة”.

وأشادت بتشكيل الهيئة الوطنية لدعم أهالي الداخل المحتل، لافتةً إلى أنها تضم كافة المكونات الوطنية من فصائل ومنظمات مجتمع مدني وهيئات حقوقية وشبابية ونسائية ولجان عشائر خطوة على الطريق الصحيح لدعم وإسناد شعبنا في الداخل المحتل.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: